عمّان-صوت الامارات
أثنى شعراء وكتاب أردنيون على الدور الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الثقافي والأدبي والفني، مؤكدين اهتمامها بمبادرات من شأنها تطوير وتفعيل الحالة الثقافية والإبداعية على جميع مستوياتها، مستشهدين بمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان عام 2016 عاماً للقراءة، وببيوت الشعر التي تقيمها دولة الإمارات في عواصم البلاد العربية، وبمعارض الكتب، وبالبرامج المختصة التي أعادت الشعر، النبطي والفصيح، إلى الواجهة وأعادت إليه جمهوره، كما أشادوا بمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم» التي تدعم انتشار الكتاب العربي والمترجم بصورة غير مسبوقة، كذلك مبادرة «تحدي القراءة العربي» وأثرها في تشجيع النشء على القراءة.
وقال الشاعر محمد معايطة إن إمارة الشارقة تعد مركزاً دائماً للثقافة العربية بكل أقطابها وأشكالها، لافتا إلى أن معظم المسابقات ومعارض الكتاب الأهم عربياً تحتضنها دولة الإمارات، حتى أنها أصبحت قبلة كل من يهتم بأخبار الشعر والأدب والمسرح، وهنا يقول معايطة: «على ذكر المسرح مثلاً، نجد هذا الاهتمام البالغ من الدولة نفسها ليس فقط بتطوير المسرح الإماراتي، وإنما العربي كذلك».
ويضيف صاحب كتاب «لم أفقد دهشتي بعد» «من جانب آخر، تقوم الإمارات بمبادرات دورية من شأنها تطوير وتفعيل الحالة الإبداعية على جميع مستوياتها، ما يبني وعيا جديداً من شأنه محاربة ظلام الحال العربية سياسياً وثقافياً، ومن خلال تركيزها على الثقافة استطاعت دولة الإمارات أن تخلق هذا الوعي وتضيء كشمعة تلعن الظلام والاقتتال، كيف لا وبالشعر والأدب والمسرح والموسيقى وببناء ثقافة واعية لا استهلاكية تستطيع بناء جيل جديد قادر على وضع البلاد بمصاف الدول المهمة والمتقدمة».
ويقول الشاعر والناشر سلطان القيسي «ليس بوسع أحد إنكار الدور الذي تقوم به الإمارات العربية المتحدة في دعم الثقافة على المستويين المحلي والعربي، فقد ساهم برنامج شاعر المليون الذي قامت عليه سابقا بإعادة الشعر النبطي بوصفه فناً تراثياً خليجياً إلى الواجهة، كما أنها سلّطت الضوء على الشعر العربي لا سيما الكلاسيكي الذي يكتبه شعراء اليوم من خلال برنامج «أمير الشعراء»، إلا أن الدور الثقافي الأكثر أهمية الذي تقوم به يبدو جليًا في كل من مشروع كلمة الذي يختص بالترجمة بأشكالها، وخصوصا الأدبية، فضلاً عن دور «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم» التي ستدعم انتشار الكتاب العربي والمترجم بصورة غير مسبوقة في وطننا العربي، وها نحن نتوسم في ذلك خيراً».
ويعدد الكاتب عبد الله الزيود الأدوار الريادية المهمة لدولة الإمارات على الصعيد الثقافي العربي، في مجالات ثقافية متعددة من أهمها: الترجمة السريعة لأهم الكتب التي تصدر في العالم، الاحتكاك الذي توفّره معارض الكتاب التي تستضيف كبار المفكّرين والأدباء في العالم، المسابقات التي تحفّز الأدباء على الإبداع، ثم مبادرتها الرائدة لتشجيع النشء على القراءة «تحدي القراءة العربي» (50 مليون كتاب خلال عام دراسي).
ويسرد لنا الزيود تجربته الشخصية كمدرِّس، وككاتب ويقول «مع بداية العام الدراسي انطلقت مسابقة القراءة على مستوى الوطن العربي، ومنذ بداية العام وحتى الآن، قرأ كل طالب من طلاب مدرستنا المشاركين ما لا يقل عن 10 كتب متنوّعة في مجالات العلم والأدب، والفنون وغيرها».
وأضاف «صار للطلاب أن يحملوا كتابًا بين أيديهم وهم ينتظرون قدوم حافلة المدرسة. طلاب في الصف الخامس الابتدائي يتكلمون فيما بينهم عن غسان كنفاني وميخائيل نعيمة وفان جوخ، عن مزرعة الحيوان لجورج أورويل، وعن القصص العالمي، يتناقشون بمعلومة عن حياة مارتن لوثر كنج، يرسم طفل لآخر خريطة لقارة أفريقيا، ثم يتصايحون حول الفرق بين سوازيلاند، وسويتزرلاند، إنها متعة للعين، للقلب، والروح أن نرى أبناءنا مندفعين إلى كل هذا في هذا الوقت المبكّر من العمر».
أرسل تعليقك