التصاميم البوهيميّة بين الدهشة والغرابة والألوان الدافئة والصارخة
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

التصاميم البوهيميّة بين الدهشة والغرابة والألوان الدافئة والصارخة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - التصاميم البوهيميّة بين الدهشة والغرابة والألوان الدافئة والصارخة

الطراز البوهيمي في الديكور
القاهرة - شيماء مكاوي

يوفّر الطراز البوهيميّ لعشّاقه مساحة الحرية الباهرة في مجالات واسعة من الخيارات التّي لا حدود لاتّساعها، كما أنّه يفرِض شرعيته من عودته الطارئة وحضوره الواثق بشكلٍ مميّز.

فهذا الطراز المميّز ومنذ ولادته في ستينيّات القرن الماضي، استطاع عبر عقود عدّة أن يوطّد معاييره وقيمه الجمالية، ويؤسّس لرؤية مفتوحة الآفاق لا يشبهها شيء أكثر من أحلام الحريّة.

فهو يتعامل مع اللون الأزرق الملكيّ اللافت في رصانته وفخامته، تمامًا كما يتعامل مع اللون الأزرق الفيروزيّ المسكون برومانسية بدائية أخّاذة ويمزج بين الألوان والأشكال فيعطي أجواءً طرائفية مسكونة بالغرابة والدهشة.

الطراز البوهيمي يتميّز بتراكم الأنماط والمواد، معزَّزًا بعناصر زينة غير مألوفة تنبض بالإشراق وتستعر بحيوية الألوان الدافئة والمشعّة أو العميقة، تستمد بعض رموزها وصياغاتها من عمق التقاليد الأوروبية الشرقية وبعض البلدان الآسيوية والهندية، والتّي يمثلها "باتشوورك" من الأقمشة الساحرة الألوان والموتيفات.

أمّا المواد فلا تقلّ أهميّة عن الألوان، يتصدّرها الخشب الطبيعي والقصب والقش والجلود والمعدن إضافة إلى أنواع من السجاد والمنسوجات بحبكاتها المختلفة.

 وعلى الرغم من مساحة الحريّة التّي يتمتع بها المبدعون في صياغة الديكور البوهيميّ الطابع، ثمّة منطلقات أساسية لا بدّ من اعتمادها في مجال التصميم والزينة، وذلك من خلال الاستعانة ببعض عناصر الدهشة التي تؤسّس لابتكار مناخ جميل مشبع بالدفء والألوان الساحرة، كاستخدام الوسائد المزينة بالنقوش، ولوحات الصوف المزخرفة بخطوط هندسية ونقوش كبيرة، إضافةً إلى الأقمشة الهندية المزينة بالبرق والمرايا الصغيرة، مع عدم التردّد في المزج بينها وبين الأقمشة القديمة المزخرفة بالأزهار، والتّي تملك قدرة عجيبة على تثمين الأجواء وإعطائها مزيدًا من الجاذبية.

بينما تشكّل الجلود والسجاد والمصابيح وكل عناصر الزينة، والتّي تتوافر بخيارات لا محدودة، مصدرًا لتناسق بارع مع خيارات مميزة من قطع الأثاث الرجعي البسيط  أو الريفي والحديث، بأسلوب لا يغيّر من روحية الديكور ولا يشوّه هويته.

أمّا الإضاءة بعناصرها البسيطة وأنوارها الخافتة والناعمة، فتمنح الأجواء البوهيمية نكهة خاصة وتكسبها أصالة غير مشكوك فيها. كما تعتمد اختيارات الإضاءة على نماذج من المصابيح البسيطة الأشكال، والثريّات والشمعدانات التّي تضفي على الأمكنة لمسة شاعرية فريدة.

فالديكور البوهيمي، في مختلف وجوهه، يشكل تحديًا جماليًا ووظيفيًّا غير موصوف، وهو يمثل استحضارًا لمعطيات متعدّدة، يتطلّب استثمارها في الديكور، براعة باهرة في المزج بين الآفاق والتقاليد الحرفية والتأثيرات المختلفة بأسلوب يساهم في تكريس حساسية تلامس المزاج بتناغم تام مع العادات والميول.

والبوهيمية لا تعني على الإطلاق التفلّت من القواعد والمعايير، للوصول الى فراغ مفتوح، بل على العكس من ذلك، فهي تتجاوز القواعد والمعايير من أجل إعطاء مدى جديد يقترب أكثر فأكثر من الأصل والأصالة.

والصياغات البوهيمية غالبًا ما تكون مُحكمة بخيارات مسبقة في إعدادها وتصورها تفاديًا لغياب التوازن بين المكونات الزخرفية والوقوع في فخ المبالغة المجانيّة.

 ولذلك تتم دائمًا تهيئة أرضية التصميم واختيار المواد الطبيعية المناسبة لوضعها في الواجهة، لكونها من الأساسيات التّي سيُبنى عليها المشهد الداخلي.

لا يمكن تصور جوّ زخرفيّ بوهيميّ الطابع في مكان يزدحم بأثاثٍ ريفي أو صناعي أو حديث، فالبساطة هي الأساس. ولتجنب الوقوع في الأخطاء والنمطية، لا بد من اختصار قطع الأثاث والاعتماد على مكمّلات الزينة التي تُلبِس المكان حلّةً جميلة ومدروسة من الأشكال والألوان وهي تتيح للمساحات أن تتنفّس وتؤكّد حضورها بانسجام تام واتزان غير متكلّف.

أمّا التفاصيل الصغيرة التي تتغلغل في الديكور مثل اللوحات المصنوعة من الصوف والأغطية المطرّزة، والتّي تحمل في مظهرها نفحة من الفولكلور فتضفي على المكان لمسة من البهجة والفرح.

 وتشكّل الجدران في الزخرفة البوهيميّة مساحةً مثاليةً للعرض، فعليها تُعلَّق اللوحات والأشغال اليدوية والصور وتذكارات السفر وغيرها حيث يستطيع المرء تزيينها على هواه لتكوين مشهد يشعر فيه تلقائيّاً بإحساس من البهجة والراحة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التصاميم البوهيميّة بين الدهشة والغرابة والألوان الدافئة والصارخة التصاميم البوهيميّة بين الدهشة والغرابة والألوان الدافئة والصارخة



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates