خطأ في الفهم الألماني والفرنسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
آخر تحديث 16:41:44 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الدولتان تعتبران أن كل ما يحدث "مؤامرة" وتشعران بالقلق

خطأ في الفهم الألماني والفرنسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خطأ في الفهم الألماني والفرنسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

إيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل
باريس ـ مارينا منصف

ستبدأ الحرب الحقيقية للأفكار عبر أوروبا خلال الشهر المقبل وما بعده، وذلك بشأن أفضل السبل لاستيعاب بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، بينما في الوقت نفسه يعزز الاتحاد الأوروبي من ثرواته، ومع كل التبجح المقبل من بروكسل، أمام الدول الـ27 المتبقية بعد مغادرة بريطانيا للاتحاد في مارس/آذار 2019، طريق طويل لتحديد المعضلة الرئيسية التي أثيرت نتيجة تصويت المملكة المتحدة على المغادرة.

ولا يجب أن يشتتنا ذلك عن الطريقة الشاملة التي ربح بها الاتحاد الأوروبي الجولة الأولى من المفاوضات، لأن التاريخ سيوضح أنها كانت الجزء السهل، حيث حصل على 45 مليون جنيه إسترليني لتسوية الطلاق، وأيضا شروط صارمة لمواطني الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة البالغ عددهم 3.2 مليون نسمة، وكل ذلك لا يغير حقيقة أن خروج بريطانيا من الاتحاد والذي يكلفها 13 مليار جنيه سنويا في ميزانية الاتحاد الأوروبي، وهي خامس أكبر اقتصاد في أوروبا لا تزال على عتبة الاتحاد.

ويدين الطرفان في هذا الطلاق العيش بجانب بعضهم البعض، وكذلك تبادل الأعمال التجارية دون تحديد تاريخ لانتهائها، والحقيقة أنه رغم هذه الشروط بشأن اتفاق التجارة بين المملكة المتحدة وبريطانيا، لن تختفي لندن أو بريطانيا.

ومن السهل نسيان ذلك وسط التبادل المرير المتزايد، والذي يحدد هذا الطلاق، وكما هو الحال في كافة أنواع الطلاق، هناك خطأ أرتكبه الطرفين، وهو خطأ بارنيه، وتسريبات فريق جونكير، وكذلك دفاع دفيس وجونسون عن النفس في الاتحاد الأوروبي، ولكن على المدى الطويل سيظهر خطر كبير، ولكن ما يظهر الآن على المدى القصير هو الفهم الخاطئ لفرنسا وألمانيا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث أن بريطانيا ليست أميركا التي يحكمها ترامب، أو بولندا التي يحكمها كازنسكي، أو المغر التي يحكمها أوروبا، فلندن لا تنسحب من اتفاقية المناخ أو القوانين الدولية للتجارة، ولا تنتهك القوانين، إنها المملكة المتحدة التي تنفذ قوانين الاتحاد الأوروبي، وتحاول الاستفادة من الطاقة الخضراء، وتوفير الخدمات في الاتحاد الأوروبي، والتعاون مع السوق الرقمية الموحدة، وهي ضد الغرق في الضرائب.

وتظهر المخاوف السياسية من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تماما كما يحدث مع المخاوف الاقتصادية، فهناك علامات واضحة من بعض دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إيطاليا والتجار الأفراد في إقليم نوردك، والتحالف الألماني الفرنسي، والتي ستحدث أضرار يمكن تجنبها لكلا الجانبين، بينما ترغب ألمانيا وفرنسا، برئاسة إيمانويل ماكرون، في تأمين المصالح قصيرة الأجل على الاستقرار طويل الأجل، ويعتقد المسؤولون الألمان أن الدول المعارضة لرغبتها سيتم إسكاتها عندما يتفهمون إنفاذ الاتحاد الأوروبي، واللعب على قدم المساواة، أي وقف المملكة المتحدة عن السعي إلى ميزة تنظيمية، ومن ثم الانضمام إلى خطتها.

ويجب على أوروبا الحذر من أمانيها، حيث إن بريطانيا لا ترغب في أن تصبح سنغافورة قبالة السواحل الأوروبية، وبكل وضوح تريد أن تكون محايدة، في العديد من المجالات كما أكد وزير المالية البريطاني، فيليب هاموند، ولكن النهجان الفرنسي والألماني الذي تدعمه المفوضية الأوروبية قد يثير نتائج خطيرة، إذا لم يتم اعتماد المشورة الحكيمة للدول الأعضاء الأخرى.

ورفض المسؤولون في برلين الفكرة البريطانية بشأن "إدارة الاختلاف" كونها حلقة أخيرة من المسلسل الهزلي، ويرجع هذا لفقد نقطتين رئيسيتين، الأولى هي أن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يواجهان حقيقة واضحة، ولا بد من بدء جمع المواقف المتقاربة بينهما، على الرغم من رغبة بريطانيا من ترك السوق الموحدة والاتحاد الجمركي، وبدء المفاوضات على غرار كندا في اتفاقية التجارة الحرة، والثاني هو إن إدارة الاختلاف يعتمد على كيفية تشغيل النظام، وهو ما يعطي الاتحاد فرصة تكافؤ الفرص والذي يعتقد أنه أمرًا ضروريًا جدا لحماية الاتحاد.

وبقراءة ما بين السطور، نجد أن التصريحات الوزارية البريطانية المتأخرة بشأن الزراعة والمواد الكيميائية والأدوية والبيانات والطيران، يمكن أن تكون خطا صعبا لمؤيدي الخروج من التحاد، وانتهت بإحباط نموذج "إدارة الاختلاف"، وليس إحباط الاتحاد، ومع كل ما تقدمه بريطانيا ترى فرنسا وألمانيا أن ما يحدث مؤامرة، وتشعران بالقلق من هذا النهج، خاصة في الطبقة الوسطى، ولكن قد حصل تصويت الخروج من الاتحاد الأوروبي بالفعل، ويجب أن يحدث بطريقة تسمح للملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتعايش السلمي والإنتاجي، ومع بدء هذه العملية ينبغي أن تتذكر فرنسا وألمانيا من هم أصدقائها الحقيقيون.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطأ في الفهم الألماني والفرنسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خطأ في الفهم الألماني والفرنسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 21:27 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 17:31 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

عملية قذف النساء أثناء العلاقة الجنسية تحير العلماء

GMT 04:40 2015 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

اختاري أفضل العطور في ليلة زفافكِ

GMT 00:04 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

هدف ثالث لفريق برشلونة عن طريق فيدال

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

لامبورجيني أوروس 2019 تنطلق بقوة 650 حصان ومواصفات آخرى مذهلة

GMT 20:46 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكتاب" يوجه التحية إلى سلطان لرعايته معرض الشارقة

GMT 14:58 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

البصري يطالب "المركزي" العراقي بالحدّ من منح إجازات مصرفية

GMT 02:08 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

اختاري عطرك بحسب شخصيتك

GMT 10:38 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بروتوكول لإنشاء محطة لتحلية مياه البحر بقيمة 200 مليون جنيه

GMT 23:49 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تتويج السوري عمر خريبين كأفضل لاعب في آسيا لعام 2017

GMT 11:51 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يشيد بجهود شما المزروعي في دعم الشباب

GMT 03:12 2016 الأربعاء ,13 إبريل / نيسان

كعكات الموز والشوفان الصحية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates