أكدت وزيرة السياحة والاثار لينا عناب أن الحكومة ممثلة بالوزارة قامت باجراء مراجعة شاملة لقوانينها وانظمتها وتعليماتها واجراء مايلزم لتكون متوائمة مع المرحلة ومتطلباتها ومشجعة ومحفزة للقطاع السياحي.
وأكدت عناب خلال لقائها مساء امس عددا من ممثلي وسائل الاعلام العربية والاجنبية، قدرة الوزارة على معالجة مجموعة من التحديات الجديدة بطريقة منظمة من خلال المباشرة بتطبيق برنامج للتغيير وذلك للحد من مواجهة الآثار السلبية الناتجة عن الاعتماد الكبير على المواسم السياحية التقليدية.
وكشفت عن خطة لدى الوزارة لمواجهة هذه الظروف والتحديات لتخفيف من الاثار السلبية التي طالت القطاع السياحي ما يعود بالمنفعة على الاستثمار وتحقيق الاستقرار.
وأقرت الوزارة نظام إدارة المواقع السياحية بالاشتراك مع القطاع الخاص لرفع سوية الخدمات والمرافق السياحية، وتنظيم الأنشطة والفعاليات داخل المواقع الأثرية واصدار التذكرة الموحدة والتقليل من اثر السياحة الموسمية بزيادة تدفق السياح في أشهر الركود والأشهر التي تسبق وتتبع مباشرة أشهر الذروة السياحية.
واشارت الى وضع تعليمات لتفعيل نظام إدارة المواقع السياحية بهدف رفع مستوى الخدمات المساندة للمرافق السياحية المقدمة للسائح المحلي والأجنبي بطريقة تسمح بإقامة فعاليات وانشطة ثقافية لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية، اضافة إلى تشجيع المجتمعات المحلية للانخراط بهذه الفعاليات.
وبينت عناب أهميه دور القطاع الخاص وتفعيل دوره وتنشيطه وكذلك تشجيع المستثمرين على اقامة شركات مساهمة عامة تعمل على تطوير المنتج السياحي الاردني سيما ان القطاع الخاص يتمتع بكفاءة الادارة والخبرة في مجالات استثمارية تمكنه من توفير الخدمات السياحية باسعار تنافسية.
ويتمتع قطاع السياحة في المملكة بمزايا ومقومات كفيلة بجعله من أكثر الاماكن السياحية والاثرية في العالم كواجهة ومقصد سياحي للعديد من سائحي المبيت ما يبعث على الثقة والامان بقدرة المملكة على التعامل مع حالة عدم الاستقرار التي تسود العالم باجراءات وقرارات مشجعة ومحفزة لاستقدام السياح وتنشيط الحركة السياحة المحلية.
وتسعى وزارة السياحة والاثار الى التقليص من أثر التحديات الاقليمية والعالمية التي تواجه السياحة في المملكة والتقليل منها عبر تنفيذ قرارات حكومية مشجعة ومحفزة للقطاع السياحي والتي انعكست ايجابا على السياحة.
وأكدت حرص جلاله الملك على دور القطاع السياحي وأهمية هذا الدور الحيوي في الاقتصاد الوطني ومساهمته في تحقيق معدلات نمو مستدامة وتوفير المزيد من فرص العمل لأبناء وبنات الوطن، اضافة الى مدى اهتمام جلالته وتوجيهه الدائم لمجلس الوزراء بالاعتناء بالقطاع السياحي باعتباره مصدرا مهما من مصادر الدخل الوطني.
وبينت الوزيرة ان قطاع السياحة من أكثر القطاعات الحساسة واكثرها تأثرا بواقع الأحداث من حولنا، الأمر الذي جعله على مدى سنين عرضة لحالة من عدم الثبات، والحاجة الدائمة لتجديد السياسات السياحية بما ينسجم وظروف المراحل المختلفة، ومع هذا تمكن هذا القطاع الهام من تجاوز أزمات متعددة جعلت منه اليوم من أهم القطاعات الرافدة للإقتصاد الوطني.
كما وضعت الوزارة وبتوجيه مباشر من مجلس الوزراء، توجيهات جلالة الملك موضع التنفيذ لتطوير السياحة المحلية، والمنتج السياحي وفق أفضل الممارسات التي طرأت عليه وبما يسهم بالنهوض به وتعزيز فرصه.
واوضحت ان السياحة تراجعت لاسباب عدة وهناك خطة لتفاديها مبينة ان التباطؤ يمثل فرصة لاعادة النظر بما حولنا والعمل برؤية مستقبلية واعدة لصالح القطاع السياحي.
واشارت الى وجود فرص استثمارية والسعي للاستفادة منها من خلال التفكير بالمنتج السياحي والانماط السياحية بما يتوائم ومتطلبات المرحلة.
كما تسعى الى استحداث وظائف جديدة في قطاع السياحة مبينة ان السياحة هي ركيزة هامة لاقتصادنا الوطني باعتباره يمتلك قدرة فريدة من نوعها تتمثل في وصول منافعه إلى المجتمعات كافة بما فيها المجتمعات النائية.
واوضحت الوزيرة عناب أن الشراكة القائمة بين القطاعين العام والخاص التي قمنا ببنائها في مجال السياحة في ألاردن متماشية تمامًا مع أفضل الممارسات الحديثة مشيرة الى تعزيزها وجعلها أكثر فاعلية لكي تطال جميع المستويات.
ولفتت الى ان كل ما يرد في الاستراتيجية الوطنية للسياحة مرتبط ببعضه البعض، ومن أجل تحقيق هذا الهدف يجب أن نعمل على إثراء وتنويع مجموعة منتجاتنا السياحية وتنمية قدرات مواردنا البشرية للوفاء بوعد الأردن لزواره بأن يوفر لهم تجربة لا تنسى، باعتبارها ميزتنا التنافسية في المستقبل.
وتطرقت الوزيرة عناب الى ضرورة استخدام الاستراتيجيات والتكنولوجية الحديثة للوصول إلى أسواقنا، إذ سيصبح التسويق الرقمي والمعلوماتية والاتصال حجر الأساس للقطاع في الفترة المقبلة.
وقالت ان هذا سيعزز نهج التسويق المتبع في الأردن في تركيزه على الهوايات والاهتمامات الخاصة بالاسواق المستهدفة، وبالأخص تلك المتعلقة بفئات السوق الأعلى إنفاقًا.
واكدت ان الوزارة ستعمل يدًا بيد مع قادة القطاع لضمان تطوير نظام فعال في مجالي الحوكمة ومراقبة التطبيق مثمنة دور وتعاون القطاع الخاص لتطوير المنتج السياحي.
كما تنصب جهود الوزارة الان على تعزيز جهود التسويق والترويج للقطاع وتحسين نوعية المنتجات والخدمات السياحية وتنوعها وتبني ممارسات مهنية في إدارة الموارد البشرية على نطاق واسع في القطاع واتخاذ خطوات هامة تهدف إلى خلق بيئة تنظيمية أكثر تشجيعًا على تطوير قطاع السياحة من خلال تعزيز الموارد البشرية ودعم التنافسية وتطوير والمنتج السياحي.
ودعت الى التركيز بشكل كبير على رفع تنافسية القطاع الكلية من خلال إدخال تحسينات مدروسة في البيئة الداعمة للسياحية لتمكين القطاع وتعميق الشراكات بين الجهات المعنية وتوفير تنظيمات وضوابط على مستوى عالمي ورفع إجمالي عائدات السياحة من خلال زيادة متوسط مدة إقامة السياح الأجانب وزيادة عدد القادمين في مواسم الركود وتحفيز نمو سوق السياحة المحلية.
ورغم أن التحديات الإستراتيجية التي تواجه الأردن تتسم بالتعقيد وهي تضم عوامل عرض وطلب متعددة فإن مكانة المملكة واشتهار مواردها السياحية، إلى جانب تأصل عادات الضيافة وحسن التعامل لدى الأردنيين، تعد جميعها نقاط قوة رئيسة يمكن توظيفها بفعالية لتمييز الأردن بطرق فريدة وتعزيز صورته كوجهة سياحية مميزة على مستوى العالم.
واشارت الى خطة الوزارة لزيادة إجمالي أعداد السياح القادمين بالتركيز على تطوير المنتج السياحي والسياحة الداخلية وتشمل التراث الثقافي والاثار والسياحة الدينية، الإجازات الصيفية والعائلية، الصحة والاستشفاء، الرياضة والاستجمام، سياحة الاجتماعات والمؤتمرات، سياحة المغامرات ورفع مستوى وجودة الحرف اليدوية الأردنية من خلال تقديم تصاميم أصيلة عالية الجودة وتحسين الخدمات األساسية المقدمة من خلال مراكز الزوار والمعلومات والأدلاء السياحيين.
وقالت ان الوزارة تنطلق لتفعيل دور صناعة السياحة، من خلال التركيز على تميز الأردن كوجهة سياحية، وتقديرا لإسهامات السياحة في الدخل القومي من خلال رفد السوق بالعملات الأجنبية .
وإيمانا بالدور الهام للقطاع الخاص في الإستثمار والتنمية، فإن الوزارة ستعمل من خلال توجه شامل ومتكامل يعبر عن تراث الأمة وثقافتها وتاريخها وميراثها والحضارات المتعاقبة والإزدهار الإقتصادي علاوة على تعزيز القيم الإنسانية النبيلة المستندة إلى السلام والإحترام المتبادل بين الشعوب.
من جانبه، قال الامين العام لوزارة السياحة والاثار عيسى قموه ان وزارة السياحة والاثار تحرص على تعديل التشريعات الناظمة لقطاع السياحة بهدف مواكبة التطورات على جميع المستويات ما يشكل نقطة جذب للمستثمرين والسياح على حد سواء.
وبين اهمية ايجاد تشريعات تنظم عمل الجمعيات والفنادق والمهن السياحية المختلفة مثل نظام اتحاد الجمعيات السياحية ونظام المطاعم والاستراحات ونظام مكاتب وشركات السياحة والسفر ونظام الادلاء السياحيين وادارة المواقع.
وقدم مدير دائرة الاثار العامة الدكتور منذر جمحاوي ايجازا عن عزم الدائرة بناء إطار استراتيجي جديد للعمل يشمل الحفاظ على الموارد الأثرية بما يتوافق مع أفضل المعايير الدولية، وتطبيق مبدأ الإستخدام المستدام وأفضل الممارسات في إدارة الإرث الأثري، وتوفير بيئة قانونية ومؤسسة ممكنة لإدارته، وتعزيز الوعي والدعم لأهمية الإرث الأثري وقيمته، وأخيرا توفير الموارد المالية والبشرية للإستفادة من الإرث الأثري للأردن.
وأكد جمحاوي ان الدائرة تسعى من خلال تطبيق استراتيجيات العمل الجديدة إلى ربط عملها بالأسس والمعايير التي تضمن استدامتها في المحافظة على الإرث الحضاري في الأردن.
وقال مدير هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات ان الهيئة تبذل جهودا لدعم خطط التسويق السياحي من خلال التعريف بما تتميز به المملكة من جوانب التحفيز السياحي واهمها الامن والامان والتنوع السياحي، اضافة الى تعدد المواقع الاثرية وما تحمله من تاريخ حضاري طويل.
واضاف عربيات ان الهيئة تستغل الحضور الاعلامي ايا كان لدعوته الى ابراز دوره بالشكل الايجابي الذي يخدم الاردن في كل المجالات ومنها السياحة والاثار وبابراز الايجابيات دون التركيز على الامور الثانوية والتي تتسبب في تاخير عجلة السياحة وللعمل على ترويج المملكة من خلال الاشارة الى ما تحمله الاردن من عناصر جذب سياحي مميزة .
كما بين مدير المتاحف المهندس ايهاب عمارين أن الأردن غني بتاريخه، ما يلقي مسؤولية كبيرة لعرضه بطريقة تعزز روح الانتماء.
وأكد ضرورة الاهتمام بتطوير هذه السياحة وإزالة العقبات التي تواجه عملية الترويج للمتاحف ولإعطائها حقها محلياً وعالمياً، وايجاد وسائل جديدة لتنشيط ثقافة زيارة المتاحف.
ودعا إلى ضروره تصنيف المتاحف وفق الاختصاص أو بيئة المنطقة المحيطة وركز على ضرورة أن تعكس محتويات المتاحف تاريخ الأردن بحيث تبين المفاصل التاريخية التي تحكي عن بداية الحضارات، مؤكداً أن المتحف سيعمل بهدف عكس المزج والتفاعل الحضاري والثقافي.
من جانبه اوضح مدير عام المغطس الدكتور سليمان فرجات أهمية المغطس الدينية وماشهده من اعمار وزوار كونه المكان الذي عمد به المسيح عليه السلام والمعتمد رسميا من الفاتيكان.
وبين دور الاردن في رعايته والاهتمام به وجعله نقطة مضيئة على مسار طريق الحج المسيحي ودعا الاعلام الى التركيز على تلك المنطقة المقدسة.
أرسل تعليقك