تعرفت السلطات الفرنسية على جثة الرجل المذبوح من قِبل أحد المتشددين التابعين لتنظيم "داعش" المتطرف، خلال الهجوم على مصنع للغاز جنوب شرق فرنسا ويدعى هيرفييه كورنارا.
وفي الصورة يظهر كورنارا مدير شركة إي تي سي– كوالكوم في شسوه وهو يجلس بالقرب من مسرح حادث الإعدام المروع.
وقد عثر على رأسه معلقة على بوابات المصنع الخاص بمنتجات الغاز في سانت– كوينتين – فالافييه وكانت محاطة باثنين من الرايات التي تحمل شعارات داعش.
وتحفظت السلطات على 4 أشخاص كانوا على اتصال بالقاتل وقاموا بإحداث تفجيرات المصنع.
بينما أكدت المتحدث الرسمية لمكتب المدعي العام في باريس، السبت، أن واحدًا من بين الأربعة المشتبه بهم الذين تم توقيفهم، قد أطلق سراحه في الوقت الذي لم يتحدث فيه عن ارتكاب الواقعة مع المحققين.
وكانت قوات خاصة للشرطة قد أوقفت سيدة وطفل من منزل ياسين صالحي الإسلامي المشتبه به والمتهم بارتكاب الاعتداء المتطرف، والذي كان معروفًا في المصنع حيث كان يحضر بصفة منتظمة لإجراء عمليات التسليم بحسب ما قاله المدعي العام في باريس فرانسواه مولينز.
وجاءت مداهمة الشرطة للمبني السكني في مدينة سان– بريست الواقع في أحد ضواحي مدينة ليون بعد ساعات من توقيف صالحي المتهم بكتابة شعارات باللغة العربية على رأس مديره في العمل والمتهم كذلك بتحطيم سيارته الفان فورد فيوجن، التي كانت تحتوي علي الكثير من أسطوانات الغاز، والتي عندما اصطدمت ببوابات المصنع أحدثت تفجيرًا محدودًا وأصيب اثنان من العاملين داخله بإصابات ليست خطيرة.
وقبيل مداهمة منزلها وصفت زوجة صالحي، أثناء حديثها إلى المحطة الإذاعية الفرنسية Europe 1، زوجها بأنه مسلم عادي خرج كالعادة إلى عمله في السابعة صباحًا، وأنها شعرت بالصدمة حينما سمعت بأن زوجها مشتبهٌ به.
وأضافت باكية أنهم مسلمون لا علاقة لهم بالتطرف ولديهم 3 أطفال ويقضون الآن شهر رمضان.
يذكر أن صالحي المعروف لدى الجهات الأمنية على الأقل منذ العام 2006 والذي أخبر الضباط حينما تم توقيفه بأنه ينتمي إلى تنظيم "داعش" المتطرف، ويعتقد أنه ليس لديه سجل إجرامي وقد أسقطت التحقيقات حول احتمالية أن يكون متطرفًا العام 2008 حينما كانت تربطه صلة بحركة سلفية ولكنه لم يشارك في أنشطة ذات طابع متطرف.
وفي أعقاب الهجوم وقبل قطع زيارته وعودته إلى فرنسا، فقد تحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي كان حاضرًا وقتها لقمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، عن الواقعة قائلاً إن الاعتداء الذي وقع الجمعة الماضية، بدأ حينما اقتحمت سيارة بوابات مصنع منتجات الغاز ما أدى إلى حدوث انفجار بسبب أسطوانات الغاز التي كانت توجد داخل السيارة.
وأضاف الرئيس الفرنسي أن ارتكاب الجاني جريمة قطع الرأس تشير إلى أن الحادث متطرف؛ نظرًا لأن هذه الأساليب هي نفسها التي يتبعها تنظيم داعش المتطرف.
ومن جانبه، وصف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، الذي قطع زيارته القصيرة إلى أميركا الجنوبية للتعامل مع الأزمة، خلال مؤتمر صحافي، الحادث بـ"التطرف الإسلامي" الذي يضرب فرنسا مجددًا.
وأعلن المصنع الذي شهد الاعتداء المتطرف أن الموقع آمن وتقوم الآن فرق الطوارئ وإدارة الأزمات بعملها بالتنسيق مع السلطات المعنية.
وكانت شركة منتجات الغاز التي تتبع أميركا في ملكيتها قد وقّعت أخيرًا مع المملكة العربية السعودية عقدًا كبيرًا بواسطة رئيسها سيفي قاسمي الإيراني المسلم الشيعي، ومعروف عن إيران دعمها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يمثل عدو تنظيم داعش.
وتعليقًا على الهجوم المتطرف، فقد أعرب المتحدث الرسمي لـ"داونينغ سترييت" في بريطانيا عن بالغ أسفه وأظهر تعاطفه مع ما يبدو وكأنه حادث مروع، مضيفًا أنهم ينتظرون ورود التفاصيل عن الواقعة كافة.
كما أبدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تضامنه في محاربة شر التطرف، بعدما شهدت فرنسا وتونس هجمات متطرفة في اليوم ذاته.
أرسل تعليقك