تعكف الفنادق في أنحاء غرب أفريقيا على تعزيز الأمن وتزيد من الحرس المسلح ومن التعاون مع السلطات المحلية بعد هجومين كبيرين كشفا عن تنامي خطر التشدد الإسلامي على الزائرين الأجانب.
فيوم الجمعة الماضي قتلت عناصر من تنظيم القاعدة 30 شخصا في فندق ومطعم في واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو. كان هذا أول هجوم للمتشددين بمثل هذا الحجم في البلاد وجاء بعد شهرين فقط من مقتل 20 شخصا في هجوم لمتشددين إسلاميين في فندق راديسون في باماكو عاصمة مالي.
وفي الواقعتين استهدف المهاجمون أماكن يرتادها غربيون وأخذوا عشرات منهم رهائن. وقال شهود على هجوم واجادوجو إن المسلحين كانوا يختصون بالقتل الأجانب ذوي البشرة البيضاء.
وسارعت الفنادق الكبرى في المدن الرئيسية في مختلف أنحاء المنطقة باتخاذ إجراءات بعد الهجومين اللذين يرى دبلوماسيون ومحللون أنهما ينذران باستراتيجية جديدة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحلفائه.
ويرى البعض أن أبيدجان ودكار -وهما أكبر مدينتين في ساحل العاج والسنغال- من أكثر الأماكن التي تستهوي المتشددين الإسلاميين نظرا لأعداد الغربيين الكبيرة بهما وتدفق السياح ورجال الأعمال عليهما.
قالت سينثيا أوهايون محللة شؤون غرب أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية في اتصال تليفوني من واجادوجو "تبدو الضربة أقوى حين توجه للعاصمة. والخطر قائم بالنسبة لمدن أخرى مثل دكار وأبيدجان."
لكن دبلوماسيين قالوا إنه لا معلومات لديهم عن تهديدات محددة في أي من المدينتين.
وعند واحد من أفخر فنادق ساحل العاج وهو فندق سوفيتل ينتشر ضباط شرطة حول المكان وتزداد الاستعانة بأجهزة رصد المعادن والتفتيش الذاتي وتستخدم كلاب بوليسية في الحراسة بالبهو.
وغرف الفندق الفاخر البالغ عددها 358 غرفة مشغولة دائما بالكامل نظرا لأن اقتصاد البلاد الآخذ في الازدهار يجتذب مستثمرين ورجال أعمال من أنحاء العالم. كما أن الفندق يستضيف اجتماعات دولية كبيرة في قاعة المؤتمرات الملحقة به.
قال ألفريد كواسي وهو موظف يعمل في بهو الفندق "يجري تعزيز إجراءات الأمن منذ بداية الأسبوع... والشرطة تجئ عادة لتتحدث معنا."
وفي السنغال تنتشر قوات الأمن في الساحات والشوارع الرئيسية في الأحياء التي يكثر فيها الغربيون.
أما فندق راديسون بلو في دكار الذي يتبع نفس سلسلة الفندق الذي هوجم في باماكو في نوفمبر تشرين الثاني فقد وضع كاميرات إضافية في الداخل والخارج وأمر بوضع حواجز أمام السيارات القادمة وزاد من أعداد أفراد الأمن قبل هجمات واجادوجو بفترة طويلة.
قال يورجن يورجنسن مدير الفندق "الخطر موجود دائما بالطبع لكن يمكنني أن أؤكد لكم أننا نتخذ كل الاحتياطات للسيطرة على المبنى بأكبر قدر ممكن من الحرفية."
وفي نجامينا عاصمة تشاد التي شهدت هجمات قاتلة نفذها إسلاميون في يونيو حزيران ويوليو تموز طالبت الحكومة الفنادق بتفتيش السيارات والأفراد وزيادة التعاون مع السلطات المحلية.
* السياحة مهددة
رغم أن السياحة بالمنطقة مبتلاة منذ فترة طويلة ببنية تحتية رديئة ونفقات سفر جوي عالية.. بدت هناك أجواء تغير في الآونة الأخيرة.
فقد بدأت شركات طيران تقدم خدمات منخفضة التكلفة في العمل بالقارة ووسعت تلك التي كانت قائمة بالفعل من نشاطها. وجرى اعداد 13500 غرفة فندقية في غرب أفريقيا عام 2014 وهو ثلث إجمالي عدد الغرف الفندقية في القارة.
والسنغال واحدة من ثلاث دول بالمنطقة تجاوز عدد الوافدين إليها مليون زائر أجنبي. أما الدولتان الأخريان فهما نيجيريا وغانا. وهي تهدف لأن يزيد عدد السياح لثلاثة أمثاله بحلول عام 2025.
أما ساحل العاج فقد سجلت ثالث أكبر زيادة في أعداد الزائرين في أفريقيا عام 2014 حسب أرقام البنك الأفريقي للتنمية.
لكن فجأة.. لم تعد الصورة وردية كما كانت.
حتى في السنغال التي كانت تعتبر رمزا للاستقرار.. حثت فرنسا رعاياها على تجنب الأماكن العامة بما فيها الملاهي الليلة والملاعب الرياضية.
وفي فندق دو فير -وهو فندق رخيص يقيم حفلات أسبوعية يقبل عليها الشبان الأجانب- زاد تفتيش الحقائب وعدد حراس الأمن وتم إغلاق الأبواب الثانوية.
وقالت بينيلوبي ثيودوسيس التي تدير الفندق مع زوجها إن هناك حارسا يظل قابعا أمام الفندق في ساعات الليل. وأضافت أنها تحاول أن تبقي على الخيط الرفيع بين احتفاظ رواد المكان بالشعور بالأمان وبين تخويفهم.
قالت "لدينا تسع غرف فقط... ووجود حارس داخل الفندق سيشيع شعورا بالخوف أكثر من الطمأنينة."
أرسل تعليقك