اقام وفد الدولة المشارك في مؤتمر التعاون الدولي في الطيران المدني حفل استقبال للدول الأعضاء في المنظمة والوفود الدبلوماسية المشاركة وذلك في ختام المؤتمر الذي عقد في مقر المنظمة في مونتريال بكندا الأسبوع الماضي.
وكان وفد الدولة برئاسة سعادة سيف محمد سيف السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني شارك في جلسات ونقاشات المؤتمر التي تمحورت حول تعزيز تعاون الدول الأعضاء في المنظمة في مجالات أمن وسلامة الطيران والملاحة الجوية والتدريب وغيرها.
حضر حفل الاستقبال قرابة 400 ضيف من كبار التنفيذيين في المنظمة ورؤساء الوفود ومهنيي الطيران المدني من كافة دولة العالم.
وجاءت مشاركة الدولة في المؤتمر كراعي رسمي للحدث تأكيدا لدورها الفاعل على صعيد التعاون الدولي في الطيران المدني وتحديدا في إطار برامج وأعمال منظمة الطيران المدني الدولي.
وقال سعادة سيف محمد السويدي ان دولة الإمارات تولي أهمية قصوى للتعاون الدولي وتسعى باستمرار إلى مد جسور مع المجتمع الدولي.
وأضاف " لم نتردد في المشاركة بمؤتمر الإيكاو للتعاون الدولي للطيران المدني حيث تنسجم أهداف هذا المؤتمر مع الأهداف الاستراييجية التي وضعتها الهيئة على الصعيد الخارجي"..مشيرا الى مشاركة الامارات كراعي رسمي للمؤتمر تؤكد على موقف الدولة الداعم للتعاون الدولي وعلى إيمانها بأن التحديات التي تجابه الطيران المدني لا يمكن التصدي لها بشكل فردي بمعزل عن منظومة الطيران المدني الدولي.
واقام وفد الدولة المشارك في المؤتمر جناحا داخل مقر منظمة الطيران المدني الدولي للترويج لبرامج التعاون الدولي التي تقوم بها الهيئة وليكون منصة تلتقي فيه الوفود الدبلوماسية المشاركة في المؤتمر لتبادل فرص التعاون وتقاسم الخبرات في الطيران المدني.. وفي هذا الصدد صممت الهيئة العامة للطيران المدني ووزرعت مطبوعات متخخصة حول برامج التدريب التي يقدمها المركز الوطني للتدريب في الطيران المدني ضمت لائحة بالدورات التدريبية وأوصافها للمهنيين في قطاع الطيران المدني والراغبين بالالتحاق في هذه الدورات.
والتقى سعادة السويدي على هامش المؤتمر مع عدد من الشخصيات الهامة في مجال الطيران المدني كرئيس مجلس الإيكاو الدكتور أولوميا بينارد أليو وأمين عام المنظمة السيد ريموند بينجامن اضافة الى عدد من مدراء العموم وممثلي الدول الأعضاء لدى المنظمة وذلك في إطار توطيد العلاقات وبحث فرص التعاون في مجالات الأمن والسلامة والنقل الجوي والملاحة الجوية والتدريب.
وكان السويدي اكد خلال لقاءاته التزام الهيئة تجاه تحقيق رؤية المنظمة وأهدافها الاستراتيجية في مجالات أمن وسلامة الطيران المدني وحماية البيئة وتعزيز الكفاءة والاستدامة وسيادة القانون الدولي للطيران المدني..موضحا ان استراتيجيات قطاع الطيران المدني للدولة تتمحور حول تعزيز التعاون الدولي حيث بادرت دولة الإمارات بتقاسم الخبرات التدريبية مع الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للطيران المدني وقامت بتطبيق مذكرة التفاهم الموقعة مع الهيئة العربية للطيران المدني واللجنة الإفريقية للطيران المدني واللجنة الأمريكية اللاتينية للطيران المدني والتي تتضمن إجراء دورات تدريبية ميدانية في مجال الأمن والسلامة في مختلف المناطق في إفريقيا وأمريكا اللاتينية بالإضافة إلى المساهمة في مختلف برامج التعاون الفني في إفريقيا..مشيرا الى ان الامارات تسعى إلى تعزيز التعاون الدولي مع مختلف المنظمات الإقليمية للطيران المدني.
من جانبها قالت ليلى حارب المهيري المديرة العامة المساعد لقطاع الاستراتيجية والشؤون الدولية في الهيئة ان الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة تعتبر أحد أكبر داعمي رؤية منظمة الطيران المدني الدولي التي تتطلع إلى تحرير قطاع النقل الجوي وهي من أكبر المساهمين في مجال النقل الجوي على المستوى الدولي حيث وقعت حتى اليوم 163 اتفاقية أجواء مفتوحة لتحتل المرتبة الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة الأمريكية من حيث عدد اتفاقيات الأجواء المفتوحة.
واضافت ان هناك الكثير من البرامج المشتركة الدولية التي تشارك فيها الدولة بفعالية لترسيخ دورها العالمي في مجال الطيران بما يخدم خطط القطاع الوطنية والعالمية.
وعلى صعيد سلامة الطيران وضمن إطار عمل المنظمة الدولية للطيران المدني ساهمت الهيئة العامة للطيران المدني بصياغة وإعداد الملحق 19 لاتفاقية شيكاغو حول إدارة السلامة ليمثل إنجازا ضخما في تاريخ المنظمة حيث كان آخر ملحق تبنته الدول الأعضاء وضع قبل 30 عاما ويعمل خبراء الطيران الإماراتيين على تعزيز تطبيق التشريعات الجديدة المدرجة في الملحق 13 من خلال تصميم الدورات التدريبية للدول المختلفة.
وفي نفس الإطار تشغل الإمارات العربية المتحدة منصب رئيس المجموعة الإقليمية لسلامة الطيران في الشرق الأوسط حيث تم تعيينها منسقا لمجموعة سلامة مدرجات وإدارة أرض المطارات في المنطقة بناء على تشكيل فريق وطني لسلامة المدرجات في الإمارات كما تم اختيارها لريادة واستضافة المجموعة الإقليمية للشرق الأوسط لتطبيق وتخطيط الملاحة الجوية وذلك لدعم تطبيق أفضل الممارسات في الملاحة الجوية في الشرق الأوسط.
وكانت الكابتن عائشة الهاملي الممثل الدائم لدولة الإمارات لدى مجلس الإيكاو القت كلمة في مؤتمر التعاون الدولي للطيران المدني ذكرت فيها إن انعقاد المؤتمر يأتي مكملا لدور الإيكاو حيث إن جوهر عمل منظمة الطيران المدني الدولي قائم على أساس التعاون الدولي وعلى خلق أرضية مشتركة ملائمة لتنسيق الجهود المبذولة من قبل الدول الاعضاء لخدمة سلامة وامن وكفاءة منظومة الطيران المدني الدولي.
وأضافت أن هناك حاجة ماسة إلى إرساء قواعد جديدة للتعاون الدولي في الطيران المدني للتشجيع على الوصول الى مستويات جديدة من التعاون فيما بين الدول الاعضاء وكذلك مع المنظمات والتكتلات ذات العلاقة وسوف تساهم في توحيد الجهود القائمة والمستقبلية وتضع منهجية واضحه لذلك التعاون بما يخدم الاهداف التي انشئت من اجلها هذه المنظمة.
وأكد وفد الدولة خلال جلسات المؤتمر أن مستويات التحديات في مجالات الامن والسلامة والكفاءة ربما تكون فوق قدرات بعض الدول لكي تكون قادرة على التعامل معها والتغلب عليها بمفردها لذا فإن دولة الإمارات العربية المتحدة قد اعتمدت ومنذ سنوات طويله نهجا خاصا ناجحا لإرساء مبدأ "التعاون والمسؤولية المشتركة" من خلال عقد الكثير من الاتفاقيات سواء مع منظمة الطيران المدني الدولي او المنظمات الإقليمية والمتخصصة او حتى الدول منفردة بغرض تنفيذ مبادرات تهدف الى تعزيز منظومة الطيران المدني الدولي بشكل عام ومنظومات الطيران المدني للدول الاعضاء بشكل خاص وتركز تلك المبادرات على تأهيل الكوادر الفنية لدى سلطات الطيران المدني للدول الاعضاء لكي يكونوا قادرين على اداء مهامهم على اكمل وجه وكذلك تقديم المشورات الفنية والادارية الضرورية لتعزيز بناء القدرات الذاتية لسلطات الطيران المدني وقد استفاد من تلك المبادرات الكثير من الدول في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية وغيرها وكذلك المنظمات الإقليمية ذات العلاقة.
وقال سعادة سيف السويدي أن دولة الإمارات على استعداد تام لمشاركة تجاربها في هذا المجال مع الدول والمنظمات المانحة بالإضافة الى استعدادها التام للدخول في شراكات لتقديم مزيد من المساعدات الفنية والتأهيلية للدول الاعضاء ومن هذا المنطلق اقترحت على منظمة الطيران المدني الدولي انتقاء التجارب الناجحة للتعاون الدولي والتشجيع على تبنيها من قبل الدول والمنظمات المانحة لتنفيذ برامج مماثلة تستفيد منها الدول التي تشكل لها مبادرات التعاون الدولي طوق النجاة للنهوض بقطاع الطيران المدني فيها.
وانطلاقا من كون دولة الامارات العربية المتحدة عضو فاعل في مجلس المنظمة فقد أكدت على التزامها التام باستمرار التعاون الوثيق مع منظمة الطيران المدني الدولي والسعي الى مزيد من المشاركات في الفعاليات والبرامج التي تنظمها لتعزيز التعاون الدولي وفيما يصب في مصلحة تعزيز سلامة وامن وكفاءة منظومة الطيران المدني الدولي.
وفي ختام مشاركته في المؤتمر هنأ سعادة سيف محمد السويدي منظمة الطيران المدني الدولي وجميع الدول الاعضاء على تنظيم هذا المؤتمر الهام والذي بلا شك سيساهم في مد جسور التعاون من اجل بناء مستقبل طيران مدني افضل.
أرسل تعليقك