أشاد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الأحد، بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات في إعادة إعمار العراق والتنسيق مع منظمة «اليونيسكو»، قائلاً: إن هذا الدعم خير دليل على وقوف المجتمع الدولي إلى جانب البلاد، ودعا خلال زيارته لأبرز معالم مدينة الموصل شمالي البلاد، بما فيها كنيسة الساعة وجامع النوري، والتي دمرت بفعل المعارك مع تنظيم «داعش»، جميع مكونات العراقيين، إلى العمل معاً، قبل أن يتوجه إلى أربيل، ويؤكد من هناك استمرار الدعم الفرنسي في محاربة الإرهاب.
وقال الرئيس الفرنسي في الموصل: «أنا هنا بعد بضعة أعوام من قيام «داعش» بتدمير المدينة التي شهدت أعمال إعمار بفضل اليونيسكو التي أحييها».
ونوه ماكرون بالتمويل الدولي لإعادة إعمار العراق، خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة التي لعبت دوراً مهماً في هذا الإطار، وهذا يبعث رسالة مفادها بأن المجتمع الدولي لم ينس العراق، وأننا نستمر في دعم هذا المشروع.
وأشادت نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، بالزيارة التاريخية لماكرون إلى مدينة الموصل، وخاصة الجامع النوري وكنيسة الساعة، شاكرة الدعم الفرنسي الثابت للتراث العالمي.
وقالت الكعبي في تغريدة على «تويتر»: «نتقدم بالشكر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والحكومة الفرنسية على دعمها الثابت والمتواصل للتراث الثقافي العالمي، والتي توجت بالزيارة التاريخية إلى جامع النوري وكنيسة الساعة، ضمن مشروع «إحياء روح الموصل» المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة بالشراكة مع منظمة اليونيسكو».
في غضون ذلك، أشار ماكرون لدى زيارته مدينة الموصل الأثرية، إلى أن الحرب ضد الإرهاب لم تنته بعد، مؤكداً الاستمرار في دعم الحكومة العراقية.
وأجرى الرئيس الفرنسي، جولة في كنيسة الساعة التي تضررت بشدة، بعد سيطرة «داعش» على المدينة في 2014، وقيامها بإعلان ما سمته ب«الخلافة». كما توجه ماكرون إلى الجامع النوري الذي تعرض للتخريب، فيما تجري إعادة إعماره، في الوقت الحالي، بدعم من دولة الإمارات. وفي كلمة من كنيسة الساعة القديمة التي يرجح بعض المؤرخين أنها تعود لألف عام، قال ماكرون: «نحن هنا للتعبير عن مدى أهمية الموصل وتقديم التقدير لكل الطوائف التي تشكل المجتمع العراقي»، مشيراً إلى أن عملية إعادة الإعمار بطيئة، بطيئة جداً. وأعلن ماكرون عن نية فرنسا افتتاح مدارس وقنصلية في المدينة.
ومن موقع إعادة إعمار مسجد النوري، الذي دمره التنظيم المتطرف، قال ماكرون: «حضوري هنا كرئيس فرنسي هو بمثابة تقديم الاحترام لما مرت به الموصل، والتفريق بين الدين وأيديولوجيا الموت. هو للقول إن المساهمة التي يمكن أن تقدمها فرنسا هناك هي وقبل كل شيء الإقرار بكل مكون من مكونات الشعب العراقي».
وأضاف ماكرون، الذي زار ليل الجمعة مرقد الإمام الكاظم في العاصمة بغداد: «أمس كنت في مرقد شيعي، وسأرى الإيزيديين أيضاً... أعتقد بأن المشاكل التي يواجهها العراقيون لا حل لها إلا بالعمل معاً».
وأوضح مصدر عراقي، أنه كان من المقرر أن يقوم ماكرون، صباح أمس، بزيارة إلى قضاء سنجار، معقل الإيزديين في العراق، لكنها ألغيت. وأضاف أن سبب الإلغاء يعود لنصيحة قدمها مسؤولون في العراق للرئيس الفرنسي قبل ساعات من موعد الزيارة.
وأشار إلى أن فريق ماكرون، قرر إلغاء الزيارة فيما بعد بسبب ضيق الوقت، لكن السبب الأساسي كان بناء على نصيحة مسؤولين عراقيين.
وفي أربيل، أكد ماكرون لسلطات كردستان العراق؛ حيث التقى بالزعماء الأكراد وفي مقدمتهم مسعود برزاني، التزام فرنسا تجاه الإقليم والحكومة المركزية في بغداد، مذكراً بقوة دعم فرنسا في مكافحة الإرهاب.
وضم وفد الرئيس الفرنسي، الحائزة جائزة نوبل للسلام نادية مراد، إحدى السبايا السابقات لتنظيم «داعش» والتي تعرض الآن قضية الإيزيديات على المنابر الدولية، والكاتبة والناشطة النسوية كارولين فورست.
قــــــد يهمــــــــــك أيضًـــــا:
ترامب يُعلن رفضه عمليات القتل التي تقوم بها تركيا في سورية
ترامب يؤكد أن عواقب العملية التركية في سورية ستكون أوسع بكثير من فرض العقوبات
أرسل تعليقك