قد تتحول محطة قطارات انفاق مهجورة استخدمها ونستون تشرشل كملجأ محصن خلال الحرب العالمية الثانية في لندن الى حانة او قاعة فنية في اطار خطة اطلقتها سلطات النقل في العاصمة البريطانية.
وتقع محطة "داون ستريت" في حي مايفير الراقي وقد دشنت في العام 1907 لكنها اغلقت في العام 1937 فيما يتكدس الغبار في اروقة انفاقها المظلمة منذ 83 عاما.
وقد فقدت واجهة المحطة لوحتها الا انها لا تزال تحافظ على الاحجار الحمراء التي كانت تستخدم في محطات قطارات "اندرغراوند" وهي اقدم قطارات الانفاق في العالم.
وتأمل شركة "ترناسبورت فور لندن" (تي اف ال) المعنية بالنقل العام في العاصمة البريطانية الان ان تؤجر هذه المحطة للاستخدام التجاري لتصبح بذلك اول محطة من بين سبع او ثماني محطات مهجورة اخرى تستخدم مجددا.
ويقول غراهام كريغ مدير التطوير التجاري في "تي اف ال" لوكالة فرانس برس في نفق يعاني من تشققات في حجارته "تعد المحطات المهجورة مواقع معقدة من الصعب إدارتها".
ويضيف فيما صدى هدير قطارات "بيكاديلي لاين" في محطة "غرين بارك" المجاورة يتردد في الانفاق "ليس من السهل ايجاد استخدام جديد لها. ساكون سعيدا جدا في حال وجدنا استخداما لهذه المحطة يعكس تاريخها وموقعها والفسحة الفريدة التي توفرها".
فخلال الحرب العالمية الثانية استخدمت المحطة بداية كمقر عام طارئ لخدمة سكك الحديد البريطانية.
واستخدمها بعد ذلك ونستون تشرشل مع مجلسه الحربي للاتقاء من عمليات القصف النازية قبل بناء قاعات المجلس الحربي الشهيرة في وايتهال.
والمحطة مجهزة بمطبخ وقاعة طعام وحمام استخدمها تشرشل ومعاونوه.
وتفيد السلطات ان مجموعة من الكابلات الهاتفية في احدى زوايا المحطة هي دليل على استخدامها كمركز اتصالات تحت الارض.
ويقول نيال بروللي مدير المشاريع في "تي اف ال" الذي اشرف على دراسة الجدوى للمحطة هذه "العيش هنا قد يبدو فظيعا. لكن عندما كانت القنابل تتساقط كانت توفر على الارجح شعورا بالامان".
وتنص الخطة على فتح اجزاء المحطة التي لها قيمة تاريخية امام زيارات الجمهور فيما سيتم تأجير مساحة 400 متر مربع للاستخدام التجاري.
وقد يحول نفق الى متجر للاحذية على ما تظهر رسوم وضعتها شركة الهندسة المعمارية "كارمودي غرورك" لحساب "تي اف ال".
اما الفسحة الاجمل بالنسبة للقيمين على المكان فهي بيت المصعد السابق البالغة مساحته 156 مترا مربعا.
ويقول المصممون انه بالامكان ان يحول على مستويات مختلفة الى مسرح صغير او مطعم او متجر او حانة.
وقد ابدى نحو مئة مستثمر اهتماما بالمحطة وامامهم حتى 22 حزيران/يونيو لتقديم اقتراحاتهم على ما تؤكد "تي اف ال".
ويضيف كريغ ان الفسحات الجديدة يمكن ان تبنى في غضون 18 شهرا او سنتين مشيرا الى ان المشاريع المحتملة تشمل متاحف وقاعات عرض فنية.
وقال مصدر مطلع ان المكان قد يضم متحفا للاشباح او مخزنا للاعمال الفنية.
ويمكن للمهتمين ان يلقوا نظرة على محطتين سابقتين للحصول على افكار.
فقد حول جزء من محطة "كلابهام نورث" المهجورة الى مزرعة فيما سيستضيف نفق في محطة "شارينغ كروس" استخدم في تصوير احد افلام "جيمس بوند"، عروضا سينمائية خلال الشهر الحالي.
أرسل تعليقك