اتهم وزيرا الخارجية الأميركي والفرتسي جون كيري وجان مارك أيرولت نائ رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين في سورية وليد المعلم بمحاولة «عرقلة» المحادثات السورية في جنيف.والمقرر لها أن تنطلق صباح اليوم الاثنين.
ودعا كيري وأيرولت، روسيا وإيران إلى إثبات أن الحكومة السورية تحترم ما تم الاتفاق عليه، على حين دعت موسكو «المعارضين المتشدّدين» إلى التخلي عن شرطها تنحي الرئيس بشار الأسد فوراً، وأكدت أنها تعمل من أجل توحيد المعارضة. وانتقد وزير الخارجية الأميركي خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظرائه من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا إضافة إلى مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني،مساء الأحد, تصريحات المعلم معتبراً أنها «تعرقل عملية المفاوضات»، وأضاف: «من الواضح أنه كان يبعث رسالة رادعة للآخرين».
وتابع «الرئيس الأسد يغرد خارج السرب ويرسل وزير خارجيته كي يتصرّف كمخرّب ويسحب من على طاولة المفاوضات ما وافق عليه الرئيس بوتين والإيرانيون». وسار أيرولت على نهج كيري، منتقداً ما أسماها التصريحات «الاستفزازية» للمعلم، وقال: «شهدنا في الساعات الأخيرة استفزازات وزير الخارجية السوري، ما يعتبر إشارة سيئة لا يتوافق مع روحية وقف إطلاق النار». وجدّد مطالبة الحكومة السورية بإرسال إشارات ثقة إلى المعارضة السورية، وقال: «لن يكون هناك عملية سياسية إذا لم يتم إشراك المعارضة في أجواء ثقة، بالتالي يجب إعطاء إشارات».
ووجّه كيري دعوة إلى كافة الأطراف لـ«احترام وقف الأعمال القتالية، والتعاون في تسليم المساعدات الإنسانية، واحترام عملية المفاوضات للتوصل إلى عملية سياسية انتقالية». وفيما بدا أنه خروج عن اتفاقه مع نظيره الروسي على ضرورة عدم الرضوخ لما تتناقله وسائل الإعلام عن خروقات وانتهاكات الهدنة، قال «على الأجهزة الإعلامية مراقبة وقف إطلاق النار في سورية وتعميم التقارير عن الجهة المسؤولة».
واتهم قوات الجيش السوري بارتكاب معظم الانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال القتالية، واعتبر أن الحكومة السورية وداعميها يخطئون إذا ما اعتقدوا أن بوسعهم الاستمرار في اختبار حدود اتفاق وقف العمليات القتالية الهش كما اتهم دمشق بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. وقال: «إذا اعتقد النظام وحلفاؤه أنهم قادرون على اختبار صبرنا أو التصرف بطريقة تطرح تساؤلات حول تعهداتهم، من دون أن يترك ذلك عواقب وخيمة على التقدم الذي حققناه، فإنهم واهمون».
وحض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على «أن ينظر كيف يتصرف الرئيس الأسد». وتطرّق إلى الوضع على الأرض، وأعلن كيري أن تنظيم داعش الذي يستهدفه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة فقد 600 مقاتل خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة في سورية. وقال: «في سورية خسر داعش 3000 كلم مربع.. والضغط سيتكثف»
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي أن نجاح مفاوضات جنيف مرهون، قبل كل شيء، بحسن نية الأطراف في التزامها بشروط نظام وقف العمليات القتالية، وكذلك بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها بصورة حرة ودون عراقيل.
وقال: «لضمان مصداقية المفاوضات (في جنيف) يجب احترام الهدنة ونقل المساعدات الإنسانية دون قيود أو عقبات». وأقر بأن مفاوضات جنيف ستكون «صعبة»، لكنها ستتطرق إلى «عملية سياسية حقيقية» في سورية، لكنه أضاف «علينا جميعا، الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي ودول المنطقة، أن نبذل كل ما في إمكاننا لممارسة ضغوط لتكون عملية السلام صادقة وأن يكون هناك تقدم حقيقي».
وأعاد التأكيد على أن الحل للأزمة في سورية سياسي، لكنه قرن هذا التأكيد بالتشديد على أنه «لا يعني العودة لما كان عليه الوضع قبل 5 سنوات». وانضم كيري إلى مشاورات نظرائه الأوروبيين، إيرولت، وموغريني ووزراء
خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، وإيطاليا باولو جنتيلوني، وبريطانيا فيليب هاموند. وسبق لوزير الخارجية الفرنسي أن أفاد سابقاً بأن المشاورات ستركز على بحث تسوية الأزمة السورية، واستئناف مفاوضات جنيف بين الحكومة والمعارضة، والوضع في ليبيا وتزايد نشاط المتطرفين فيها، إلى جانب مناقشة الوضع في أوكرانيا.
وعشية هذه المشاورات برز تصريح للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند دعا فيه أوروبا إلى عدم الوقوف على الهامش، وإلى زيادة الضغط من أجل إيجاد حل دبلوماسي في سورية. وأضاف هولاند في تصريحات بعد اجتماع مع القادة الأوروبيين السبت في باريس «يتعين على أوروبا ألا تنتظر لكي يتم انتخاب رئيس أميركي جديد في وقت لاحق من العام الجاري لكي تزيد جهودها وتنهض بمسؤولياتها في الأحداث العالمية الكبرى».
وجدّدت برلين موافقتها على إقامة منطقة حظر جوي في سورية لحماية المدنيين، لكنها ربطت إقامتها برضا
دمشق. إلى ذلك يعتزم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إجراء زيارة رسمية إلى الأردن غداً الثلاثاء، وذلك لبحث الملف السوري والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وكرّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مطالب بلاده بتمثيل الأكراد في محادثات جنيف اليوم. وقال: «نرى ضرورة أن تشمل مفاوضات جنيف الأكراد، وذلك إذا ما كنا صادقين في تأكيداتنا على تمسكنا بسيادة سورية ووحدة أراضيها»، وأضاف متسائلاً: «كيف يمكن التعويل على بقاء الأكراد في قوام الدولة السورية إذا ما تم «رميهم» إلى خارج المفاوضات؟» وتابع مؤكداً: «وعليه، وانطلاقاً من تمسكنا بهذا الموقف إلى جانب باقي الدول، باستثناء تركيا، سوف نطالب بحزم بألا تنحني الأمم المتحدة أمام التحذيرات، وأن تدعو الأكراد إلى الحضور منذ البداية الأولى للمفاوضات».
وانتقد مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، موقف تركيا الرافض لحضور وفد عن الأكراد إلى مفاوضات جنيف، واصفاً إياه بـ«الابتزاز». وقال: «نحن نطالب بمنح الأكراد تمثيلاً في
المفاوضات، ونقول لزملائنا الأمميين والأميركيين إنه ابتزاز من قبل تركيا التي تقول إنها ستفشل المفاوضات في حال قدوم الأكراد السوريين للمشاركة فيها.. إنه أمر غير مقبول، بل مرفوض بتاتاً».
وطالب بورودافكين، «المعارضين المتشددين» بالتخلي عن مطالبهم بتنحي الرئيس الأسد فوراً عن
منصبه. ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عنه قوله: «كون مثل هذه المطالب غير الواقعية لا يمكن أن تتحقق على الصعيد العملي هذا يدل على أن هؤلاء المعارضين المتشددين ببساطة غير جاهزين في الحقيقة لخوض مفاوضات والتوصل إلى اتفاق».
وأعرب عن أمله بأن «تسود الفطرة السليمة على الطموحات» وأن تتبع الأطراف السورية «موقفاً متوازناً وواقعياً» خلال المحادثات، وأن «تنطلق عملية تنفيذ قرار مجلس الأمن المعني بسورية (2254)، الذي يتضمن خارطة طريق لتسوية الأزمة الداخلية بشكل مرحلي». ودعا إلى توحيد المعارضة، مؤكداً أن موسكو ستساعد المعارضة المعتدلة على توحيد صفوفها.
وقال: «نبذل جهدا لمساعدة المعارضين السوريين المعتدلين على رص الصفوف والاتفاق حول مبادئ برنامج سياسي مشترك» مشدداً على أن هذا هو «واجبهم أمام الشعب السوري من حيث الخروج بمواقف قوية وموحدة».
كما أعاد بورودافكين التأكيد على أن الهدنة في سورية يجب ألا تكون مقيدة بفترة زمنية محددة، مشدداً على أن جميع التصريحات التي تطلقها «الهيئة العليا للمفاوضات» عن هدنة لأسبوعين، «غير مقبولة وأن وقف الأعمال
القتالية يجب أن يسري حتى يتم التوصل إلى سلام وطيد».
وأشاد بـ«التعاون رفيع المستوى» بين الروس والأميركيين في المجالين العسكري والدبلوماسي حيال تنفيذ الهدنة. ولفت إلى أن اتصالات عمل تتم بين الجانبين يومياً، وأضاف: «يبحث الروس والأميركيون جميع القضايا بأسلوب هادئ وعملي، الأمر الذي يعطي أساساً للأمل في أن نظام وقف الأعمال القتالية، الذي بادرت به روسيا والولايات المتحدة، سيستمر وستدعمه جميع الأطراف المعنية».
وشدّد وفد الحكومة السورية الأحد خلال لقائه المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا عقب الوصول إلى جنيف، على أهمية أن يمارس الأخير دوره «بنزاهة» والحفاظ على محادثات «سورية سورية» دون تدخل أحد، بعدما منح دي ميستورا «درجة عالية» لفرص نجاح المحادثات، في حين شنت المعارضة وحلفاؤها «حرب تصريحات» لمحاولة الالتفاف على بياني فيينا والقرار 2254 بالعودة إلى بيان جنيف الأول وفهمهم لما يسمى بالمرحلة الانتقالية.
وزار دي ميستورا زار الوفد الحكومي في مقر إقامته في فندق كراون بلازا ورحب بوصول الوفد إلى جنيف ووعد بتسليمهم اليوم خلال اجتماعهم الرسمي بهم عدد وأسماء الوفود المشاركة في المحادثات، موضحاً أن موعد الاجتماع بات الساعة 11 والربع صباحاً. ووفقاً لمصادر قريبة من الوفد الحكومي فإن لقاء دي ميستورا الأول برئيس الوفد بشار الجعفري كان جيداً، وتم خلاله تبادل الرأي حول الإطار الإجرائي لجولة المحادثات، وركز الجعفري على ضرورة الحفاظ على المحادثات سورية سورية، دون تدخل أحد مؤكداً أهمية أن يمارس المبعوث الأممي دور الوسيط بنزاهة وعدم الاجتهاد في معرض النص.
والتقى دي ميستورا وفد المعارضة في مقر إقامته بفندق الرويال، وكان وفد الحكومة السورية وصل صباح الأحد إلى جنيف للمشاركة في المحادثات وكذلك أعضاء المعارضة من الهيئة العليا و«لوزان».وبيّن دي ميستورا أن فرص نجاح الجولة الحالية من المحادثات عالية أكثر من السابق، لثلاثة أسباب، الأول هو وقف إطلاق النار وتوزيع المساعدات الإنسانية وانخفاض الاحتقان، والثاني الاتفاق بالإجماع في مجلس الأمن الدولي، أما الثالث فمجموعة الاتصال التي تضم 18 دولة التي باتت تبحث الحل السياسي بدل مناقشة الحرب، مشدداً بحسب وكالة «نوفستي» الروسية على أنه لا يوجد أي مخطط آخر بديلاً لمفاوضات جنيف في حال فشلها.
واكدت مصادر دبلوماسية في جنيف أن 15 عضواً من معارضة الداخل ومن المجتمع المدني يستعدون للسفر إلى جنيف فور انتهاء إجراءات منحهم سمات الدخول حيث يلتقون بالمبعوث الأممي في وقت لاحق من هذا الأسبوع. ووفقاً للمعلومات فإن الأعضاء الـ15 الذين تمت دعوتهم هم: عبد القادر العبيد، أحمد الكوسا، الشيخ نواف الملحم، بسام نجيب، إليان مسعد، أنس الحمال، هاني الخوري، جوزيف جريش، محمود مرعي، ميس كريدي، مجد نيازي، سهير سرميني، ماهر الأحمد، أما المجتمع المدني فيمثلهم كل من مازن بلال ودانييل سعود.
وفي المعلومات أن معظم هذه الأسماء هي من بين التي شاركت في اجتماعات مطار حميميم الأسبوع الماضي وأصدرت بياناً أعلنت خلاله موافقتها التامة على ما جاء في البيان الروسي الأميركي المشترك واستعدادهم للمشاركة في الحوار السوري السوري وتنفيذ بيان فيينا والقرار 2254.
واستعادت القوات الحكومية سيطرتها الأحد على جبل الهيل وجبال النتيلات غربي تدمر، ووسعت سيطرتها في ريف اللاذقية الشمالي ممهدة ً للانطلاق نحو السرمانية بحماة وجسر الشغور بإدلب، بعدما أحبطت ميليشيا «جيش سورية الديمقراطية» محاولة لداعش لاستعادة سد تشرين شمال حلب، في ظل أنباء متضاربة حول مصير اتفاق حي الوعر بحمص.
وبسطت القوات الحكومية أمس سيطرتها على نقطتين مشرفتين على قرية كباني وتقدمت باتجاه جبل الزويقات وتلة 1154 جنوبي القرية، كما تقدمت وحدات أخرى من محور آخر لتسيطر على جبل قلعة غرب كنسبا، بحسب ما أكد ناشطون على فيسبوك، أوضحوا أنه بالسيطرة على كباني تصبح بلدة السرمانية ساقطة نارياً ومدينة جسر الشغور مكشوفة للقوات الحكومية كما يصبح طريق حلب اللاذقية القديم باتجاه بداما ساقطاً نارياً أيضاً.
وأكد محافظ حمص طلال البرازي أن اتفاق تسوية حي الوعر لم يتم «تعليق أو توقيف» العمل فيه، على حين نقل ناشطون معارضون من الحي على «فيسبوك» أن «القوات الحكومية تعيد حي الوعر للحصار من جديد وتمنع دخول وخروج الأشخاص، كما تمنع دخول المواد الغذائية، وتقطع الكهرباء اللازمة لعمل المشافي، وتمنع الأطباء من الدخول للحي، وذلك بعد رفض الحي تجاوز بند المعتقلين وهو البند الرئيسي في اتفاق الهدنة».
وأحبطت القوات الحكومية هجوماً لتنظيمات مسلحة موالية لـ«النصرة» في المغير وبريديج وتل الصخر وحماميات وكفر نبودة والهبيط بريف حماة الشمالي على نقاطه وقتل العديد من مسلحيها، بينما استمرت الخلافات بين التنظيمات المسلحة والإرهابية بريف إدلب بالتوازي مع قصف شنته «النصرة» على بلدتي الفوعة وكفريا.
وفي حلب أكدت مصادر أن ميليشيا «جيش سورية الديمقراطية» المدعومة من التحالف الأميركي أفشلت هجوماً لداعش حاول خلالها استرداد سد تشرين منها في شمال المحافظة ما أدى إلى قتل 37 مسلحاً من التنظيم بينما قُتل عنصران من مقاتلي «الديمقراطية».
أرسل تعليقك