مركز إعادة تأهيل أطفال في سورية يدرّبهم على مخالفة تعليمات داعش المتشدد
آخر تحديث 21:09:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يضم 50 صغيرًا من مختلف الجنسيات تم تجنيدهم سابقًا في مدينة الرقة

مركز إعادة تأهيل أطفال في سورية يدرّبهم على مخالفة تعليمات "داعش" المتشدد

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مركز إعادة تأهيل أطفال في سورية يدرّبهم على مخالفة تعليمات "داعش" المتشدد

تعمل السلطات الكردية السورية على إعادة تأهيل أعضاء الشباب في إيسيل
دمشق ـ نور خوام

أمسك محمد، عندما بلغ 13 عامًا، بأول حزام ناسف، وفجّر لغمًا تحت دراجته النارية خارج مدينة الرقة المعقل السابق لتنظيم "داعش" المتطرف في سورية، عندما بلغ 15 عامًا، والآن يوجد في وجهه خليط بين حب الشباب وندبات الأسلحة الحادة، ويعد الفتى السوري من بين 50 طفلا كانوا جنودا في "داعش"، والآن يتواجدون في مركز لإعادة التأهيل في شمال شرق سورية، بالقرب من مدينة القامشلي، وأطلق عليهم " نرد الخلافة"، وبعض هؤلاء الصبية أيتام والبعض الآخر مصاب بجروح، وجميعهم قاتلوا في صفوف الجماعة المتطرّفة.

وقال محمد إن عمه جنّده في صفوف "داعش" كونه رجلا صغيرًا عليه الالتحاق بالجماعة المتشددة في عام 2013، مضيفا" أخذني إلى دروس الشريعة ومن ثم قال لي يا ابني عليك الآن الذهاب إلى معسكر التدريب"، ومنذ ذلك الحين سارت الأمور سريعًا، انتقل إلى الموصل في شمال العراق، ليلتحق بجماعة تسمى "إنغماسي" وتتكون من قوات تتدرب على مهاجمة الأعداء، حيث تعلم الأطفال كيفية حمل السلاح، وتفجير الأحزمة الناسفة، وذلك في حالة الخوف أو نفاذ الذخيرة، وكانت أولى معاركه في مدينة بايجي، حيث تحارب "داعش" القوات العراقية عند أكبر مصفاة للنفط، وقال " كان لدينا سيارة مفخخة، ومعي صبي يدعى أبو حذيفة، 14 عاما من مدينة حلب، هاجمنا القوات العراقية بعد صلاة الفجر، ولكن سائق السيارة فجر نفسه، ومن ثم دخلنا إلى مصفاة البترول، ولكن لم نجد أحدا، ومن ثم علقنا فقد تمكنوا من حصارنا".

وتمت محاصرة محمد ورفاقه داخل مصفاة البترول لمدة شهرين، وقال " كنا 100 رجب، تمكن فقط 30 من الهرب، وقتل الباقين"، وكان معه أطفال من سورية والعراق وتركيا وروسيا وإندونسيا، وهم على استعداد للمخاطرة وربما أكثر تحمسا من البالغين، حيث لعبت "داعش" على بوصلتهم الأخلاقية بشكل كامل، وغالبا ما يكون الأطفال هم الهدف الأول للتجنيد من قبل الجماعات المتطرفة في جميع أنحاء العالم.

ويقع مركز إعادة التأهيل في أحد مدن الحرب السابقة، وتديره السلطات الكردية السورية، ويضم 50 صبيا تتراوح أعمارهم بين 15 و17، وحين تنتهي الدروس في الساعة الواحدة والنصف ظهرا، يقوم الأطفال بممارسة الأعمال المنزلية مثل الغسيل والطبخ والبستنة، وفي وقت فراغهم يلعبون كرة القدم والشطرنج، أو يشاهدون التلفاز باستثناء القنوات الدينية المتطرفة، كما يحظر عليهم الصلاة أكثر من 5 مرات في اليوم، وبالنسبة للناجين من ساحة المعركة مثل محمد، قد استسلموا للقوات السورية المدعومة للولايات المتحدة، وهذه خطوة مهمة، ويشجعهم معلموهم على مخالفة قواعد "داعش" ، مثل مصافحة يد المرأة والاستماع للموسيقى، وتدخين السجائر.

وقالت عبير خالد، مديرة المركز إنّه "حين أتوا إلى هنا، اعتقدوا أن الموسيقى حرام، وبعد فترة سألوا عن إمكانية تشغيل الراديو، ونحن نقدم لهم مشغلات الموسيقى، ويستمعون للفنانين السوريين وإلى موسيقى التيكنو والديسكو، ونراهم سعداء مع بعضهم البعض، وأحيانا يرقصون معا، وينسون معاناتهم"، ويعاني بعض الأطفال من صدمات لا يمكن علاجها بالموسيقى، حيث لا يوجد سوى قليل من موارد الدعم النفسي في المركز، وتتطور لدى هؤلاء الأطفال سلوكيات عالية الخطورة، ويصبحون مكتئبين أو يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وتقول إحدى المعلمات في المركز رويدا عباس، إنّه "في يوم من الأيام، رأيت صبيا يجلس بمفرده، وسألته لماذا تتصرف هكذا مثل الروبوت، قال لي إنه حين كان مع "داعش" شاهدهم يقطعون أيدي وأرجل الناس أمام عيناه، والآن أنا لا أشعر، حتى إذا قتلت والدي أمام عيني، لن أبكي، ليس لدي مشاعر بعد الآن".

ويعترف المعلمون أنهم يفتقرون إلى الخبرة في التعامل مع الأطفال المصابين بالصدمات النفسية والذين تدربوا على القتل، وحذّرت الأستاذة في مركز الممارسات العالمي في كلية بوسطن للخدمة الاجتماعية، درست إعادة تأهيل الأطفال الجنود في سيراليون، على مدى الـ15 سنة الماضية، الدكتورة تيريزا بيتانكورت، من أن مراقبة الأطفال أمر مهم تماما مثل برامج إعادة التأهيل، وقالت " يمكنهم فعل أشياء عظيمة في هذا المركز، ولكن المهم ما سيحدث بعد عودة هؤلاء الأطفال إلى منازلهم، إنها لحظة حاسمة، هل ستقبلهم أسرهم أو المجتمع؟، كيف سيتعامل آبائهم مع صدمتهم؟".

وبيّن أستاذ علم النفس السريري وعلم النفس العصبي في جامعة كونستانز، في ألمانيا الدكتور توماس ألبرت، أنّه "بدون الدعم الكافي ربما يعود بعض الأطفال إلى ممارسة العنف"، ولفت محمد إلى رغبته في العودة للعيش مع عائلته بعد مغادرة المركز، ويقول إن شقيقته الكبرى جندها عمه في صفوف "داعش" وتزوجت من أحد المقاتلين،وهي مفقودة حتى الآن.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مركز إعادة تأهيل أطفال في سورية يدرّبهم على مخالفة تعليمات داعش المتشدد مركز إعادة تأهيل أطفال في سورية يدرّبهم على مخالفة تعليمات داعش المتشدد



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 02:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 صوت الإمارات - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 03:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
 صوت الإمارات - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 02:54 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 03:01 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا

GMT 20:43 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تقدم الدعم الفني لجيبوتى لتأسيس أول معهد للفنون الشعبية

GMT 00:02 2020 الخميس ,21 أيار / مايو

ميسي ينعى فيلانوفا في ذكرى رحيله

GMT 04:12 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد تناول كوب نعناع في اليوم

GMT 18:59 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سجون تحولت إلى فنادق فاخرة كانت تضمّ أخطر المجرمين في العالم

GMT 00:57 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

روستوف أون دون مدينة السحر والجمال و تقع في جنوب روسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates