انفصام فى الشخصية لـ عبد الرحمن حبيب رواية تفاصيل الوجع
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"انفصام فى الشخصية" لـ "عبد الرحمن حبيب" رواية تفاصيل الوجع

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "انفصام فى الشخصية" لـ "عبد الرحمن حبيب" رواية تفاصيل الوجع

رواية انفصام فى الشخصية
محمد عبد الرحمن -صوت الامارت

ترسم رواية "انفصام فى الشخصية" لعبد الرحمن حبيب الصادرة عن دار روافد للنشر 2018، تفاصيل الوجع الإنسانى فى لوحة باذخة، أظهرت الشقوق والشروخ الداخلية للشخصيات الأربعة المحورية بل وكل شخصيات الرواية.
 
الرواية تتناول عالم المرض النفسى بشكل جديد عبر قصة عجيبة بطلها طبيب نفسى يعالج ثلاثة من المرضى، قبل أن يصاب بمتلازمة الاندماج فى تفاصيل الشخصيات.
 
وتبرز الرواية تفاصيل الجانب العقلى عند المرضى النفسيين (المكون العقلى كاملا) من وجهة نظر المرضى أنفسهم، وهو أمر ينطوى على مفاجآت يبرزها الحكى، حيث يظهر فى بعض المناطق تفرد عجيب فى عقلية هؤلاء المرضى ورغبة زاعقة فى التميز لتقع ثنائية (رؤية المرضى كونهم مبدعين فائقين، وإحساس الآخرين بكونهم ضحايا).
 
الرغبة الفائقة فى السرد الجديد واضحة فى الرواية وهى مبنية على الموضوع الذى تنبع منه فى الغالب بعض التجليات السردية ، ففى هذا الباراجراف يلخص حاتم دغيش أزمته فى احساسه المختلف بالأشياء : "تذكرت محمود درويش، وقلت بينى وبين نفسى أن علاقته بالأشياء حركت مشروعه الشعرى بأكمله، هل كان يتلقى الإشارات من الأشياء مثلى؟ أم كان يتلقاها من عقله؟ قلت لشلة المحتالين ما فكرت فيه، ففتحا أفواههما من شدة الانبهار، أعجبا بما قلت وكأننى أخترعت اختراعا".
 
أحمد هنائى عبر أيضا عن ملخص أزمته فى هذا المقطع: "فكرة أننى مختار تعود، وإلا فما هى دلالة ما أرى وأسمع؟  صوتٌ من الماضى يطاردنى ولا أعرف كيف أفك شفرة الرسالة العجيبة التى يريد إيصالها لى، الكل أجمعوا على أن الصوت ليس حقيقا وأن ما يحدث محض هلوسة لكنى لا أصدق، ولا أستطيع نبذ الفكرة، الصوت يطاردني، لا أنساه ولا أنسى وقعه قال كلمتان :"ماجد وعائشة" من هو ماجد ومن هى عائشة؟".
 
شيريهان يحيي، الخريجة الحديثة هى الشخصية الثالثة، وتتمثل أزمتها الأولى فى التنقل ككرة البلياردو بين والديها المطلقين، وحين تروى الأحداث تقول: "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس من قائل هذه العبارة؟ مصطفى كامل ولماذا قالها ؟ كانت لاحقة من لواحق حادثة دنشواي، وما حادثة دنشواى ؟ حادثة وقعت لمجموعة من الفلاحين اعدمهم الاحتلال الانجليزى مطلع القرن العشرين لاعتراضهم على أحكام جائرة، حوار أتذكره الآن دار مع استاذ الدراسات الاجتماعية فى الابتدائية حين كنت أعبر مسيرتى كما تعبر قائدة ماهرة طريق مليئا بالوسخ والنفايات فتضع قدمها فى المكان النظيف بحذر، كأنها تلعب باليه مائي، لكنها تكتشف فى النهاية أن شذرات من الوسخ قد علقت فى حذائها ومنه تسربت إلى قدميها وأحشائها".
 
وإذا تطرقنا إلى المخطوطات التى تركها المرضى بعد رحيلهم إلى مكان غير معلوم فسنجدها نوع من الأعمال الإبداعية للمرضى الثلاث، وقد عثر عليها بطريقة غامضة، المخطوطات تضمنت أيضا مخطوطة للطبيب عصام محسن.
 
فى مخطوطة لأحمد هنائى بعنوان كتاب الذئب يقول:" اقترب الذئب منى فلم أدر لماذا تذكرت قصة سيدنا يوسف، والذئب المتخيل الذى صنعه إخوته من خيالاتهم، قطار البشرية الذى يمر فى رأسى استعيده الآن. تتكاثف تلك اللحظات فى رأس الإنسان ساعة تحيق به مخاطر مثلما ألاقى الآن، لا يفتح الذئب فاه ولا يتحرك. ظله فقط هو الذى يتحرك وإذ يتحرك فإنه يغمر من كل زاوية واتجاه. وإذ يقترب منى ويغرز أظافره فى لحمى أوقن فجأة أننى سأعبر المنعرج وأتخطى الخطر، وأرى سحابة عجيبة فى السماء تخرق الليل، تحملنى هذه السحابة حتى أمر بها من فوق الذئب فأختفى وأظهر".
 
وفى مخطوطة حاتم دغيش: "إذ أستخدم التشبيهات أجدها تفتح مجالات أخرى لفهم المعني، بل إنها تمنح المعنى نفسه معنى جديدا. معنى إضافيا لا تجلبه إلا الكتابات الأدبية. يفتح التشبيه مجالا أكبر للغة. هو طاقة القدر لها بلا شك، ومعينها الذى ينبض، التشبيه بالنسبة لى هو المجاز الأكبر، وطاقة البلاغة التى دلت على المعانى كلها" .
 
أما الطبيب فقد وضع المبرر لهروبه مع المرضى فى المخطوطة الأخيرة: "لماذا انحزت لهؤلاء الثلاثة تحديدا؟ يبدو أن بروزهم دفعة واحدة جعل الحقيقة التى كنت أهرب منها أكثر كثافة، وهى أننا نخون ما نفعله، ونحطم ما أردنا لإرادتنا أن تصل إليه فى الأساس".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفصام فى الشخصية لـ عبد الرحمن حبيب رواية تفاصيل الوجع انفصام فى الشخصية لـ عبد الرحمن حبيب رواية تفاصيل الوجع



GMT 04:44 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"ميثولوجيا الأيام" هل عاش العرب فى "الأساطير"

GMT 23:32 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"التسامح فى الثقافة العربية" هل نعرف فضيلة الاختلاف

GMT 01:11 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

"خالد عزب يكتب" حينما تدفق الذهب من القاهرة لإسطنبول

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية

GMT 21:47 2020 الخميس ,13 شباط / فبراير

موديلات عباية مخصّرة تفضلها النجمات

GMT 08:04 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"نينتندو" تطلق لعبة "Mario Kart Tour" رسمياً لمنصتي "أندرويد" و"iOS"

GMT 02:24 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

9 أسباب تجعلك تشرب حليب القرفة كل ليلة قبل النوم

GMT 19:53 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في لبنان اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2019
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates