أبرمت طيران الإمارات، أمس، الخميس، صفقة جديدة لشراء 36 طائرة إيرباص A380، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 58.7 مليار درهم (16 مليار دولار)، بعد أعلنت شركة إيرباص التزامها بمواصلة إنتاج هذا الطراز للسنوات العشر المقبلة، وهو الشرط الذي تمسكت به طيران الإمارات لإتمام الصفقة.
وحظيت الصفقة بمباركة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، حيث قال : "طيران الإمارات تمثل بحق روح دبي في النمو والابتكار والقدرة على التكيف، كما تجسد الدور المتعاظم لدبي في تحقيق التواصل بين الناس ورؤوس الأموال وتدفق المعلومات عبر العالم. وتعكس هذه الصفقة ثقة طيران الإمارات بالمستقبل، والتزامها بدعم رؤية دبي وتعزيز مكانتها كوجهة عالمية رائدة ومحور رئيس للطيران المدني".
وأعادت الصفقة الجديدة التي استغرق التفاوض بشأنها عدة أشهر الحياة مرة أخرى لبرنامج إنتاج الطائرة، وأعادت كذلك الثقة ليس لشركة إيرباص المصنعة لطراز A380، التي تنفس مسؤولوها الصعداء بعد إبرام الصفقة فحسب، بل إلى صناعة الطيران العالمية، خاصة الشركات الأخرى التي تمتلك هذا الطراز العملاق، والتي كانت قلقة بشأن مصير برنامج إنتاج الطائرة.
وتتضمن الصفقة التي يمكن وصفها بـ"التاريخية" ليس لحجمها أو قيمتها، فالناقلة أبرمت فيما قبل صفقات أكبر وأكثر حجماً من الطراز ذاته، ولكن لكونها جاءت بعد مخاض عسير ومفاوضات شاقة لضمان استمرار إنتاج الطائرة واستكمال البرنامج الذي كان سيتحتم على إيرباص إعلان إنهائه في حال عدم التوصل لهذه الصفقة، شراء 36 طائرة إيرباص A380، منها 20 طائرة طلبية مؤكدة و16 طائرة حقوق خيار.
وفيما يعمل أسطول طيران الإمارات من طائرات A380 حالياً بمحركات جنرال إلكتريك ورولز رويس، وتجري الناقلة في الوقت الراهن تقييماً لاختيار نوع المحركات التي ستشغل طائرات الطلبية الجديدة.
وقام الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، بتوقيع مذكرة التفاهم مع الرئيس التنفيذي لشركة الإيرباص جون ليهي في المقر الرئيس لمجموعة الإمارات في دبي.
وسوف تبدأ طيران الإمارات في استلام الطلبية الجديدة من طائرات الإيرباص A380 اعتباراً من عام 2020، وتشغل الناقلة حالياً 101 طائرة A380 ولديها طلبية قائمة مكونة من 41 طائرة، ومع إضافة الطلبية الجديدة، فإن التزام طيران الإمارات نحو برنامج A380 يرتفع الآن إلى 178 طائرة بقيمة 60 مليار دولار (220 مليار درهم).
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: "لا نفشي سراً إذا قلنا إن طائرة A380 كانت نجاحاً خالصاً لطيران الإمارات، فعملاؤنا يحبون السفر على متنها، وقد استطعنا تشغيلها لخدمة العديد من الوجهات ضمن شبكة خطوطنا العالمية لأنها وفرت لنا مرونة تامة من حيث مدى الطيران والسعة المقعدية".
وأضاف قائلاً: "سوف نستخدم بعض طائرات A380 الجديدة لتجديد الأسطول وإحلال الطائرات التي ستخرج من الخدمة، كما ستوفر هذه الطلبية الاستقرار والاستمرارية لخط إنتاج هذا الطراز من الطائرات العملاقة. وسوف نواصل العمل مع إيرباص لإدخال مزيد من التحسينات على الطائرة، وخصوصاً مرافقها الداخلية التي توفر تجربة سفر فاخرة للعملاء. إن ما يميز هذه الطائرة هو اقتران التكنولوجيا المتقدمة مع الرحابة، ما يوفر أمامنا فرصاً ومساحات واسعة للإبداع وابتكار منتجات جديدة ضمن قمرات الركاب".
وتقدم الرئيس التنفيذي لشركة الإيرباص جون ليهي بالشكر إلى الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، وإلى تيم كلارك رئيس طيران الإمارات، وإلى عادل الرضا النائب التنفيذي لرئيس طيران الإمارات الرئيس التنفيذي للعمليات، على استمرار دعمهم برنامج A380. وقال: "لقد ساهمت هذه الطائرة بصورة كبيرة في نمو ونجاح طيران الإمارات منذ عام 2008".
وأضاف ليهي: "تؤكد الطلبية الجديدة التزام إيرباص بمواصلة إنتاج A380 للسنوات العشر المقبلة على الأقل. وأنا على ثقة من أن طلبية طيران الإمارات ستليها طلبيات أخرى، وأن إنتاج هذه الطائرة سيستمر في عقد الثلاثينيات". وأنهت الصفقة الجدل الكبير الذي دار حولها منذ شهرين تقريباً وخاصة خلال فعاليات معرض دبي للطيران في نوفمبر الماضي، عندما كانت تشير التوقعات إلى توقيع طيران الإمارات لهذه الصفقة في أول أيام المعرض، لكن ما لبثت أن تخلت طيران الإمارات عن قرراها بعدما لم تتضمن بنود العقود وجود التزام من الشركة ايرباص بضمان مستقبل برنامج إنتاج الطائرة للسنوات العشر المقبلة، وكذلك لعدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل السوق الثاني لإعادة بيع واستخدام الطائرة بعد خروجها من الخدمة.
وتعكس الصفقة الدور المحوري الذي تعلبه طيران الإمارات في صناعة الطيران العالمية، بعد أن باتت رقماً صعباً في هذا الصناعة ويتوقف على قرارها مصير إنتاج طائرات عملاقة وخطوط إنتاج ضخمة في شركات تصنيع الطيران العالمية، فضلاً عن كون قرارها يتخذ في المقام الأول وفق رؤية مستقبلة واضحة وأسس تجارية بحتة، إذ لم يكن هناك ما يجبر الناقلة على مواصلة شراء طائرة ايه 380، إذ لم يكن هناك ثقة في مستقبلها التشغيلي ووضوح الرؤية بشأن مستقبل إنتاجها وهو الأمر الذي دفع شركة إيرباص للالتزام بمواصلة إنتاج الطائرة لعقد مقبل.
وكان جون ليهي قد أشار أخيرا في المؤتمر الصحافي الذي عقدته إيرباص للإعلان عن التقرير السنوي للتسليمات والطلبيات لإيرباص، إلى أن عدم توصل لاتفاق مع طيران الإمارات حول طلبية جديدة لطائرات إيرباص إيه 380، سوف يدفع الشركة لإغلاق برنامج تصنيع الطائرة العملاقة.
وأوضح أن هناك خططاً لتخفيض إنتاج الطائرة العملاقة إلى 6 طائرات سنوياً ما بعد 2019، مشيراً إلى أن طيران الإمارات تعتبر الزبون الوحيد القادر على دعم هذه التسليمات عند هذا المستوى من الإنتاج في حال استمرار ضعف الطلب على الطائرة خلال السنوات القليلة المقبلة. ولفت إلى إمكانية عودة طائرة إيه 380 إلى الأسواق، في ظل اكتظاظ وازدحام المسارات الجوية.
وتشغل طيران الإمارات أسطولاً حديثاً مكوناً من 269 طائرة عريضة البدن، وتحقق التواصل بين الناس والفرص عبر شبكة خطوطها التي تغطي اليوم 157 وجهة في 84 دولة ضمن قارات العالم الست. وتعد طيران الإمارات واحدة من أكبر الناقلات في العالم من حيث حركة النقل الجوي الدولية، وواحدة من أشهر العلامات التجارية في صناعة الطيران على مستوى العالم، وذلك بفضل تميّز منتجاتها وجودة خدماتها وسمعتها العالمية الواسعة. وقد نالت لقب "أفضل ناقلة جوية في العالم" 2017 ضمن جوائز "تريب أدفايزر" التي تمنح نتيجة لاختيار وتصويت المسافرين.
"الإمارات" تستحوذ على %54.3 من السعة المقعدية لرحلات طائرة A380
استحوذت شركة طيران الإمارات على 54.3% من السعة المقعدية المتاحة لرحلات طائرات A380 المجدولة خلال الربع الأخير من العام 2017، حسب بيانات موقع "روتس"، التي أظهرت ارتفاع السعة المقعدية المتاحة إلى 7.99 مليون مقعد بنهاية الربع الرابع 2017، مقارنة مع 7.2 مليون مقعد في الربع الرابع 2016، حيث ارتفعت حصة الناقلة من 52.28% إلى 54.28% خلال الفترة ذاتها.
وتتسلم طيران الإمارات ما متوسطه 11 طائرة A380 في كل عام منذ استقبلت طائرتها الأولى من هذا الطراز في عام 2008. وفي عام 2016/ 2017 استقبل أسطول الناقلة 19 طائرة A380.، وفي دبي، تدير طيران الإمارات أكبر قاعدة انطلاق لطائرات A380 من خلال مبنى مخصص لهذا الطراز يعد الأول والأوحد من نوعه في العالم.
أرسل تعليقك