أبوظبي – صوت الإمارات
أكد الكاتب جمعة اللامي: "إنه اختار الابتعاد عن الصحافة، حتى لا يؤثر مشروعه الإعلامي في مشروعه الإبداعي والثقافي"، مشيرًا إلى أن "الكتابة هي صوته، وقد يؤدي الانغماس في الحياة إلى خفوت هذا الصوت أو توقفه، ولذلك اختار أن يبتعد عن الكتابة الصحافية عن قناعة كاملة".
وكشف اللامي أنه "كان يكتب عمودًا يوميًا في جريدة (الخليج) بعنوان (مراقب)، كما سبق وكتب عمودًا تحت اسم نسائي مستعار هو (مريم النعيمي)"، نافيًا أن "تكون لغة الصحافة يمكن أن تؤثر في اللغة الأدبية للكاتب"، مرجعًا ذلك إلى أن السرد هو الأساس في الكتابة على تعدّد أشكالها: "فالصورة سرد، والبرقية سرد وكذلك الرسالة.. والسرد دائمًا موجود، ومادام الكاتب يعي ما هو السرد بشكل صحيح، لا خوف أن تأخذ اللغة الخبر التقليدي إلى الرواية، فالرواية تحقيق صحافي ناجح".
وعن اهتمامه باللغة في كتاباته، قال اللامي، خلال الأمسية التي نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أول من أمس، بعنوان "تجربة وحوار": إن "اللغة هي كل شيء، العقل واللسان والوجود والهوية، من هنا كان اهتمامي بها، فاللغة هي البلاغة وهي الإيجاز وهي الأسلوب، والأسلوب هو الإنسان".
واستعرض اللامي، خلال الأمسية التي قدمتها الكاتبة مريم الساعدي، جوانب من تجربته الممتدة على ما يقرب من 50 عامًا، وبصمته الخاصة في السرد العربي الحديث، من خلال البيئة التاريخية في العراق، لافتًا إلى أن "الجمهور العام كان يعرفه كصحافي أكثر منه كاتبًا".
وأضاف "الكاتب الحقيقي هو إنسان حقيقي، وعندما يضع الكاتب قدمه على الطريق الصحيح، فإنه يترجم لنفسه في نفسه، ويخلق تفرّده من خلال أسلوبه الخاص".
وانتقد اللامي، الذي قدم العديد من الكتابات القصصية والروائية التي حظيت باحتفاء النقاد، النظرة الجامدة في النقد التي يتبعها البعض، داعيًا إلى البحث عن الجمال والاحتفاء به في الكتابة بمختلف أجناسها وأشكالها، فالكتابة هي الجمال، والفن الحقيقي لابد أن يقود إلى الجمال، وعظمة الجمال تتجلي في قدرته على تحويل الفكر إلى فن، مضيفًا: "نحن نفتقد إلى الاهتمام بعلم الجمال، رغم أن تاريخنا وتراثنا يحفل بكثير من التجارب الراقية عنه، ويكفينا النظر في القرآن الكريم وما يحوي من جمال وبلاغة".
وتضمنت الأمسية عرضًا لفيلم تسجيلي، تضمن شهادات مصورة لكتّاب ومبدعين عرب حول تجربة الكاتب الضيف.
ويذكر أن جمعة اللامي هو روائي وقاص عراقي، مقيم بدولة الإمارات منذ سنة 1980. ونشرت أعماله الأدبية في الصحف والمجلات العربية منذ سنة 1965، كما جرى تكريمه بجوائز عدة، وتُرجم الكثير من أعماله الأدبية إلى عدد من اللغات.
أرسل تعليقك