روبرت فيسك يؤكّد أن بن لادن وصف أفغانستان بأنها المكان الوحيد الآمن بعد السودان
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

توقّع من تصريحات الأخير أن السنوات المقبلة ستشهد موت الآلاف من المدنيين الأميركيين

روبرت فيسك يؤكّد أن بن لادن وصف أفغانستان بأنها المكان الوحيد الآمن بعد السودان

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - روبرت فيسك يؤكّد أن بن لادن وصف أفغانستان بأنها المكان الوحيد الآمن بعد السودان

زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن
لندن - كاتيا حداد

نشر الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك، حواره الأخير مع زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، والذي تحدث فيه عن الأوضاع في السعودية، ونظرته إلى الولايات المتحدة، بجانب شنّ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، وأكد أن أميركا ستشهد مقتل الكثير من المدنيين، وقال فيسك "في ليلة حارة في أواخر يونيو/ حزيران 1996، رن الهاتف على مكتبي في بيروت، وكانت واحدة من أكثر الرسائل الاستثنائية التي تلقيتها كمراسل أجنبي، وقال أحدهم "السيد روبرت، صديق التقيت به في السودان يريد أن يراك"، تحدث باللغة الإنجليزية ولكن بلكنة عربية".

روبرت فيسك يلتقي بزعيم القاعدة:
وأضاف فيسك "في البداية اعتقدت أنه كان يعني رجلا آخر، واقترحت اسمه، ثم قال "لا لا، سيد روبرت، أعني الرجل الذي أجريت معه المقابلة. هل تفهم؟ "، نعم، فهمت، وسألته أين قابلت هذا الرجل؟، قال "المكان الذي هو فيه الآن".

كنت أعرف أن بن لادن تردد أنه عاد إلى أفغانستان، لكن لم يكن هناك تأكيد على ذلك، وسألت إذن كيف أصل إليه؟، قال لي المتصل "اذهب إلى جلال آباد سيتم الاتصال بك."

وفي يوليو/ تموز من نفس العام وجد شخصًا عربيًا يرتدي معطفًا رماديًا، ينتظره بسيارة خارج حجرته بفندق "سبرنغ هار" بجلال أباد يدعى محمد، ونادى عليه وطلب منه النزول لأن الشيخ يريد أن يراه، وهنا عرف روبرت أنه سيلتقي بزعيم القاعدة.

روبرت فيسك يروي تفاصيل الوصول إلى بن لادن:
وتابع "أنه سار وراءه في شارع جلال أباد الرئيسي حتى وصل لسيارة صغيرة بقاعدة عسكرية قديمة تابعة للجيش السوفيتي، بها عدد من المركبات القديمة، موضحا أن السيارة كان بها 3 مسلحين أحدهما يحمل بندقية كلاشنيكوف والآخر بيده قاذفة قنابل يدوية إلى جانب ستة صواريخ مربوطة مع بعضها والثالث لديه رشاش وعدد من الذخائر، ليخبره محمد أن هؤلاء هم الحراس".

وواصل "كنا على وشك الانطلاق عندما تسلق محمد ظهر سيارة البيك أب إلى جانب السائق، ثم سار إلى بقعة مظللة من العشب وبدأ بالصلاة، لمدة خمس دقائق، وضع الرجلان نصف السجادة، في مواجهة خانق كابول البعيد، في اتجاه مكة المكرمة، انطلقنا على الطريق السريع المكسور، ثم انتقلنا إلى مسار ترابي، وكانت البنادق في مؤخرة الشاحنة ترتد على الأرض، وعيون الحراس تتأمل من وراء الأوشحة المتداخلة، لقد سافرنا على هذا النحو لساعات طويلة، إلى جانب قرى من الطين مدمرة وسط النهر والصخور السوداء الشاهقة، ووصلنا مع الغروب لحديقة بها عدد من الكراسي الخشبية المغطاة بالبطانيات والأسلحة العسكرية، وخرج عدد من المسلحين يحملون بنادق ورشاشات ليلتقوهم".

واستطرد "أخذني محمد وعبرنا قناة مائية صغيرة لأجد رجل طويل في ثياب سعودية في انتظاري، وهو أسامة بن لادن، مع نجليه عمر وسعد، ويرحب بي قائلا: "أهلا بك في أفغانستان". ورغم أن بن لادن كان في الأربعينيات من عمره إلا أنه بدا أكبر سنا، وظهر على وجهه التجاعيد والمرض مقارنة بأخر مرة ألتقيت به في السودان عام 1993، وكان يرتدي صدرية سوداء فوق ردائه الأبيض، وتحدثنا عن الهجوم على مجمع القوات الجوية الأميركية بالظهران السعودية، وعلق بن لادن أنه نصح أميركا بسحب قواتها من السعودية ولكنها لم تستجب".

بن لادن يوجّه عددًا من النصائح للحكومة البريطانية
ووجّه بن لادن خلال حديثه لروبرت فيسك عددًا من النصائح للحكومة البريطانية والفرنسية لسحب قواتهم أيضا، مؤكدًا على ضرورة خروج أميركا من السعودية والخليج. وكان بن لادن يتحدث ببطيء ودقة، وكان هناك مصري بجانبه يدون ملاحظاته في كتاب، مشيرًا إلى أن القاعدة اختارت الأميركيين كعدو لها وليس الغرب، ليس بسبب وجودها بالسعودية ولكن تصرفاتها ضد المسلمين وتأييدها لإسرائيل والمذابح التي يتعرض لها المسلمون في فلسطين ولبنان.

وسألني بن لادن عن ماذا سيحدث إذا لم يقاوم الأوروبيون الاحتلال خلال الحرب العالمية الثانية، وأكد أن المسلمين جميعا لديهم رباط قوى يجمعهم ويشعرون بإخوانهم في فلسطين ولبنان، وبالنسبة للعراق قال الزعيم القاعدي "نحن كمسلمين لا نحب النظام العراقي ولكننا نعتقد أن الشعب العراقي وأولادهم هم إخواننا ونحن نهتم بمستقبلهم"، مشبها الهجوم عليها بشن الغرب حملة صليبية على المسلمين.

لكن ما أراد بن لادن الحديث عنه هو السعودية، وقال إنه منذ اجتماعنا الأخير في السودان، ازداد الوضع في المملكة سوءا، وقد أعلن العلماء، الزعماء الدينيون، في المساجد أن وجود القوات الأميركية غير مقبول وأن الحكومة اتخذت إجراءات ضد هؤلاء العلماء "بناء على نصيحة الأميركيين".

بن لادن يؤكّد أن أفغانستان أكثر الأماكن أمانا
وبالنسبة لبن لادن، بدأت خيانة الشعب السعودي قبل 24 سنة من ولادته، عندما أعلن عبد العزيز آل سعود مملكته في عام 1932، قائلا "النظام بدأ تحت علم تطبيق الشريعة الإسلامية وتحت هذا الراية جميع شعب المملكة العربية السعودية جاء لمساعدة عائلة سعود على الاستيلاء على السلطة، لكن عبد العزيز لم يطبق الشريعة الإسلامية، وأسس الدولة لعائلته، ثم بعد اكتشاف النفط، وجد النظام السعودي دعما آخر حيث الأموال".

وتوقف بن لادن مؤقتا لمعرفة ما إذا كنت قد استمعت إلى درسه، ثم استكمل قائلا "لقد تذكر الشعب السعودي الآن ما قاله لهم العلماء وهم يدركون أن أميركا هي السبب الرئيسي لمشاكلهم ... الرجل العادي يعرف أن بلاده هي أكبر منتج للنفط في العالم ولكنه في الوقت نفسه يعاني من الضرائب والخدمات السيئة. الآن يفهم الناس خطب العلماء في المساجد أن بلادنا أصبحت  مستعمرة أميركية. ما حدث في الرياض والخبر دليل واضح على الغضب الهائل الذي يشعر به السعوديون ضد أميركا. السعوديون يعرفون الآن أن عدوهم الحقيقي هو أميركا.

وأضاف "سألت بن لادن ما إذا كانت أفغانستان هي المكان الوحيد الذي سيلجأ إليه بعد السودان، ليرد الأخير أنها أكثر الأماكن أمانا بعد السودان ولكن هناك العديد من الأماكن الأخرى التي له بها أصدقاء وإخوان مقربين، دون أن يكشف عنها. ورد بن لادن عندما سألته عن شكل الإسلام الذي يتمنى بن لادن رؤيته، ليجيب أن الإسلام دين كامل لكل تفاصيل الحياة، وإذا كان الرجل مسلما حقيقيا وارتكب جريمة، فلا يسعه إلا أن يعاقب عقوبته لأن العقوبات من الله ورسوله".

وتوقعت من تصريحات بن لادن أن السنوات المقبلة ستشهد موت الآلاف من المدنيين الأميركيين بناء على تصريحاته، كما أنه من أشد المعادين للحكومة السعودية لأنه يرى أنها تساعد أميركا باستضافة قواتها على أراضيها.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبرت فيسك يؤكّد أن بن لادن وصف أفغانستان بأنها المكان الوحيد الآمن بعد السودان روبرت فيسك يؤكّد أن بن لادن وصف أفغانستان بأنها المكان الوحيد الآمن بعد السودان



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates