دبي - صوت الإمارات
على الرغم من البيئة القاسية التي تتسم بها الصحراء، إلا أن البدو تمكنوا من التآلف مع بيئة قليلة الموارد، فنشأت في الصحراء ثقافة سائدة حتى اليوم من خلال التقاليد الاجتماعية للقهوة العربية والتمر والربابة، إلى جانب إتقان مهارات الطبخ والتدبير المنزلي، وتبقى الحكايات حول التاريخ قائمة من خلال سرد القصص حول الصحراء .
ولطالما شكلت القهوة العربية ولا تزال تقليداً ثقافياً يومياً في حياة العرب وخاصة البدو، وذلك لارتباطها بالعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، حيث إنها فن قائم بحد ذاته من خلال أسلوب تقديمها وتحضيرها .
وتتواصل يوميا في المهرجان ورشة عمل حول صناعة القهوة التقليدية العربية الإماراتية بأنواعها المختلفة وفن تقديمها مصحوبة بعزف على الربابة، لتؤكد مدى ارتباط الإنسان ببيئته المحيطة بمختلف عناصرها، إذ إن القهوة كما يقول راشد القايدي اتخذت مكانتها منذ القدم حيث لها بعض العادات المصاحبة لتقديم القهوة ذات المغزى الاجتماعي من قبيل تقديمها للضيف باليد اليمنى وهزّ الفنجان في حال اكتفى الضيف بفنجان واحد .
وأضاف أن من تقاليدها ألا يُسأل الضيف عمن هو ولا عن سبب زيارته ولا عن وجهته أو الجهة التي جاء منها إلا بعد أن ينتهي من شرب القهوة التي ينبغي أن تكون دائماً متوافرة في مجلس البيت ويكون متوافرا لها رجل يعمل على خدمتها فلا تخمد نارها أو ينطفئ جمرها، لأن القهوة ينبغي أن يتم تقديمها دائماً ساخنة وطازجة وعسيرة على الشرب دفعة واحدة، ومن عادات تقديمها كذلك أنه إذا قدمت في مجلس صاحب البيت باردة، فإن ذلك يمثل عدم احترام للضيف.
وجرت العادة على أن يتم تقديم القهوة بكمية ضئيلة في الفنجان، أما إذا تمّ تقديم الفنجان ممتلئاً للضيف فذلك تعبير عن عدم رغبة المضيف في استقبال الضيف لأمر ما، وبالتالي يطلب منه إنهاء زيارته بأسرع ما يمكن، مشيراً إلى أن تناول القهوة ارتبط بالتمر، إذ يُقدَّم للضيف سابقاً على القهوة، وهذا نوع من التعبير عن الكرم تجاه الضيف، إذ إن التمر هو من نتاج البيئة المحلية للجزيرة العربية والمتوافر دائماً، بالتالي من غير الممكن لكريم طبع ونفس ألا يقدمه لضيفه، كما أنه لم يكن لدى تلك المجتمعات سوى التمر وليس الفاكهة .
أرسل تعليقك