في ظلمة غيابك احلم
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"في ظلمة غيابك.. احلم"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "في ظلمة غيابك.. احلم"

عبد الغني بن الشيخ

ينقطع التيار الكهربائي فجأة ، يعمّ الظلام الدامس فتنمحي اشياء الغرفة في سواد داكن رهيب .. م تُبدي انزعاجا كبيرا هذه المرة، ولا سارعت كما كلّ ليلة تتلمّس شمعة من شموع عيد ميلادها التي باتت تضعها كل مساء عند طرف طاولة الزّينة، تحسّبا لأي طارئ، بل ألقت بجسدها المتعب على السرير الذي كانت تقف بجانبه ،غارقة في صمت رهيب، ما فتئ يتحوّل إلى صرخات عميقة راحت تتفجّر في نفسها، لتتسلّل إلى شفتيها فتخاطب طيف شبحها في الظلام الداكن: وليكنْ، هي هكذا الأحلام الجميلة تجيء دوما في الظلام، تكبر في الظلام، تُضمِّخ الليل بعطور الحنين فيتنسّم العشّاق من ياسمينها اللّيلي، ينتشون من فيضها، يرقصون، يهيمون.. منذ عام وأنا أتلصص خلف نافذة الغرفة، أرقب مجيئك صباحا مساءً فلا تأتي ..سمعت كل أغاني الشوق ،أعدت سماعها ألف ألف حنين وما جئت، أهرقت كل حروفي، سكبت من جرار الحزن ما لا يطيقه جسدي النحيف ،أما تأتي؟ مدت يدها تتلمّس موضع الهاتف النقال، ضغطت على زرّ من أزرار لوحته ، ضوء خافت أزرق اللون، تتوسّطه صورة الحبيب، يبتسم لها، صورة تذكّرها به على الدوام ،فلم يبق منه أثر سوى تلك الصورة، رقمه لم يعد في الخدمة، بريق عينيه السوداوين يزيدها شوقا إلى لقائه، يرسل لها رسائل الوجد النابض فيها، ملامح وجهه المتموّج بالدفء كشاطئ هادئ عند المساء.. عيناها غارقتان في عينيه في ضوء شاشة الهاتف النقال وقد استحالت بحيرة بجع كبحيرات العشاق ..ماذا لو؟ مسحت بأصابعها على وجهه، أحست بنبضه ،خفق قلبها( أحبك ) لاح في وسط الشاشة رقم يومض ..تبعه رنين الهاتف النقال .. أيكون رقمه؟ توهّج مصباح الغرفة من جديد، انقطع الرنين للحظة، انبعث لهيب أنفاسها، تأففت.. صرخت: اللعنة على من يقطع أحلامنا وأنفاسنا كل ليلة..

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ظلمة غيابك احلم في ظلمة غيابك احلم



GMT 17:05 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 16:57 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 02:34 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 02:54 2022 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مسرح "الراويات" المنسي والمغيب

GMT 17:52 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

صوت الملامة

GMT 23:53 2021 الأحد ,18 تموز / يوليو

بانتظار الربيع

GMT 08:41 2021 الثلاثاء ,25 أيار / مايو

تراتيل

GMT 20:29 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

"أحبك أكثر"

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates