مخاوف من مستقبل كارثي للسياحة في سوسة التونسية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مخاوف من مستقبل كارثي للسياحة في سوسة التونسية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مخاوف من مستقبل كارثي للسياحة في سوسة التونسية

مستقبل كارثي للسياحة في سوسة التونسية
القنطاوي - أ ف ب

في أحد محلات النحاس التقليدي في المدينة العتيقة بولاية سوسة (وسط شرق)، يتصفح التاجر علي السلطاني جريدة بحثا عن تفاصيل الهجوم الذي استهدف الجمعة فندقا مجاورا في منطقة القنطاوي السياحية واسفر عن مقتل 38 شخصا معظمهم سياح أجانب. 

قال السلطاني بمرارة "لم يعد هناك أمل. انها ضربة قاتلة للسياحية".

والجمعة، تسلل شاب تونسي تظاهر انه مصطاف، الى شاطئ فندق "ريو امبريال مرحبا" حيث أخرج رشاش كلاشنيكوف كان يخفيه تحت مظلة، وفتح النار على المصطافين بحسب السلطات التي قالت انه دخل الفندق وواصل اطلاق النار على السياح وأن الشرطة قتلته خارج الفندق عندما همّ بالمغادرة.

ومنفذ الهجوم طالب في جامعة القيروان (وسط شرق) يدعى سيف الدين الرزقي (23 عاما) ويتحدر من مدينة قعفور من ولاية سليانة (شمال غرب) بحسب ما اعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد. وخلف الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف صدمة كبيرة لدى التونسيين، ومخاوف في ولاية سوسة السياحية من سنوات عجاف للقطاع السياحي الحيوي للمنطقة والبلاد.

وعلق السلطاني "مازلت لم استوعب بعد ما حصل أمس، إنها كارثة، لا أمل لسنوات عديدة".

وصرح تاجر النحاس كمال بن صادق "فقدت نكهة العمل. منذ امس ننظر (نحن التجار) الى بعضنا البعض (...) من دون القدرة على فعل شيء. لسنا معتادين على هذه المجازر". 

وفي 18 مارس/آذار الماضي تعرض متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس الى هجوم دموي تنباه تنظيم الدولة الاسلامية واسفر عن مقل 22 شخصا هم رجل امن تونسي و21 سائحا اجنبيا.

ونفذ الهجوم التونسيان ياسين العبيدي (27 عاما) وجابر الخشناوي (21 عاما) اللذان أطلقا النار من رشاشيْ كلاشنيكوف على سياح عند نزولهم من حافلتين أمام متحف باردو ثم طارداهم داخل المتحف، قبل ان تتدخل الشرطة وتقتلهما.

وقالت علياء التي تقطن في مدينة سوسة "انه أمر مؤلم كثيرا. كنا نضمد جراح (هجوم) باردو وإذ بنا نتلقى ضربة أخرى أقوى".

وعبر عديدون عن تفهمهم لعدم امكان عودة السياح الى تونس لبعض الوقت.

وقال التاجر عماد التريكي "لو كنت مكانهم لما وطأت تونس مجددا في هذه الفترة (موسم الصيف). امر طبيعي ان يغادروا بسرعة البلاد بعد هذه الكارثة. هل جاؤوا لقضاء عطلة ام ليموتوا؟".

وراى التريكي ان ما يحصل في تونس هو "نتيجة لحالة الفوضى في كل القطاعات منذ الثورة" التي اطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

واضاف بمرارة "يكفي أن نشاهد سلوك الناس على الطرق، ورجال السياسة في التلفزيونات والموظفين في الادارات لنلاحظ أن لا شيء يعمل في البلاد، لا الأمن ولا الاقتصاد ولا السياسة".

وأكد ان عشرات السياح كانوا يزورون محله يوميا (قبل الهجوم) "لكن منذ امس (الجمعة) فان المحل كصحراء مقفرة".

وقال "ليس التونسيون من سينقذون الموسم السياحي، والسياح سيعزفون عن المجيء الينا لفترة طويلة".

وصباح السبت، زار عدد قليل من السياح محلات مدينة سوسة العتيقة.

وقالت ماري وهي سائحة بريطانية يرافقها زوجها "بقي لي ثلاثة ايام (سأقضيها في تونس) وقد قررت، من باب الاحتياط، عدم الذهاب الى البحر، لكني اريد إكمال عطلتي هنا رغم الاتصالات الهاتفية وضغوط عائلتي التي طلبت مني العودة".

وعلى الرغم من هجوم الجمعة، واصل عشرات التونسيين السبت الاصطياف على شاطئ منطقة القنطاوي السياحية. ولم يكن بينهم أي سائح اجنبي.

وقال سالم الذي يعمل في فندق قريب من مكان المجزرة "قليل (من السياح الموجودين) بقوا في الفندق ولا يريدون الخروج إلا للذهاب الى المطار".

ومنذ الجمعة شرعت شركات سياحية في اجلاء عملائها من تونس مثل البلجيكية "جيت إير" التي اعلنت انها ستجلي بحلول مساء اليوم 2000 شخص الى بلجيكا.

اما شركة السياحة تومسون فاعلنت ارسال عشر طائرات الى تونس لاعادة نحو 2500 سائح بريطاني، والغاء جميع الرحلات الى هذا البلد الاسبوع المقبل.

والسياحة احد اعمدة الاقتصاد في تونس اذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر كما انها تساهم بنسبة 7 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي وتحقق بين 18 و20 بالمئة من عائدات تونس السنوية من العملات الاجنبية.

والجمعة، وصف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الهجوم بأنه "ضربة موجعة" لاقتصاد بلاده، فيما اعتبرته وزيرة السياحة سلوى الرقيق "كارثة" على السياحة.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف من مستقبل كارثي للسياحة في سوسة التونسية مخاوف من مستقبل كارثي للسياحة في سوسة التونسية



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:46 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لمشاهدة احتفالات رأس السنة في نيويورك

GMT 03:04 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إبداع وعروض رائعة في الملتقى الإماراتي الأفريقي

GMT 10:50 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة للفنانات في مهرجان"روما السينمائي"

GMT 19:05 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

فتوحي يؤكد أن فريقه لعب لتحقيق الفوز علي الوحدة

GMT 12:39 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إلهام شاهين تتعاقد على بطولة فيلم جديد تحت عنوان "الفارس"

GMT 14:43 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

شرطة دبي تفوز بجائزة "المؤسسة الأوروبية" للجودة

GMT 04:45 2018 الأحد ,11 آذار/ مارس

سقوط شيرين عبد الوهاب أثناء حفلها بـ"دبي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates