بدأت الجمعة مفاوضات بوساطة روسية بين السلطات الحكومية السورية ووحدات الحماية الكردية لحل الأزمة التي اندلعت في مدينة القامشلي قبل يومين في وقت سيطرت فيه قوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة على عدد من حواجز "الأسايش" وسط المدينة بينما نفذّ الطيران السوري غارات مكثفة على مواقع متفرقة من حلب وريف حماة وحمص ودير الزور في حين انسحب مسلحو تنظيم "داعش" في مدينة الضمير في ريف دمشق تحت إشراف الهلال الأحمر السوري.
وفي القامشلي تحدثت مصادر رسمية موثوقة لموقع "صوت الإمارات" عن عقد اجتماع في مطار المدينة ضّم ضباطا روس من قاعدة حميميم الجوية وقيادات كردية من حلب والناطق الرسمي والعسكري في الحسكة "ريدور خليل" وشخصيات امنية سورية حضرت من دمشق خصيّصا لبحث سبل تطويق الأزمة التي تخيم على مدينة القامشلي منذ يومين والتي راح ضحيتها أكثر من 10 قتلى من القوات الحكومية والقوات الكردية.
وأفادت المصادر الرسمية في القامشلي أن حالة هدوء وترقب تسود في مدينة القامشلي وسط تقدم لقوات الدفاع الوطني والسيطرة على عدة حواجز للوحدات الكردية والاسايش ضمن المدينة مع استهداف مدينة الشباب الملاصقة للمربع الامني برشاشات ثقيلة.
وكشفت المصادر عن أن المفاوضات في مطار القامشلي ستركز على تثبيت وقف اطلاق النار وتبادل المعتقلين معتبرا ان الخروقات مستمرة من طرف الاسايش والوحدات الكردية خاصة من القناصة المنتشرين على اسطح الابنية المحيطة بالمربع الامني.
وتابعت المصادر أن الوحدات الكردية والاسايش قامت بجلب تعزيزات من مدينة راس العين مساء الخميس تضمنت دبابة ومصفحة وسيارتين مزودتين برشاش دوشكا اضافة الى عدد من العناصر الذين تحشدوا في الاحياء القريبة من المطار والملاصقة للمربع الامني. وفي السياق تحدث مصدر محلي عن تحشّد كبير للاسايش في شارع التامينات الواقع خلف بناء المستشفى القديم الذي يتخذه الدفاع الوطني مقرا .
وأقرّ مصدر أمني سوري بأن عناصر سجن علايا استسلموا لوحدات الحماية الكردية والذين يبلغ عددهم 40 عنصرا بعد يومين من الاشتباكات والاستهداف المكثف للسجن بسلاح الدبابات والهاون موضحا أن "الاسايش" قاموا بنقل السجناء البالغ عددهم 20 سجينا الى سجن تابع لهم في مدينة عامودا. والجدير بالذكر أن سجن علايا يقع في حي تقطنه غالبية كردية ويقع في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة القامشلي يبعد عن مركز المدينة حوالي 6 كم ووقع تحت سيطرة المقاتلين الأكراد خلال الاشتباكات.
وتستمر حملة الاعتقالات التي يشنها الاسايش والوحدات الكردية بحق المدنيين ضمن الأحياء القريبة من مناطق الاشتباكات في القامشلي وخاصة العاملين لدى الدولة في الوقت ذاته شهدت الاحياء حركة نزوح للأهالي باتجاه الريف القريب من المدينة .
وأرخى الوضع المتأزم في القامشلي بظلاله على مدينة الحسكة التي شهدت الليلة الماضية اشتباكات متقطعة بين عناصر الدفاع الوطني وحواجز الاسايش في حي النشوة الغربية لم يدم طويلا. وفي شمال شرق سورية ايضا أغار الطيران الحرب السوري على مواقع لتنظيم "داعش"في حيي الصناعة والعمال في مدينة دير الزور ما أسفر عن تدميرها بما تحويه من أسلحة وعتاد حربي" بحسب ما أفاد مصدر عسكري سوري. وتحدث المصدر عن غارات جوية على تجمع الكسارات ومزرعة بقججي على الأطراف الجنوبية لمطار دير الزور.
وفي ريف دمشق بدأ مقاتلو تنظيم "داعش" و الفصائل المبايعة له في مدينة "الضمير" بالانسحاب من المدينة بعد اتفاق مع جيش الإسلام و قوات "الشهيد أحمد العبدو" وبضمانة الهلال الأحمر السوري. ونصّ الاتفاق على "تأمين طريق آمن لخروج مقاتلي تنظيم "داعش" إلى منطقة الحماد في البادية بإشراف الهلال الأحمر السوري، وحرق الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها التنظيم بإشراف لجنة من الهيئة الشريعة في مدينة "الضمير " مع توثيق عملية إتلاف الأسلحة وحرق الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها التنظيم بإشراف لجنة لتوثيق عملية إتلاف الأسلحة.
وأفاد مصدر محلي في المدينة الواقعة شرق دمشق بحوالي 40 كم أن عملية إخلاء عناصر التنظيم المتطرّف كان من المفترض أن تتم الثلاثاء، ويتم إخلاء 150 عنصرا للتنظيم، ولكن عناصره رفضوا خروجهم من دون ذويهم، لذا تم تأجيل موعد الإخلاء إلى اليوم ليصبح العدد المتفق عليه هو 800 شخص. وبحسب المصدر فإن من بين العناصر المفترض خروجهم نحو 50 شخصًا من أبناء المدينة، ممن رفضوا تسليم أنفسهم لقوات المعارضة، بينما الباقي هم نحو 20 عنصراً من "المهاجرين"، و80 من باقي المناطق السورية.
وسلّم أكثر من 85 عنصرًا متهمًا بمبايعة التنظيم المتطرّف أنفسهم، الثلاثاء، إلى اللجنة المؤلفة من "جيش الإسلام" و"قوات الشهيد أحمد العبده" و"لجنة أهالي الضمير"، قبل انقضاء المهلة التي أعلنوا عنها، ووفق مصدر عسكري معارض في المدينة، فإن العدد الكلي للعناصر الذين سلموا أنفسهم للجنة تجاوز 170 عنصراً.
ويبدو دخول "الهلال الأحمر السوري" في عملية الاتفاق غريباً، إذ أن إدارة "الهلال الأحمر" تسعى أن تكون بعيدة عن التجاذبات السياسية والعسكرية في المنطقة، وأن تكرّس جهودها لخدمة المدنيين فقط. ويعد هذا الاتفاق ليس الأول من نوعه، إذ سبقه اتفاق يقضي بخروج التنظيم من جنوب دمشق إلى مدينة الرقة، أحد أبرز معاقله .
وفي الغوطة الشرقية استهدف الطيران السوري صباح الجمعة مواقع متعددة تركزت على مدينة دوما وبالا دون أن ترد معلومات حتى الآن عن حجم الخسائر في حين سقطت عدة قذائف على مناطق في ضاحية الاسد قرب مدينة حرستا ما ادى إلى مقتل شخص وجرح ثلاثة آخرين.
وارتفع الى 13 عدد الغارات التي نفذتّها طائرات حربية منذ صباح الجمعة على أماكن في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، بينما تدور اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى في محيط بلدة بالا في الغوطة الشرقية، ترافق مع سقوط عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع ارض- ارض اطلقتها القوات الحكومية على مناطق الاشتباك.
وسقطت طائرة حربية في سماء منطقة تل دكوة القريبة من بير القصب في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، ولم ترد حتى الآن معلومات عما إذا كانت قد سقطت جراء استهدافها من قبل عناصر تنظيم "داعش"، أو إثر عطل فني أصاب الطائرة، كما لا يزال حتى الآن مجهولاً مصير طاقم الطائرة.
وفي جنوب البلاد سيطر "لواء شهداء اليرموك" القريب من تنظيم "داعش" على "سد سحم الجولان وحاجز العلان" في ريف درعا الغربي وجميع النقاط الذي خسرها خلال الأيام القليلة الماضية في المنطقة، عقب اشتباكات مع جبهة النصرة والفصائل المسلحة الأخرى.
وقال مصدر عسكري سوري أن وحدة من الجيش قصفت بالمدفعية "4" آليات لتنظيم "جبهة النصرة" كانت تتحرك في تل الشيخ حسين وتلول خليف في اقصى الريف الشمالي الشرقي لمحافظة درعا قرب الحدود الإدارية لمحافظة لسويداء في حين درات اشتباكات مع تنظيم "جبهة النصرة" شرق خزان الكرك وحي العباسية بمنطقة درعا البلد.
وفي حماة شن تنظيم "جبهة النصرة" و"جند الأقصى" هجوما فجر الجمعة على قرية معان الموالية للحكومة السورية ودارت اشتباكات عنيفة تدخل فيها سلاح الجو تكبد خلالها الطرفان خسائر كبيرة. وقال مصدر عسكري سوري أن القوات الحكومية اشتبكت تحت غطاء جوي مع مجموعات مسلحة هاجمت انطلاقا من التمانعة وسكيك وعطشان التجمعات السكنية على اتجاه معان" شمال مدينة حماة بحوالي 30 كم وانتهت الاشتباكات بإحباط الهجوم وسقوط "28" قتيلا بين المهاجمين من بينهم "أبو موسى" متزعم "جبهة النصرة" في عطشان وتدمير آليتين مركب عليهما رشاشات ثقيلة و"3" مدافع هاون". وبالتوازي سقطت قذائف صاروخية على بلدة شطحة وقرية النبوعة الموالية للحكومة السورية ما تسبب بمقتل "3" أشخاص بينهم امرأتان".
وفي حلب استمرت الاشتباكات بين تنظيم “داعش” من طرف، والفصائل من طرف آخر في الريف الشمالي، ترافق مع استهداف الفصائل عربة مفخخة للتنظيم في كفر غان، ما أدى لانفجارها، وسط تقدم الفصائل واستعادة سيطرتها على قريتي تل حسين وكفرغان بريف حلب الشمالي ما أدى لخسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما تتواصل المعارك العنيفة بين الطرفين في محور براغيدة بالريف ذاته، وسط تقدم للفصائل ومعلومات أولية عن سيطرتها على أجزاء من البلدة، بينما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في طريقي غازي عنتاب والكاستيلو – الملاح شمال حلب، ومناطق أخرى في بلدة كفرحمرة بريف حلب الغربي، فيما سقط صاروخان اثنان يعتقد أنهما من نوع أرض – أرض على منطقتين في الراشدين بأطراف حلب، كذلك استهدفت القوات الحكومية عربة مدرعة للفصائل في منطقة الراشدين أيضاً سقطت قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق في ساحة القلعجي ومحور الشيحان بمدينة حلب، ما أدى لإصابة امراة مسنّة.
وارتفع الى 19 على الأقل عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية بما لا يقل عن 14 ضربة جوية لمناطق في أحياء الأنصاري وبستان القصر والسكري والصالحين وباب النيرب والمشهد والحيدرية وعدة أحياء أخرى تسيطر عليها الفصائل في مدينة حلب، وذلك في واحدة من أعنف الضربات الجوية التي استهدفت المدينة، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم لا يزال في حالات خطرة، كما تجدد سقوط عدة قذائف اطلقتها الفصائل الاسلامية والمقاتلة على مناطق سيطرة القوات الحكومية في حي صلاح الدين في مدينة حلب، ما ادى الى سقوط جرحى، كذلك قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في اطراف بلدة عندان في ريف حلب الشمالي، فيما تعرضت منطقة الحاجب في ريف حلب الجنوبي، لقصف بعدد من القذائف من القوات الحكومية، بالتزامن مع صلاة الجمعة ، دون معلومات عن خسائر بشرية.
ونفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق ناحية عقيربات وقرى حماده عمر وقنبر والقسطل، بالتزامن مع ضربات جوية على مناطق في قرى وبلدات الجنديه وجب ابيض ومريجب الجملان بناحية السعن وأماكن في منطقة الرهجان، في ريف حماه الشرقي، ولم ترد انباء عن خسائر بشرية حتى الآن، كما تأكد مقتل طفل جراء قصف الفصائل الاسلامية لمناطق في قرية شطحة الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في سهل الغاب صباح الجمعة.
وفي حمص أغار الطيران الحربي السوري اليوم على تجمعات وتحركات لتنظيم "داعش" شمال تدمر ومحيط المستودعات الموجودة في المنطقة" بريف حمص الشرقي في محاولة لتوسيع نفوذ القوات الحكومية وتأمين الجبهة الشمالي لمدينة تدمر. وعثرت القوات الروسية في مشارف مدينة تدمر السورية على مخزن سري للذخائر يعود إلى تنظيم "داعش" الإرهابي وبداخله 12 ألف وحدة من مختلف القذائف وطلقات المدفعية والألغام المضادة للدبابات والأفراد وغيرها.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء الخميس الانتهاء من تفكيك جميع الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم "داعش" في الجزء الأثري من المدينة المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي لتواصل عملها في تفكيك ما تبقى من ألغام ومتفجرات في الأحياء السكنية من المدينة.
أرسل تعليقك