الرياض - صوت الامارات
يعرض "السيتكوم" الشبابي الكوميدي السعودي Cut"" قصة أربعة شبان سعوديين، في رحلة جامعيّة في الولايات المتحدة الأميركية، بهدف دراسة السينما وصناعة الأفلام في هوليوود، ويخرجه المخرج أسامة الخريجي، ومن تأليفه بمشاركة أسامة صالح وورشة من الكتاب الشباب، وإشراف عام للنجم ناصر القصبي، أما البطولة فلكل من يوسف الدخيل، وفهد البتيري، وأسامة صالح، ومحمد الشعيبي، ونوره البدر، ومجموعة من الممثلين والضيوف. ولا يكتفي العمل بتصوير ما يجري مع الشبان الأربعة بين جدران الجامعة، بل يغوص في تفاصيل حياتهم ويضيء على خلفياتهم، معرجًا على المواقف التي يتعرضون لها على المستويين الشخصي والإنساني، ومضيئًا على الأسباب الحقيقية لكل منهم لاتخاذ خيار السفر.
وقال مؤلف العمل ومخرجه، أسامة الخريجي: "بدأنا التحضيرات والتجهيزات ثم الكتابة في كانون الثاني / يناير 2016، تحت إشراف النجم ناصر القصبي الذي رافقنا وأشرف على كل التفاصيل منذ كتابة السطر الأول، وحتى بدء التصوير في حزيران / يونيو من العام نفسه، كما رافقنا في تشكيل الشخصيات ضمن اجتماعات ثلاثية ضمتنا مع الكاتب والممثل أسامة صالح، وأعطانا القصبي وجهة نظر موضوعية مفيدة من دون أن يفرض علينا رأيه، وأفادنا كثيرًا بخبرته، وعملية التصوير تمت كلها في لوس أنجلوس، واحتاجت نحو ثلاثة شهور لإنجازها قبل دخول مرحلة المونتاج والميكساج". وأبدى الخريجي تفاؤله بأول عمل ينفذ بهذه الطريقة، مضيفًا: "حاولنا تقديم البيئة السعودية في قالب مختلف بعض الشيء عن المعتاد". وأوضح أن "السيتكوم" يحوي خطوطًا درامية مستقلة ومتشابكة تتعلق بطبيعة المشاكل والمواقف التي يتعرض لها أبطاله، وتظهر من خلالها العديد من المواقف الكوميدية الطريفة، وتضيء الحلقات على قضية السينما في السعودية، وإبراز القدرات الفنية والإبداعية لدى الشباب السعودي في صناعة الأفلام، ثم استعراض الإشكاليات التي يقع فيها المغتربون السعوديون، وتوثيق قصص واقعية لطموح وإصرار شباب على الوصول لطموحهم، وصناعة محتوى سعودي ترفيهي كوميدي بجودة ومعايير "هوليوودية".
وبعد حصوله على ماجستير في الإنتاج من أكاديمية نيويورك للأفلام، يخوض الممثل محمد سيف تجربة الكوميديا في "Cut" مؤديًّا شخصيّة ساري الحسن، وهو شاب سعودي من أهل الرياض ومن أم أمريكية، عاش وترعرع في السعودية، وعاد إلى أميركا بهدف دراسة صناعة الأفلام، فأتقن اللهجة الأميركية وهو ما جعله مقربًا أكثر من زملائه السعوديين إلى الأميركيين. وقال سيف: "باعتبار أن والدته أميركية يجد ساري نفسه تائهًا بين عالمين وبيئتين مختلفتين، ولأي وطن عليه الانتماء، ونكتشف في سياق الأحداث كيف سيكون اللقاء مع والدته التي لم يلتقيها منذ كان في سن السابعة، الشاب قصد أميركا لمتابعة دراسته لكن السبب الخفي هو إيجاد والدته". وعلى مستوى التصوير والتنفيذ، قال سيف: "استفدنا كثيرًا من طريقة العمل المتطورة في هوليوود في إطار صناعة المسلسلات".
أما الممثل والكاتب يوسف الدخيل، الذي عُرف في حلقات كوميدية عبر "يوتيوب"، فيجسد شخصيّة بسّام موفق في "Cut"، وهو شاب طموح وحالم من أهل الجوف وسكان الرياض، وهو جاد ومثابر لكنه فوضوي وغير مبال بالعواقب، وجرأته ممزوجة بلا مبالاته، وهو ما يوقعه في مشاكل قد تصل إلى مخالفة الأنظمة والقوانين والتورط بقضايا جنائية بحسن نية. ويصف الدخيل الشخصية التي يقدمها بالقول: "إنها شخصية غير سوية، وليس ناضجًا رغم بلوغه منتصف العشرينات، ويبدو ذو شخصيّة قوية لكنه في الواقع ضعيف وتتغيّر مبادؤه، ويحاول أن يحقق النجاح في مجال السينما، أهل الديرة يلتمون على بعضهم البعض في الغربة، لذا علاقته قوية مع جميع الشبان السعوديين ولاسيما مع شريكه في السكن عبد الرحمن، هذا العمل تجربة شبابية جديدة على المشاهد السعودي والعربي، ونتمنى أن تكرس في المرحلة المقبلة".
ومن جهته، شارك أسامة صالح في كتابة بعض الحلقات مع الكاتب والمخرج أسامة الخريجي، وورشة الكتاب المؤلفة من مجموعة من الشبان السعوديين، كما عمل على تنفيذ مجموعة من الحلقات، وهو حائز على ماجستير في صناعة الأفلام من جامعة أكاديمية الفنون في سان فرانسيسكو. ويقدم صالح في "Cut" شخصية فيصل الصالح الذي يعشق الفن، وشغوف بصناعة الأفلام، ويعيش صراعًا داخليًا مع نفسه، وهو شاب من الرياض محافظ فكريًّا، ويعيش تناقضًا بين مبادئه وواقعه. وأوضح صالح أن العمل يشكل محاكاة لـ"السيتكوم المعاصر"، مثنيًا على التناغم والانسجام بين الممثلين وفريق العمل السعودي والأميركي منذ بدايات المشروع، قائلاً "عملنا كروح واحدة".
أما فهد البتيري، فيطل في شخصية عبد الرحمن البدر، الذي يعيش قصة حب من طرف واحد مع رنا، لكن مع الوقت تتقرب منه وينجح في كسب احترامها وحبها، ويوضح البتيري أن الشاب كان متشددًا دينيًا وتغير مع الظروف، وقرر أن يدرس الإخراج في هوليوود، مبينًا أن البدر من محافظة الشرقية ومن خلفية ملتزمة دينيًا، حتى تغير جذريًا بمرور الوقت بسبب ظروف معينة وتجارب مر بها في الحياة، وهو شاب عصامي وأكبر الشباب سنًا، وتعيقه بعض التجارب عن استكمال مشواره الأكاديمي والدراسي، كما أنه شخصية عبثية وحادة الطباع وشديدة الاعتداد بنفسها، ويردد أمثالاً طوال الوقت، ويكون غريب الأطوار أحيانًا.
والجدير بالذكر أن العمل يبدأ باليوم الأول للطلاب الأربعة في قسم صناعة الأفلام في الأكاديمية، وينتهي بحفلة تخرجهم، ومن خلال هذا الاستعراض الزمني تظهر الكثير من المشاكل المتعلقة بالدراسة وصناعة الأفلام واختلاف الثقافة والتعايش والعلاقة بالجنس الآخر، وتُعالج بعض هذه المشاكل في ذات الحلقة وبعضها يستمر لحلقات متعددة والقليل منها يبقى بنهاية مفتوحة.
أرسل تعليقك