لندن ـ سليم كرم
تقع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تحت ضغط من حلفائها في حزب المحافظين؛ لسحب عضوية النائب المحافظ اللورد هيسيلتيني، بعد تلميحه بأنه يفضل حكومة جيرمي كوبرن، رئيس حزب العمل، على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
واتهمت هيئة الحزب رئيس الوزراء السابق بـ"التخريب الصريح"، مؤكدة أنه لا يمكن لماي تجاهل تصريحاته دون توقيع عقوبة عليه، إذا كانت تأخذ ذلك على محمل الجد في مفاوضات "البريكست"، حيث أشار اللورد هيسيلتيني إلى أن حكومة كوربن ربما تكون أقل ضررا من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ لأن حزب العمل سيتسبب في ضرر على المدى القصير ولكن البريكست سيسبب كارثة على المدى الطويل.
ومن المعروف أن اللورد ناقد مستمر لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتمت إقالته كمستشار حكومي في مارس/ آذار الماضي، بعد أن قاد تمرد "اللوردات"، مناديا بما يسمى بالتصويت الهادف على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي النهائي.
ودعت مجموعة "بو"، وهي هيئة من المحافظين لمنع اللورد تببيت واللورد لامونت وجون ريدوود النائب من الحصول على مقاعد المحافظين، وقال رئيسها، بين هاريس كيني، وهو عضو في الحزب " لا يمكن قيادة مفاوضات الاتحاد الأوروبي من حكومة محافظة تسمح بالتخريب الصريح من أحد ممثليها، وبطبيعة الحال يجب أن يكون هناك مساحة مخصصة للسياسيين المحافظين الرافضين لنهج الحكومة في خروج بريطانيا من الاتحاد، ولكن تفضيل أحد أعضائها لكوربن لقيادة الحكومة لتجاهل الإرادة الديمقراطية للشعب في تصويت البريكيست، لا يمكن التسامح معه من قبل أي حزب أو حكومة، ونتمنى أن يأخذ الأمر على محمل الجد، والحفاظ على الانضباط البرلماني"، ويضيف "أوضح اللورد هيسيلتني أن هدقه منع البريكست أي كانت التكلفة، بما في ذلك تخريب حزبه الخاص والأمة، وبالتالي يجب على حزب المحافظين سحب العضوية وإنهاء استمراره".
وفي هذا السياق، قال اللورد تبيت، وزير مجلس الوزراء السابق " إن مجموعة بو كانت على حق في إجراء هذه الدعوة".
وكان اللورد هيسيلتيني عضوا في مجموعة "بو" لأكثر من 40 عاما، حتى طرد في عام 2015، وقال العضو دانيال كاوزينسكي " إن اللامبالاة تجاه نواب المحافظين الجدد الذين حازوا على مقاعد هامشية مقابل كل الصعاب في الانتخابات الأخيرة، وخاصة في اسكتلندا، أمر مثير لألتقاط الأنفاس، كما أن عدم احترامه وولائه للحزب مؤسف للغاية"، حيث أدلى اللورد هيسيلتيني بتصريحاته الأخيرة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لصحيفة "ليهوس برودكاست"، والمتخصصة في تغطية السياسة الليبرالية.
أرسل تعليقك