علن مطورو متحف اللوفر في العاصمة الاماراتية الثلاثاء انجاز اعمال هيكل القبة المعدنية العملاقة التي يبلغ قطرها 180 مترا وتعد من الاكبر في العالم وتساهم في جعل المتحف معلما معماريا فريدا في منطقة الخليج.
وقالت شركة التطوير والاستثمار السياحي التابعة لحكومة ابوظبي والتي تقوم ببناء المتحف الذي ولد نتيجة تعاون بين فرنسا والامارة، ان هيكل القبة التي يبلغ وزنها سبعة الاف طن، قد انجز.
وتتألف القبة من 85 قطعة معدنية عملاقة يراوح وزن الواحدة منها بين 35 و70 طنا، وقد استخدمت رافعة من اكبر الرافعات في العالم يبلغ طولها 130 مترا لرفع القطع وتركيبها.
والقبة هي العنصر الرئيسي من التصميم الطموح الذي وضعه المعماري الفرنسي جان نوفيل، وهي ستغطي قسما كبيرا من مباني المتحف.
وستلبس القبة بثماني طبقات من القطع الهندسية المختلفة المصنوعة من الالمنيوم، والتي ستسمح بدخول نور الشمس من بين فتحاتها باشكال هندسية في ظاهرة تعرف ب"مطر النور".
ويذكر "مطر النور" بانسياب الشمس بين سعف اشجار النخيل في الصحراء فيما يذكر تصميم المباني المتداخلة تحت القبة العملاقة بالاسواق العربية القديمة.
ويتم حاليا تركيب الطبقات الثماني من القطع الهندسية التي ستشكل في ما بينها حوالى ثمانية الاف نجمة.
وعرف عن جان نوفيل استخدامه لتشابك الاشكال الهندسية المختلفة لتحديد شكل اشعة النور الداخلة الى المبنى، لاسيما في معهد العالم العربي في باريس.
وقال عامر خربوش مدير المشروع في اللوفر ابوظبي لوكالة فرانس برس "انها قبة فريدة ولم يتم انشاء اي شيء مثلها في السابق".
واضاف "ان كمية الحديد المستخدم فيها يوازي تقريبا الحديد الموجود في برج ايفل في باريس".
وبحسب خربوش، فان القبة موضوعة حاليا على 120 برجا حديديا موقتا، وسوف يتم رفعها كاملة عبر رافعات هيدروليكية وثم تثبيتها على اربعة اعمدة ضخمة تمت هندستنا على طريقة اساسات الجسور الضخمة.
ويتم بناء المتحف على ارض مردومة في البحر على جزيرة السعديات قبالة شاطئ ابوظبي، الا انه سيتم ازالة حوالى 500 الف متر مكعب من الرمال التي تم ردمها في المكان ليعود البحر ويحيط بسائر جهات المتحف.
وستتحول القبة الى بناء يبدو وكأنه يطفو على سطح المياه.
وقال خربوش ان خمسة الاف عامل يعملون في الورشة، وقد يرتفع هذا العدد خلال الاشهر المقبلة.
وبدأ العمل الفعلي في بناء المتحف مطلع 2013 بعد تأخير دام سنوات عدة عن اطلاق المشروع في 2007، وذلك بسبب تداعيات الازمة المالية العالمية.
ويقوم ببناء المتحف تحالف يضم شركات ارابتك وكونسورتيا سان خوسيه واوجيه ابوظبي.
ويلتزم المتحف معايير صارمة حددتها وكالة المتاحف الفرنسية التي تشرف على المشروع ان من ناحية قوة الضوء والحرارة والرطوبة داخل قاعات العرض في المتحف.
ويفترض ان يفتح المتحف ابوابه في نهاية 2015.
وقال متحدث باسم شركة التطوير والاستثمار السياحي لوكالة فرانس برس "نحن ملتزمون تاريخ كانون الاول/ديسمبر 2015 للافتتاح، وبحسب المعطيات المتوافرة اليوم نرى باننا سائرون نحو الالتزام بهذا الموعد".
واضاف "لكن كما في جميع المشاريع التي بهذه الضخامة، لا يمكن التكهن بدقة بجميع الامور التي قد تؤثر على اعمال البناء".
واعلن متحف اللوفر ابوظبي في وقت سابق هذا الشهر انه سيعرض عند افتتاحه 300 عمل فني معار من متاحف فرنسا بينها لوحة لسيدة مجهولة تحمل توقيع ليوناردو دافينتشي، اضافة الى اعمال لمونيه ومانيه وفان غوخ واندي وارهول، الى جانب اعمال المجموعة الدائمة التي يقتنيها المتحف الاماراتي.
وسيعير 13 متحفا في فرنسا الاعمال الثلاثمائة في اطار اتفاقية اعارة بين حكومتي فرنسا وامارة ابوظبي تستمر عشر سنوات.
وبرنامج الاعارة هو ضمن اتفاقية بمليار يورو تم التوقيع عليها في 2007 بين فرنسا وابوظبي لاطلاق اسم اللوفر على المتحف في ابوظبي لمدة ثلاثين سنة، وهي تشمل ايضا مساعدة وكالة متاحف فرنسا لابوظبي على تشكيل مجموعتها الدائمة للمتحف.
ويجسد المتحف رغبة ابوظبي في التحول الى عاصمة ثقافية مستفيدة من العائدات النفطية الضخمة، ويتجلى ذلك ايضا بالمهرجانات التي تستضيفها الامارة، والانتاجات الادبية والفكرية ودعم المشاريع الشابة المحلية والعربية في هذا الاطار.
والمتحف هو ضمن الحي الثقافي الجديد على جزيرة السعديات، وهو حي يضم ايضا فرعا لمتحف غوغنهايم النيويوركي صممه الاميركي فرانك غيري يفترض ان يفتتح في 2017، ومتحفا وطنيا يحمل اسم الشيخ زايد بن سلطان وهو من تصميم البريطاني نورمان فوستر.
أرسل تعليقك