جرى ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الإثنين، في أبوظبي محادثات مع رئيس وزراء جمهورية العراق الدكتور حيدر العبادي، في شأن تعزيز العلاقات الأخوية والقضايا المشتركة التي تهم البلدين والمستجدات الراهنة في المنطقة.
ورحّب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في بداية اللقاء، بالدكتور حيدر العبادي والوفد المرافق، معربًا عن سعادته بهذه الزيارة، متمنيًا أن تسهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية العراق.
وبحث الطرفان سبل دعم وتطوير علاقات التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية العراق، في مختلف المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية خدمة للمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وتطرق اللقاء إلى عدد من القضايا التي تهم المنطقة وشعوبها، ومنها التصدي للتطرف والإرهاب، ودعم الاستقرار والأمن الإقليمي، وأهمية تفعيل الحوار والتنسيق والتعاون في الملفات الاقتصادية والتجارية والصناعية التي تعزز التنمية في البلاد العربية.
واطلع ولي عهد أبوظبي من رئيس الوزراء العراقي على مساعي الحكومة العراقية لإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق وجهودها في محاربة الجماعات المسلحة ومساعدة النازحين من مناطقهم.
وأكّد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تدعم الجهود المخلصة كافة، التي تحقق الأمن والاستقرار للعراق وتراعي مصالحه وتصون وحدة أراضيه، وتلبي تطلعات شعبه في إعادة الإعمار وبناء الدولة الوطنية.
وأضاف "نتمنى كل خير للعراق، ولكل العراقيين، وأن يحفظ الله عز وجل أمنهم واستقرارهم، وأن يسود الوئام والتضامن والتفاهم أرجاء العراق، لتحقيق مستقبل زاهر لأبنائه".
وأبرز ولي عهد أبوظبي أنَّ "إشراك جميع مكونات الطيف العراقي في بناء مستقبل العراق هو أحد الضمانات الحقيقية لنجاح العملية السياسية"، مشيدًا بالجهود التي تبذل لتحقيق تطلعات الشعب العراقي، وطموحاته الوطنية، التي من شأنها أن تلقى دعمًا ومساندة وتعاونًا من الدول العربية".
وأعرب عن أمله في أن ترسم السياسة العراقية الجديدة أملاً جديدًا ومنطلقًا قويًا نحو التغيير إلى الأفضل والأحسن في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأشار إلى أنَّ "الأوضاع التي وصلت إليها المنطقة تقتضي وجود رؤية استراتيجية شاملة للتعامل مع الإرهاب بجميع أشكاله ومكوناته وأنواعه وأينما وجد"، معبّرًا عن "تطلع دولة الإمارات إلى تبني نموذج يعتمد التنمية والاستقرار للمنطقة ويبعدها عن شبح التطرف والطائفية والعنف، ويخلق فرصًا لأبنائها، تحقق طموحاتهم وتضع المنطقة على مسار يضمن لها المستقبل والقدرة على المنافسة في عالم يتبنى التعليم والعلم والتكنولوجيا".
وأردف أنَّ "المنطقة بحاجة ماسة للالتفات إلى التنمية والبناء وتطوير مؤسسات الدولة الوطنية وتفويت الفرصة على دعاة الفتن والمذهبية والطائفية البغيضة والانطلاق إلى الأمام بخطوات واثقة وثابتة وواضحة للوصول إلى بر الأمان والتنمية والبناء".
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء العراقي عن سعادته بزيارة دولة الإمارات، لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية، والتنسيق بين الجانبين، لاسيما في شأن مواجهة التحديات الإرهابية، مشيدًا بالجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في دعم الأعمال الإنسانية، لاسيما للنازحين في دول المنطقة.
وثمّن الدكتور حيدر العبادي مبادرة الإمارات بنقل عدد من المرضى والجرحى العراقيين المدنيين لتلقي العلاج في مستشفياتها، في لفتة تؤكد عمق الروابط بين البلدين والشعبين الشقيقين وتأتي امتدادًا للجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات للحد من معاناة العراقيين وتحسين ظروفهم الإنسانية، معربًا عن شكره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي وجه بتنفيذ هذه المبادرة.
أرسل تعليقك