ثمّن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني اللواء الركن محمد علي المقدشي، الدعم والمساندة التي تقدمها قيادة التحالف العربي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية والشرعية الدستورية، وذلك خلال قيامه مع نائبه اللواء الركن ناصر عبد ربه الطاهري بزيارة ميدانية لعدد من المواقع التابعة للجيش الوطني في مناطق عسيلان وبيحان وحريب في محافظة شبوة.
وأمهلت اللجنة الأمنية في الوادي في محافظة حضرموت، شرق اليمن، نقاط التفتيش، غير الرسمية، في مديريتي تريم والسوم، 24 ساعة للانسحاب، وإلا فستتم إزالتها بكل الوسائل المتاحة.
وأوضحت وثيقة أمنية رسمية أن اللجنة الأمنية شكلت لجنة رسمية من عدد من المسؤولين مهمتها إبلاغ النقاط غير الرسمية، التي تقوم باعتراض المارة في مديريتي تريم والسوم، بضرورة الانسحاب في مدة أقصاها الساعة ال12 ظهرا، يوم الأثنين.
وحمّلت اللجنة الأمنية أفراد النقاط كامل المسؤولية على ما يترتب على إزالتها. وجاء هذا الإجراء على خلفية شكوى سكان محليين، أبدوا استياءهم من هذه النقاط التي تتعرض للمارة وتبتزهم وطالبوا السلطات المحلية بإزالتها.
على صعيد آخر، قامت عناصر من "تنظيم القاعدة" بنقل عتاد عسكري ثقيل، شمل دبابات على متن شاحنات كبيرة بوقت متأخر من مساء الأحد، إلا أن إحدى الشاحنات، تحمل دبابتين تسببت في انقطاع طريق المكلا قهوة بن عيفان، في عقبة عبدالله غريب، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي على أجزاء من حضرموت.
وأفاد مصدر محلي بأن مسلحين من "تنظيم القاعدة" اعتقلوا أربعة أشخاص في المكلا بتهمه "العلمانية"، وعقب تحقيق أجراه التنظيم مع المعتقلين قام بإطلاق سراح اثنين فيما تحفظ على الاثنين الآخرين، أحدهما أستاذ جامعي. الجدير ذكره أن "تنظيم القاعدة" سيطر على المكلا، عاصمة محافظة حضرموت اليمنية، مطلع إبريل/نيسان الماضي.
واطلع رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي ومعه نائبه اللواء الركن ناصر عبدربه الطاهري على الجاهزية القتالية والاستعداد لقوات الجيش الوطني في اللواء 19 مشاة بمديرية بيحان.
واستمع المقدشي إلى شرح مفصل من قائد اللواء العميد الركن مسفر الحارثي عن التدريب النوعي في المجال التكتيكي والقتالي والتهيئة والإعداد لخوض معركة تحرير بعض مناطق بيحان من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، مؤكداً أن رجال اللواء والمقاومة الشعبية على أهبة الاستعداد والجاهزية القتالية للقيام بواجبهم الوطني دفاعاً عن الأرض والعرض من الميليشيات التي عاثت في الأرض فساداً.
كما قام المسؤولان العسكريان بزيارة ميدانية إلى اللواءين 21 مشاة و26 مشاة المرابطين في مناطق عسيلان وعين وحريب والتقيا بقيادتي اللواءين والضباط وصف الضباط والجنود، مثمنين الجهود المبذولة من قبل القيادات ومنتسبي الألوية العسكرية من حيث التدريب والتأهيل والجاهزية القتالية والمعنوية العالية.
وأشاد اللواء المقدشي بالتضحيات الجسيمة التي يسطرها الأبطال من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف مواقع الشرف وميادين البطولة وما يحققونه من انتصارات ساحقة على الميليشيات الانقلابية في محافظتي مأرب والجوف من خلال السيطرة على مواقع استراتيجية في جبل "هيلان" بمحافظة مأرب، مؤكداً أن راية النصر تلوح في الأفق وسيتم تطهير الوطن من الميليشيات الانقلابية.
وتواصل ميليشيات الحوثي وصالح تشديد الحصار في محاولة خنق مدينة تعز وإعدام الحياة فيها تماماً، عبر منع دخول كل المقومات الأساسية للحياة إلى المدينة، بدءاً بمياه الشرب ومروراً بالمواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية، وانتهاء بمنع دخول أسطوانات الأوكسجين إلى مستشفيات المدينة، التي تعتبر ضرورة حياة عاجلة لبعض المرضى والجرحى، إضافة إلى احتجاز المواد الإغاثية المقرر دخولها إلى المناطق المحاصرة ونهب كميات كبيرة منها وبيعها في السوق السوداء.
كما تستمر الميليشيات في تقييد حرية تنقل المواطنين واختطاف بعضهم، ونهب ممتلكاتهم الخاصة في استمرار لنهج قطاع الطرق الذي بدأوه منذ إعلان انقلابهم على الدولة الممثلة بشرعية الرئيس والحكومة.
ويتواصل مسلسل الجرائم والانتهاكات اليومية بحق المدنيين في ظل استمرار قصف الأحياء السكنية بشكل عشوائي منذ شهور من قبل ميليشيات الحوثي وصالح التي تستخدم صواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون والهاوزر والدبابات في قصفها للأحياء، من مواقع تمركزها في تبة السلال وموقع المكلكل والكربة بالحرير شرقاً، والدفاع الجوي غرباً، وشارع الخمسين شمالاً، ومعسكر اللواء 35 بالمطار القديم ونادي الصقر وجامعة تعز غرباً، حيث تركز القصف، أمس، على عدد من أحياء المدينة وخلف العديد من الضحايا بين قتيل وجريح، إلى جانب الخسائر المادية الكبيرة في حقوق وممتلكات المواطنين.
وقتل 7 مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وأصيب 23 آخرون بقصف شنته ميليشيات الحوثي وصالح على الأحياء السكنية، أمس الاثنين، بمدينة تعز في حين تتواصل المواجهات بين المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني من جهة، والميليشيات من جهة أخرى، في عدد من جبهات القتال.
وأوضحت مصادر محلية ل"الخليج" أن ميليشيات الحوثي وصالح قصفت مواقع المقاومة الشعبية والأحياء السكنية التي تقع تحت سيطرتها، مؤكدة أن 7 مدنيين قتلوا بينهم نساء وأطفال، وأصيب 23 آخرون في قصف صاروخي للميليشيات، استهدف الأحياء السكنية، منها حي عصيفرة والروضة والموشكي والتحرير.
وتشهد منطقة المسراخ غربي مدينة تعز معارك عنيفة بين رجال المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى.
وتدور المعارك في محيط مزارع محمد علي عثمان على طريق المسراخ في سوق نجد قسيم، أحرزت خلالها المقاومة تقدماً باتجاه خط الطريق الرابط بين سوق نجد قسيم ومديرية المسراخ. وتسيطر ميليشيات الحوثي وصالح على المزارع وتستخدمها موقعاً عسكرياً ونصبت فيها مدافع الهاون ومضادات الطيران.
من جهة أخرى، تقدمت قوات الجيش والمقاومة الشعبية من اتجاه مناطق الكلائبة، ووصلت إلى محطة البنزين التي تتمركز فيها ميليشيات الحوثي وصالح بعد أن تم نزع نحو عشرين لغماً أرضياً.
وعلى صعيد متصل، قامت ميليشيات الحوثي وصالح بمواصلة استهداف قرى صبر في مشرعة وحدنان وغيرها بالقصف المتعمد بصواريخ الكاتيوشا واستهداف قرى آهلة بالسكان، حيث تتسبب الصواريخ والقذائف بخسائر متواصلة في الأرواح والممتلكات الخاصة بالمدنيين.
وإلى الجنوب من تعز، دارت اشتباكات متقطعة بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح، أمس، في منطقة ظبي الأعبوس في مديرية حيفان.
وتدور اشتباكات بالأسلحة المتوسطة بشكل يومي بين المقاومة والميليشيات، يصحبه في كثير من الأحيان قصف بالهاونات، من قبل مدفعية الميليشيات على القرى والتجمعات السكانية في المنطقة.
أما في الشريجة كرش، فلا تزال الأوضاع الميدانية كما هي مع تجدد للاشتباكات بين الجيش الوطني وعناصر الميليشيات في منطقة الحويمي وما جاورها.
وقال مصدر ميداني ﻟ"الخليج" إن أربعة عناصر من ميليشيات الحوثي وصالح قُتلوا وأصيب ثلاثة آخرين، في كمين نصبته المقاومة الشعبية بمديرية مقبنة بالقرب من مصنع البرح غرب تعز. وأضاف المصدر أن عربة عسكرية للميليشيات كانت متجهة نحو مدينة تعز، لكن رجال المقاومة هاجموها بشكل مباغت على الطريق العام ودارت بين الطرفين مواجهات محدودة، أفضت إلى سقوط قتلى الميليشيات وإعطاب العربة.
وصدت المقاومة الشعبية هجوماً لميليشيات الحوثي وصالح جوار صالة النجوم في شارع الأربعين، وهجوماً آخر في محيط تبة عبده حاتم، في حين تمكنت مدفعية المقاومة وبنجاح من استهداف تجمعات لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة وادي جديد في عصيفرة شمال المدينة.
واندلعت معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى، في منطقة كلابة شمال شرق مدينة تعز.
وقال سكان محليون لـ"الخليج" إن المعارك دارت، امس، بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح، وإن ضحايا من الطرفين سقطوا خلال المعارك، في الوقت الذي شنت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية على مواقع الميليشيات في منطقة الحرير بكلابة. وأضافوا إن الغارتين استهدفتا آليات وأفراداً.
وفي غرب المدينة استمرت المواجهات في منطقة الزنوج بين الطرفين، بالتزامن مع غارتين جويتين للتحالف في المنطقة أدتا إلى مقتل وجرح العشرات من الميليشيات وتدمير عربة عسكرية.
صالح يبتعد عن الحوثيين
وخرج المخلوع صالح يوم 8 يناير إلى الواجهة مجددا وهو المتخفي عن الانظار، وبدا في خطابه الأخير، كسابقه، متناقضا، ومتخبطا، ولم يبق في جعبته سوى المطالبة بمفاوضات مباشرة مع السعودية، وهو مطلب خارج عن المعقول ولا يصدر إلا من شخص غير سوي. بدا صالح كمن لم يستوعب تطورات الموقف عسكريا وسياسيا وفي حالة انكار شديد للموقف المحلي والاقليمي والدولي الذي يعتبره مجرم حرب، هو وشركاؤه، موقف وجد تعبيره، في أقل تقدير، بقرار مجلس الأمن، فضلا عن مواقف ممثلي دول العالم في مجلس الأمن، ففي جلسة مجلس الأمن يوم 22 ديسمبر 2015 طالب مندوب بريطانيا ماثيو رويكروفت بتنفيذ القرار 2216 بالكامل وعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن. وأشار إلى ضرورة منع استخدام الألغام البرية، وإلى ضرورة وقف النار في اليمن، وسمى المخلوع صالح بالاسم، معتبرا إياه السبب في زعزعة أمن واستقرار البلاد، وقال "يجب على الرئيس السابق التوقف عن ذلك".
ورفضت وكالة الانباء وصحيفة "الثورة" في صنعاء، اللتين تسيطر عليهما جماعة الحوثي، نشر نص الخطاب الأخير الذي القاه المخلوع صالح، واقتصر بثه عبر "قناة اليمن اليوم" المملوكة للأخير، كما سارع عدد من قيادات جماعة الحوثي إلى مهاجمة صالح وانتقاد خطاباته وإمكانية "خيانته" للتحالف القائم مع الحوثيين.
صالح كرر في خطابه المتلفز رفض الحوار مع الحكومة الشرعية، دون ان يبدي اية حصافة، حتى في الحد الأدنى، تجاه رعاية الأمم المتحدة للتشاور حيال الأزمة في اليمن، وبدا كمن يقطع في الأمر دون رجعة، رغم اشارته إلى ترقب وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى صنعاء.
وتماهى صالح كثيرا في خطابه الأخير مع لغة الحوثيين، لكن ذلك لا يعني بقاء التوافق كليا معهم، واستعار لغة التحريض العدائية للجماعة، دافعا بانصاره إلى الاستمرار في القتال، بل انه لوح إلى اشكالية المذهبية في اليمن، بل إنه نفى أن تكون هناك علاقات عسكرية أو سياسية أو اقتصادية مع ايران، وحصرها بعلاقات إعلامية. وهكذا لا تخفى عن الأنظار ملامح القلق وعدم الثقة الكامنة بين حليفي التمرد والانقلاب على الشرعية، كما ان الاعلام المرتبط بالمخلوع سرّب مؤخرا أن صالح يسعى لعقد جلسة لمجلس النواب، ونقل السلطة الى يحيى الراعي رئيس مجلس النواب، والإطاحة ب "اللجنة الثورية الحوثية" المسيطرة على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء، في حين ترفض الميليشيات الحوثية ذلك. ووفقا لترتيبات مسعى صالح، فإن مجلس النواب سيعقد جلسة وسيقبل استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تقدم بها في شهر يناير/ كانون الثاني من العام الماضي 2015، رغم سحبها في وقت سابق، وبالتالي سيصبح يحيى الراعي الرئيس الشرعي لليمن حسب الدستور، وبذلك سيطيح مجلس النواب باللجنة الثورية الحوثية وستؤول مقاليد الامور إلى يد صالح.
وصعّد اقتراب قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية باسناد من قوات وطيران دول التحالف العربي، من حالة الارباك والخوف لدى الميليشيات الانقلابية وخلق حالة من الانقسام بين قياداتها حيال التعاطي مع التطورات الميدانية، التي، رغم بطئها، لا تسير في صالح الانقلابيين. فمنذ وصول قوات الشرعية إلى منافذ هامة في الحزام الأمني المحيط بالعاصمة صنعاء، خاصة في المنفذ الشرقي في فرضة نهم، والميليشيات الانقلابية تعد للمواجهة، ما دفعها لارسال المزيد من التعزيزات إلى منطقة نهم، الأمر الذي أربك تقديراتها للتطورات المحتملة لسير العمليات العسكرية، عموما.
وتقترب قوات الشرعية من العاصمة صنعاء على نحو تدريجي وبطيء، على ايقاع التمهيد لمعركة صنعاء، التي ليس بالضرورة ان تتم باجتياح عسكري شامل، لاعتبارات عديدة ومحاذير تتعلق بتركيبة صنعاء السكانية وممتلكات فرقاء الصراع فيها، فضلا عن جغرافيتها، التي لا تسمح بتحرك الآليات العسكرية، ما يعني ان حرب شوارع ضروساً سوف تجتاحها، اذا ما تقرر خوض المواجهات فيها، وهي الممتلئة بملايين قطع السلاح الفردي، ناهيك عن المتوسط والثقيل المخزن في معسكرات موزعة في محيط العاصمة وداخلها.
ووفقا للاحصائيات العسكرية فان 20 لواء عسكريا وأمنيا، ما زالت تحت سيطرة ميليشيات صالح والحوثي ترابط في صنعاء وضواحيها، وهي التي كانت أهدافا لمقاتلات التحالف العربي طوال الحرب، ودُكت فيها الكثير من الاسلحة والمعدات العسكرية. وفي الوقت الذي تقترب معركة صنعاء المفترضة، تصاعدت دعوات لتجنيب المدينة عنفا محتملا، يتخوف منه الجميع، في حين ان ميليشيا الحوثي قد لا تكون ضمن هذا "الجميع"، وهنا سيكون الامر رهنا بالمخلوع صالح، الذي يمكنه ان يجر طرف الانقلابيين نحو تسليم العاصمة والاستسلام، فميليشيا الحوثي تمتلك النفس الطويل لخوض المواجهات، ولا تراعي خسائرها في صفوف مسلحيها ولا الضحايا وسط المدنيين، كما كان حالها خلال حروب صعدة الست، في مواجهة منظومة صالح المسلحة.
وزرع المتمردون الألغام وحفروا الخنادق وبنوا الحواجز الأسمنتية والترابية عند مداخل صنعاء، ويخوضون مواجهات عنيفة مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة نهم، المدخل الشرقي للعاصمة، بينما معسكراتهم في محيطها تتعرض لضربات مكثفة من طيران التحالف.
ومع هذه التطورات برزت مؤشرات عن تململ للقوات العسكرية الموالية للمخلوع، بعد ان شعرت بانها تخوض معركة خاسرة مع الحوثيين، ولعدم تسلم قوات من "الحرس لجمهوري" سابقا رواتبها لأشهر عديدة، فضلا عن خسارتها للسلاح المفترض ان تملكه.
دائرة الخلاف بين قيادات من ميليشيا الحوثي وميليشيا صالح من ما كان يُعرف بالحرس الجمهوري، امتدت لتصل إلى إدارة المواجهات وتحريك الوحدات العسكرية وآلية توزيع الأسلحة بين الأفراد، وكانت واقعة الخلاف حول صرف الأسلحة في معسكر "همدان" الذي يقع تحت سيطرة قيادات صالح العسكرية٬ وخلافهم مع قيادات الميليشيا الحوثية، مثالا صارخا حول عمق الخلافات وعدم الثقة بين الجانبين، الأمر الذي تبعه اقتحام المعسكر والاستحواذ على الأسلحة من قبل الحوثيين تحت تهديد السلاح، واللافت ان قيادات صالح رضخت لهذا الاجراء المهين بحقها.
وتورد قيادات عسكرية في قوات الشرعية أن "كثيرًا من قيادات الجانبين (الحوثيين، الحرس الجمهوري)، وقعت في الأسر في الآونة الأخيرة، وكشفت من خلال التحقيقات الكثير من المعلومات العسكرية، والخلافات، وهو ما كان واضحا في التسليم والفرار أثناء تقدم الجيش الموالي للشرعية على عدد من الجبهات"، وفقا لقيادات عسكرية في قوات الشرعية. ومؤخرا أكدت مصادر عسكرية مطلعة ومقربة من المخلوع صالح ان انشقاقات وشيكة ستطرأ في صفوف قيادات الوحدات العسكرية التابعة لقوات الاحتياط "الحرس الجمهوري سابقا"، من جراء تصاعد حالة السخط والتذمر من ممارسات ميليشيات الحوثي الاقصائية للعديد من القيادات العسكرية واستبدالها بأخرى موالية لهم.
واعتبرت المصادر ان انشقاق اللواء عبد الرحمن الحليلي قائد المنطقة العسكرية الاولى، الذي يعد من المقربين من صالح يمثل بداية تصدع للدائرة الضيقة من القيادات العسكرية التي اعتمد عليها المخلوع في توجيه الوحدات العسكرية التابعة لقوات الاحتياط نحو تنفيذ مهام قتالية بالتنسيق والشراكة مع مقاتلي جماعة الحوثي، وأشارت إلى أن صالح بدأ يفقد زمام السيطرة على العديد من القيادات العسكرية الموالية له، التي اتهمه العديد منها بالتسبب في تمكين الحوثيين من اختراق الوحدات التابعة لقوات الاحتياط والامن الخاص بتعيين قيادات موالية لهم والزج بمجندين جدد في صفوف هذه القوات. ورجحت المصادر ان تشهد الفترة القليلة القادمة انشقاق قيادات عسكرية رفيعة عن المخلوع والتحاقها بقوات الجيش الوطني، مشيرة إلى أن العديد من هذه القيادات تنتظر البدء الفعلي لمعركة تحرير صنعاء لقلب الطاولة على الانقلابيين ودعم جهود القوات المشتركة الهادفة إلى استعادة السيطرة على العاصمة ودحر المتمردين.
ويتسرب إلى الصحافة بين الحين والآخر ما يمكن ان يكون تعبيرا عن حالة المخاوف التي تنتاب صالح من انفضاض ما تبقى من القيادات الحزبية في "مؤتمره"، واحد تلك التسريبات يقول إن "توجيهات أمنية، أصدرها المخلوع علي صالح لعناصره المسلحة باستهداف قيادات حزبية يشك في انها ترغب الالتحاق بالشرعية"، غير أن واحدة من الضربات القاضية التي يمكن ان تسهم في تعرية صالح، هي الاجراءات التي صعّدتها قيادات رئيسية بحزب المؤتمر الشعبي العام، التي عقدت سلسلة لقاءات، آخرها في نهاية ديسمبر الماضي، اجتماعا بالعاصمة السعودية الرياض برئاسة أحمد عبيد بن دغر نائب رئيس الحزب، وبحضور قادة بارزين بينهم عضو أمانته العامة/المكتب
السياسي اللواء رشاد العليمي أعلنوا فيه تأييدهم للشرعية، ودعوا إلى إدانة "المواقف المغامرة" لصالح وتحالفه مع الحوثيين. وقال ابن دغر إن تحالف صالح مع الحوثيين لا مبرر له غير نزوع للسلطة مدعوم بأوهام العظمة، متجاهلا الدماء والدمار والتشرد الذي تعرض له الشعب بكل فئاته بسبب ذلك "التحالف المخزي"، و"أن صالح قد أساء إلى المؤتمر وقياداته وقواعده ومنجزاته وسمعته السياسية وفكره وتحويله إلى ميليشيا تابعة للحوثي ومشروعها الطائفي". وأشار ابن دغر، يومها، إلى أن المجتمعين يجددون الرغبة التي أبداها أعضاء اللجنة الدائمة للحزب في انتخاب هادي رئيسا للمؤتمر وفقا للأنظمة واللوائح الداخلية، وهي إشارة واضحة لإزاحة صالح عن المشهد.
أرسل تعليقك