السياحة في لبنان تدفع ثمن الحرب في سورية
آخر تحديث 15:59:56 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

السياحة في لبنان تدفع ثمن الحرب في سورية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - السياحة في لبنان تدفع ثمن الحرب في سورية

عاليه ـ أ.ف.ب

أخلّ سياح دول الخليج والمغتربون اللبنانيون هذه السنة بالموعد مع عاليه، احدى مدن الاصطياف في جبل لبنان التي تبدو مقفرة في الامسيات على عكس اعوام مضت كانت تضج خلالها بالاف السياح من أثرياء الخليج واللبنانيين المقيمين في الخارج والقادمين للعطلة وزيارة الاهل. كما معظم المناطق اللبنانية، تدفع عاليه ثمن التوترات الامنية المتنقلة المتصاعدة على خلفية النزاع في سوريا المجاورة. ويقول ضيا الجالس في مطعمه في المدينة الواقعة على بعد حوالى 15 كيلومترا شرق بيروت، "في السنين الماضية، كان ايجاد موقف لسيارة في عاليه تحديا حقيقيا. اليوم، يمكن للزوار القلائل ان يوقفوا سيارتهم في اي مكان من الشارع". المطعم الواسع الذي تحده القناطر وتزينه الزهور شبه خال. "لا توجد حجوزات لليلة" يقول ضيا. الشارع الذي كان يستحيل سلوكه في مواسم الاصطياف الماضية بسبب الزحمة، يشهد حركة خفيفة. ويقول بائع في محل حلوى في اول الشارع التجاري في المدينة "تراجع حجم الاعمال بنسبة خمسين في المئة بالمقارنة مع السنة الماضية"، مضيفا "قبل سنتين، كان الزبائن يدخلون الواحد تلو الآخر. اليوم، بالكاد نرى زبونا كل ساعتين او اكثر". كل شيء يؤثر سلبا على الحركة السياحية التي تشكل موردا بارزا للبلد الصغير ذي الموارد المحدودة: الحرب في سوريا والمواجهات الطائفية والسياسية المتنقلة، وارجاء الانتخابات النيابية، وعدم وجود حكومة منذ ثلاثة اشهر، ووجود اكثر من نصف مليون لاجىء سوري يشكلون عبئا كبيرا على الحكومة والبلد وسكانه. الضربة القاضية جاءت من دول الخليج الست التي اجمعت للمرة الاولى على دعوة مواطنيها الى تجنب المجيء الى لبنان لاسباب امنية. ويشكل الخليجيون اجمالا 65 في المئة من نسبة السياح الى لبنان. وانخفضت نسبة الزوار من السعودية والكويت وغيرها من دول الخليج بنسبة 80 في المئة بالمقارنة مع حزيران/يونيو 2012. اضيفت الى كل ذلك المواجهة المسلحة التي حصلت قبل ايام بين الجيش اللبناني وانصار رجل الدين المتشدد احمد الاسير في مدينة صيدا، اكبر مدن جنوب لبنان، وانتهت بفرار الاسير ودخول الجيش الى مقره العسكري ومقتل 18 جنديا وعدد لم يحدد من المسلحين. ومن شأن ذلك بالتاكيد ان يبعد الانظار عن كل نشاط سياحي في المدينة المعروفة بقلعتها البحرية القديمة ومتحف الصابون. ويقول رئيس نقابة الفنادق في لبنان بيار الاشقر لوكالة فرانس برس "ما ان نتلفظ بكلمة سلاح، نقتل السياحة"، مشيرا الى اقفال "300 مؤسسة سياحية في لبنان منذ بداية هذا العام". ويبدي وزير السياحة فادي عبود ثقته بان الامور ستتحسن قريبا، لكنه يؤكد ان كل الارقام في القطاع السياحي سيئة. ويقول لفرانس برس "نسبة اشغال الفنادق في بيروت بالكاد تصل الى 35 في المئة، اي ما يوازي نصف الإشغال في السنوات الماضية. خارج بيروت، الوضع كارثي، خمسة في المئة مقابل 35 في المئة عادة في مثل هذا الوقت من السنة". ورغم ان الوضع افضل قليلا في مناطق مسيحية مثل جبيل وجونية (شمال بيروت) البعيدة نسبيا عن التوترات الامنية، فان ذلك لا يغير في ان واقع السياحة متدهور جدا. وقد بدأ التراجع قبل سنتين مع اندلاع الازمة السورية، وهو يستمر انحدارا. في بعلبك حيث توجد القلعة الرومانية الاثرية المقصودة، سقطت خلال الاسابيع الماضية صواريخ مصدرها على الارجح مواقع لمجموعات سورية معارضة في الاراضي السورية، ردا على تدخل حزب الله العسكري في المعارك في سورية الى جانب قوات النظام. وتعتبر بعلبك والمنطقة المحيطة بها (شرق) معقلا للحزب الشيعي. على الاثر، اعلنت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نقل احتفالات المهرجان الى مكان آخر، والغت مغنية الاوبرا الاميركية المعروفة رينيه فليمينغ مشاركتها في المهرجان. في طرابلس، اكبر مدن الشمال حيث السوق الاثري والقلعة الصليبية والحلويات اللذيذة، اخلى السياح المكان لجولات المعارك بين سنة وعلويين وبين مجموعات مسلحة مختلفة. اما المغتربون اللبنانيون الذين لم تمنعهم في السابق الحروب والازمات من زيارة البلد في الصيف، فيبدون مترددين هذه السنة. وتقول الفيرا حوا المقيمة في مدريد والتي اعتادت زيارة لبنان كل سنة، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "يجب ان تكون مجنونا لتتوجه الى لبنان الآن. لن اذهب هذه السنة ونصحت اولادي بعدم الذهاب ايضا". وكذلك فعلت ليلى المقيمة في ميشيغن في الولايات المتحدة "في الماضي، عندما كانت تقع حوادث امنية ويقفل المطار مثلا، كنا نفر عبر سورية. اما الآن، فماذا نفعل؟". وللبنان المطل على البحر، حدود برية مع سوريا واسرائيل التي لا يقيم علاقات معها. ويقول وزير السياحة انه "تم الغاء مئتي حفلة عرس هذا الصيف" في لبنان، ما يشكل "خسارة في الربح تبلغ تقريبا مئة مليون دولار". ويصرف اللبنانيون، لا سيما المغتربون الاثرياء، مبالغ طائلة على اعراسهم. ويقول صاحب محل البسة في عاليه "هناك بعض السوريين الذين يعوضون قليلا نقص الزبائن، لكن حجم المبيعات لا يزال بعيدا جدا عن السابق"، في اشارة الى اللاجئين المنتشرين في المناطق اللبنانية، والذين تمكن ابناء الطبقة الميسورة منهم من استئجار شقق ومنازل في بيروت ومدن اخرى، بينما الفقراء يعيشون في ظروف مزرية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياحة في لبنان تدفع ثمن الحرب في سورية السياحة في لبنان تدفع ثمن الحرب في سورية



GMT 19:45 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

محمد صلاح يؤكد سعادته بفوز فريقه على ساوثهامتون

GMT 12:49 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف 4 مقابر لأطفال في أسوان أحدهم مصاب بشكل خطير

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:34 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحدث إطلالات جيجي حديد في اول ظهور لها في نيويورك

GMT 20:55 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

4 وفيات اثر حادث تصادم على الطريق الصحراوي

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

أنواع فيتامين "الأوميجا" تعمل على تغذية الجسم

GMT 14:42 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وحيد حامد في ضيافة خيري رمضان في برنامج "ممكن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates