أكّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الاجتماع بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، سيكون مفيدًا للعلاقة بين الدولتين، على الرغم من أن تقييم الولايات المتحدة يشير إلى أن روسيا تحاول التدخل في انتخابات التجديد النصفية الأميركية، وقال بامبيو لشبكة سي إن إن الإخبارية" الروس على عكس الأوروبيين لا يشاركوننا قيمنا".
يتطلع إلى إعادة العلاقات لمسارها:
ومع ذلك، قال إن الحديث مع روسيا أمر جدير بالاحترام؛ لتتمكن الدولتان من محاولة إعادة علاقتهما إلى المسار الصحيح، مضيفًا "سواء كانت ساحة المعركة في سورية أو الموقف في أوكرانيا أو التدابير الروسية النشطة، أنا متأكد من أن هناك العديد من الموضوعات التي سيناقشها الرئيس ترامب والرئيس بوتين، وسيكون من المهم لكل منهما محاولة إعادة العلاقة مع مجموعة مشتركة من التفاهمات.".
وكان تدخل روسيا في انتخابات عام 2016 بمثابة نقطة مؤلمة بالنسبة للرئيس الأميركي الذي له شركاء في الحملة تم التحقيق معهم؛ ردا على مزاعم تورطهم مع الروس، حيث قال ترامب إنه يعتقد أن روسيا فعلت ذلك فقط لكي تعود وتزعم أنه يعتقد أن الكرملين تترأس المزاعم التي لم ترتكبها الدولة.
وحذّرت الولايات المتحدة مجتمع الاستخبارات مرارًا وتكرارًا من أن انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني، مهيأة لمحاولات إضافية للاضطراب، ومع ذلك، قال ترامب إنه يعتقد أنه سيكون من الأفضل بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا التي يفرض عليها عقوبات، إجراء حوار.
وقال ترامب "الرئيس أوباما خسر شبه جزيرة القرم ... فقد أوباما شبه جزيرة القرم لأن الرئيس بوتين لم يحترم الرئيس أوباما، ولم يحترم بلدنا، ولم يحترم أوكرانيا"، وأشار ترامب إلى أنه يعتقد أنه لن يواجه نفس المشاكل مع موسكو.
تدخل روسيا في انتخابات تشرين الثاني:
وقال دان كوتس، مدير المخابرات القومية، هذا الشهر، إن روسيا تحاول التأثير على انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني، وكذلك تقسيم التحالف عبر الأطلسي، وأضاف أمام المجلس الأطلسي "إن هذه الإجراءات الروسية هادفة ومسبقة وتمثل هجوما شاملًا من جانب فلاديمير بوتين على حكم القانون والمثل الغربية والأعراف الديمقراطية".
وبصفته مديرًا لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في يناير/ كانون الثاني، خلص بومبيو أيضًا إلى أن "الروس ظلوا هكذا لوقت طويل، وأتوقع أنهم سيستمرون في طريقتهم لوقت طويل"، وقال لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" "سندفعهم بعيداً بطريقة قوية بما فيه الكفاية وتأثير هذا على انتخابنا لن يكون كبيرًا".
الإدارة الأميركية تجهز للاجتماع:
ولفت بومبيو في مقابلته مع "سي إن إن" إلى أن الرئيس ترامب يوافق على أن تدخل الروس في انتخابتنا أمر لا يمكنهم بكل بساطة فعله، موضحًا أنه لا يوجد ما يسمى بعلاقة دافئة بين البلدين، فهي تسمية خاطئة. وترتب الإدارة الأميركية للاجتماع بين بوتين وترامب، في يوليو/ تموز، حيث سيسافر الرئيس الأميركي إلى أوروبا، ومن المرجح أن يكون الاجتماع بينهما في 15 أو 16 يوليو/ تموز في فيينا.
ولم يكن الكرملين مستعدًا يوم الأحد لتأكيد التقارير التي تفيد بعقد الاجتماع في 15 يوليو/ تموز الجاري الذي يجري تداوله في النمسا، وقد أشار بومبيو في المقابلات الأخيرة إلى أن الحديث وجهاً لوجه بين الرئيسين سيحدث دون تقديم التفاصيل الدقيقة.
جون بولتون في موسكو
ووضع جون بولتون، كبير مستشاري الأمن القومي في إدارة ترامب، الأساس هذا الأسبوع؛ من أجل عقد قمة بين الولايات المتحدة وروسيا، فقد سافر إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث سيناقش أيضًا كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الحرب الأهلية في سورية. ونقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الحكومية الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قوله يوم الأثنين، إن الدولة التي تمزقها الحرب (سورية) ستكون على جدول أعماله.
وتحدث غاريت ماركيز، المتحدث باسم بولتون، للمرة الأولى عن احتمالية زيارة روسيا، في تغريدة على موقع "تويتر" في الأسبوع الماضي، قائلًا إنه سيسافر إلى موسكو بعد التوقف في لندن وروما؛ لمناقشة عقد اجتماع محتمل بين الرئيسين ترامب وبوتين. وفي ذلك الوقت، وجه المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، أسئلة حول ما إذا كان الزعيمان سيجتمعان عندما يسافر ترامب إلى أوروبا الأسبوع المقبل لحضور قمة الناتو، وقال بيسكوف في ذلك الوقت "ليس لدينا ما نقوله بعد، وإذا وعندما نكون مستعدين، سنصدر البيان المناسب".
وتوترت العلاقات بين واشنطن وموسكو بسبب تحقيقات تدخل موسكو في الانتخابات، كما زاد ترامب من التوترات حين انسحب من الصفقة النووية الإيرانية التي وقعها الرئيس السابق باراك أوباما، وتدين الولايات المتحدة الهجوم الروسي على الجاسوس الروسي، سيرغي سكيربال، في بريطانيا.
وأكد بومبيو أن مقابلة بولتون مع الروس ستأتي بثمارها، وسيظهر ذلك في شكل القمة الثنائية بين بوتين وترامب، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تحاول إيجاد مكان للمصالح المتداخلة بين البلدين، وحماية المصالح الأميركية. وعرضت النمسا استضافة قمة ترامب وبوتين، والتي قال مسؤول في البيت الأبيض، يوم الاثنين، إن ذلك قد يحدث بعد انتهاء رحلة الرئيس في يوليو/ تموز.
وبالإضافة إلى قمة الناتو التي تستمر يومين في بروكسل، من المقرر أن يقضي ترامب يومًا في لندن واثنين آخرين في اسكتلندا، حيث يمتلك شركة لإدارة العقارات وملعبين للغولف، وهذا من شأنه أن يجعل يوم 16 يوليو/ تموز، هو الموعد المحتمل للقمة الروسية.
أرسل تعليقك