نزح سُكّان الكرفانات، التي تمّ تسليمها للمواطنين المدمّرة بيوتهم جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، بعد اجتياح مياه الأمطار لعدد كبير منها.
وأكد سُكان البلدة إنَّ مياه الأمطار اجتاحت سُكّان الكرفانات في خزاعة بعد سقوط كميّة كبيرة من الأمطار عليها، ما دفعهم إلى تركها والنزوح منها إلى مكان أكثر أمانًا للاحتماء من مياه الأمطار.
وأشار سُكّان الكرفانات أنهم شكوا قبل هطول الأمطار بعدّة أيام من سوء الموقع التي وضعت فيها؛ لأنّ المياه تتجمع بها، وتشكّل سيولًا جارفة نحوها.
كما شكا السكان من انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عنهم؛ لعدم وجود مانع للصواعق في الكرفانات لأنها مصمّمة من الحديد، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث ماس كهربائي.
وأبدى أصحاب الكرفانات استياءهم الشديد من عدم أخذ الجهات المصمّمة للكرفانات بعين الاعتبار ملائمتها لفصل الشتاء، وطالبوا الجهات المعنيّة بسرعة التحرك لوقف مسلسل معاناتهم المتواصل، وتوفير منازل تتناسب مع فصل الشتاء بدلًا من كرفانات لا تقي برد الشتاء.
وطالب رئيس الحراك الشعبي في بلدة خزاعة، محمد النجار، مؤسسة الرئاسة والحكومة بإعلان بلدة خزاعة بشكل رسمي منطقة منكوبة، بكل ما يتبع هذا الإعلان من استحقاقات وإجراءات.
وأضاف :"ما حدث في الحرب الأخيرة على قطاع غزة هو دليل على غطرسة وعنجهيّة الاحتلال والتي هدفت لضرب جميع نواحي الحياة في القطاع، وكان لخزاعة نصيب الأسد مما جرى من أحداث قتل وتشريد وتجريف وقصف جوي وبري ومدفعي واعتقالات، الأمر الذي نشر رائحة الموت والدمار بكل شبر فيها ومارس كل أنواع القتل والبطش والتخويف."
وجاء ذلك خلال أولى فعّاليات الحِراك الشعبي في خزاعة، والتي عقدت علي مدخل بلدة خزاعة شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، الأحد الماضي، بمشاركة العشرات من سكانها، خاصة المتضرّرين بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير.
ورفع المشاركين يافطات كُتب عليها "أنقذوا خزاعة، أعيدوا خزاعة علي رأس أولوياتكم، انقطاع خدمة الاتصالات يعزلنا عن العالم، رفقًا بأطفالنا من برد الشتاء، حصر الأضرار بطئ، البلدية بلا آليّات ولا مُعدّات، ماذا نفعل بكهرباء 140 فولت."
وتابع النجار: "كنا نتوقع أنَّ يكون رد فعل من المؤسسات والشركات المؤثرة وكل ما يعنيه الأمر بحجم التضحيات والكارثة، لكن للأسف خابت ظنوننا، لقد عانينا قصورًا من أداء شركة الكهرباء ومصلحة مياه بلديات الساحل"، مستنكرًا ما فعلته شركة الاتصالات الفلسطينية من خلع أعمدة الاتصال، وكذلك وتباطؤ حصر الأضرار وتأخر دفع التعويضات للمتضررين.
وأشار إلى المخاطر والكوارث التي ستعصف البلدة مع بدايات فصل الشتاء وما قد يتبعه من أضرار متوقعه دون وجود معالجات حقيقية لهذه الأزمات، ولذلك قررنا نحن أبناء بلدة خزاعة نتيجة لما ما رأيناه من تقصير وتجاهل تجاه بلدتنا أنَّ ننظّم حراكًا شعبيًا ليكون طريقنا للتعبير عن خيبة أملنا من أعمال الإغاثة، التي كنا نتوقعها تجاه خزاعة وأنَّ يكون هذا الحِراك وسيلتنا للاحتجاج تجاه كل من تجاهلنا وقصر بحقنا.
كما دعا "الاونروا" للإسراع في أعادة إعمار مدرسة خزاعة الابتدائية التابعة لها، والتي تعرضت لتدمير كبير، مضيفًا: "الكرافانات التي تمّ تسليمها لبعض أصحاب منازل الهدم الكلي ليست حل ويجب ألا نتوقف عندها".
وطالب النجار شركة الكهرباء بإصلاح شبكة كهرباء خزاعة بأسرع وقت، لأن موسم الأمطار يهدّد الشبكة المتاحة التي هي بالأساس ضعيفة ولا تلبي احتياجات السكان.
وناشد وزارة الأشغال والإسكان العامة بسرعة تعبيد الطرقات البلدة ومداخلها؛ فقد دخلنا موسم الشتاء والأمطار ستحاصر البلدة قريبًا، وحث المؤسسات الإغاثة العاملة في غزة العمل لتلبية احتياجات سكان البلدة المتضرّرين وتقديم الخدمات الهم بشكل نوعي.
وحثّ المؤسسات الإغاثية العاملة في غزة العمل لتلبية احتياجات سكان خزاعة المتضرّرين وتقديم الخدمات لهم بشكل نوعي، وعلى وزارة الحكم المحلي تسخير جزء كبير من طاقاتها على تدعيم بلدية خزاعة وزيادة قدرتها العملية والتشغيلية.
أرسل تعليقك