دمشق - نور خوام
صعَّدت القوات الحكومية السورية، مدعومة بسلاح الجو الروسي، من حدة هجماتها قبل مؤتمر جنيف على معاقل الفصائل المسلحة (المعارضة والمتطرفة) في عموم البلاد، في محاولة منها لسحق أي قوى في المناطق القريبة من مراكز المحافظات الكبرى، دمشق وحلب واللاذقية وحمص، بينما تركت مهمة قتال تنظيم "داعش" في المحافظات الشرقية، دير الزور والرقة والحسكة، إلى المجموعات المسلحة المدعومة من قوى إقليمية وعالمية، كـ"قوات سوريا الديموقراطية".
ففي ريف اللاذقية، أصبحت القوات الحكومية على مشارف بلدة "سلمى" أكبر معاقل المجموعات المسلحة في جبل الأكراد. ووفقًا لمصدر عسكري حكومي، فإن "سلمى" أصبحت في حكم الساقطة عسكريًّا، وتوجِّه عناصر المجموعات المسلحة المدعومة من تركيا نداءات استغاثة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها.
وقال المصدر إن الطيران الحربي الروسي والسوري نفذ نحو 100 غارة على مواقع المسلحين في "سلمى"، أسفرت عن مقتل أكثر من 60 مسلحًا وتدمير عدة مواقع محصنة ومخازن أسلحة، موضحًا أن السيطرة على المنطقة أصبحت مسألة ساعات لا أكثر، وعند حدوث ذلك ستكون القوات الحكومية تحكمت في جميع طرق إمداد المسلحين القادمة من تركيا، وسيطرت ناريًّا على مناطق جسر الشغور وريف أدلب.
وفي ريف حمص الشرقي، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وعناصر "داعش" في محيط مدينة تدمر. وأكد مصدر عسكري استعادة القوات الحكومية السيطرة على منطقة "الدوة" غرب تدمر، بدعم من سلاح الجو الروسي السوري، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية هدفها تأمين منطقة "الشاعر" النفطية بشكل كامل، وأن العشرات من التنظيم قُتلوا خلال الاشتباكات وغارات سلاح الجو.
وفي ريف حلب الجنوبي، أحكمت القوات الحكومية سيطرتها على المزيد من القرى والمزارع الصغيرة، خلال تقدمها نحو معاقل المفصائل المسلحة في "الزربة". وتسعى القوات الحكومية إلى استعادة السيطرة على طريق "حلب-دمشق"؛ لقطع طرق إمداد المسلحين في ريفي أدلب وحماة من جهة، ومحاولة استعادة مطار أبو الظهور من جهه أخرى.
وفي دمشق، عاد حي "جوبر" ليتصدر المشهد من جديد، بعد المعارك العنيفة التي شهدتها المنطقة مساء الاثنين وفجر الثلاثاء، حيث استخدمت القوات الحكومية صواريخ شديدة الانفجار في قصف مواقع المسلحين. ولفت مصدر عسكري إلى أن عناصر المشاة في القوات الحكومية اقتحمت عدة مواقع للمجموعات المسلحة تحت غطاء من القصف المدفعي والصاروخي، وتمكنت من تفخيخ وتفجير عدة أبنية وأنفاق يستخدمها المسلحون في التنقل ونقل الأسلحة.
وفي الغوطة الشرقية، تستمر الاشتباكات بين القوات الحكومية وعناصر "جيش الإسلام" في منطقة "المرج" وبلدة "البلالية"، فيما تكثف الطائرات الحربية من قصفها لمواقع "جيش الإسلام" في محيط مدينة دوما، حيث سجلت الثلاثاء 17 غارة.
وتتعرض مدينة داريا لقصف جوي ومدفعي متقطع لدعم الوحدات الأرضية للقوات الحكومية، التي تحاول تأمين المنطقة الفاصلة بين داريا والمعضمية، وسط أنباء عن مصالحة كبرى قد تشمل مناطق داريا والمعضمية وخان الشيح، وتسليمها إلى القوات الحكومية مقابل تأمين خروج آمن للعناصر المسلحة المتواجدة فيها إلى مكان يختارونه.
أرسل تعليقك