أعلنت دولة الإمارات عن تدشينها سلسلة حلقات نقاشية يقودها خبراء حول الاتجاهات الناشئة في مجال المرأة والسلام والأمن وذلك خلال حلقة نقاش أقيمت اليوم لاطلاق دراسة عالمية لمراجعة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325 الصادر قبل 15 عاما.
وتسهم الحلقات النقاشية بشكل كبير في هذه الدراسة العالمية فيما يتعلق بتقييم التقدم المحرز والتحديات التي تواجه تنفيذ هذا القرار المعني بالمرأة والسلام والأمن الصادر عام 2000.
ونظمت بعثة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة حلقة النقاش بالتعاون مع كل من هيئة الأمم المتحدة للمرأة والبعثة الدائمة لايرلندا لدى المنظمة الدولية وبحضور فومزيلي ملامبو - نجوكا المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى جانب عدد من الممثلين رفيعي المستوى من بعثات كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وناميبيا وأذربيجان وفيتنام وغيرها.. ولم تقتصر مساهمة دولة الامارات على تنظيم حلقات نقاشية بل تضمنت أيضا تقديم مساهمة مالية.
جدير بالذكر أن القرار 1325 يقر بأهمية مشاركة المرأة وإدماج المنظور الجنساني في مفاوضات السلام وتخطيط المساعدات الإنسانية وعمليات حفظ السلام وبناء السلام بعد انتهاء حالات الصراع والحوكمة.
وتصب نتائج الدراسة العالمية المتوقع استكمالها بحلول منتصف عام 2015 في المراجعة العالمية رفيعة المستوى المقرر إجراؤها في شهر تشرين الثاني 2015 حيث تسلط الضوء على أفضل الممارسات والتحديات الحالية.
وفي حين أن النساء يشكلن تقريبا نصف موظفي الأمم المتحدة - فإن نسبة 60.2% منهن يعملن في المستوى "P1 - بي 1 " الموظفين المبتدئين .. فيما يشكلن أقلية في المناصب رفيعة المستوى حيث يشغلن نسبة 27.4 % المائة فقط من موظفي الأمم المتحدة الذين يشغلون درجة مدير" D2 - دي 2 ".
وتشكل النساء في عمليات حفظ السلام والبعثات السياسية الخاصة أقلية بنسبة 29% فقط من الموظفين الدوليين ونسبة 17% من الموظفين المحليين.
وعلى مستوى جميع عمليات حفظ السلام هناك ثلاث وحدات شرطة نسائية فقط منتشرة في هايتي وليبريا والكونغو.. و من بين 16 عملية لحفظ السلام تقود النساء خمس عمليات فقط وذلك من قبل ممثلات خاصات عن الأمين العام.
وتتطلع دولة الامارات من خلال تنظيمها لسلسلة الحلقات النقاشية إلى استشكاف جوانب جديدة في الدراسة بما في ذلك دور المرأة في مكافحة التطرف العنيف واستخدام التكنولوجيات الجديدة في التوعية والحماية مع توجيه اهتمام أكثر لعدد أكبر من الجوانب التقليدية كإصلاح قطاع الأمن والتمكين الاقتصادي.
وقالت السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الامارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة في نيويورك في تصريح لها " نأمل أن تسهم هذه العملية في دعم الدراسة العالمية وتوسيع نطاق المعرفة بشأن هذه المسألة الهامة .. مشيرة إلى أن كل حلقة نقاشية سيصدر عنها ملخص للمناقشة يعكس وجهات النظر التي تم تبادلها بين الدول الأعضاء والذي سيتم إعداده بالمشاركة مع معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن ".
ولإبراز أهمية هذه المبادرة في تأكيد دعم الإمارات الطويل الأمد للمرأة كعامل تغيير أكدت سعادة السفيرة نسيبة أن دولة الإمارات تسعى نحو المشاركة الكاملة للمرأة في المجتمع على جميع المستويات.
وأضافت " أن استراتيجيتنا الوطنية للنهوض بالمرأة تولي اهتمامها لدعم مشاركتها في القطاعين العام والخاص وتحقيق المساواة بين الجنسين في تطوير سياساتها وبرامجها وتشريعاتها في جميع المجالات".. مشيرة إلى أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة - تقف على رأس قائمة النساء اللاتي أسهمن في التغيير من خلال سعيها لتنفيذ استراتيجيات تمكين المرأة في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ".
ولفتت إلى أنه نتيجة لتلك السياسات المحلية يوجد في دولة الإمارات الآن أكبر عدد من النساء الوزيرات في المنطقة وتشهد أعداد القاضيات والمدعيات العامات والمحاميات تزايدا مستمرا.
وأشارت إلى دور دولة الامارات كنموذج للتسامح والاعتدال في منطقة تشهد تطرفا متزايدا .. وقالت " لن نسمح للتطرف بتهديد القيم الانسانية العالمية والتسامح والتنوع الديني" .. ولفتت إلى أن هذه هى المبادىء والقيم التي تتمسك بها دولة الامارات بقوة والتي ترى أن دور المرأة في تخفيف ومنع وتسوية الصراعات - يحتل مركزا رئيسيا في أولوياتنا الوطنية وللدول الأخرى في المنطقة وأن دور المرأة في محاربة التطرف العنيف والوسائل العملية لاشراكها في مرحلة مبكرة يعتبر أمرا أساسيا".
من جانبه قال سعادة ديفيد دوناهيو المندوب الدائم لإيرلندا لدى الامم المتحدة " إن الدراسة العالمية ستوفر فرصة ممتازة لتقييم ما حققناه على مدى الخمسة عشر عاما الماضية والاستفادة من المجالات التي حققنا فيها انجازات إلى جانب استعراض الاتجاهات السائدة وملء الفجوات المعرفية ودراسة التحديات المستمرة والناشئة والتعلم من الدروس المستفادة والممارسات الجيدة في مختلف المناطق .. مشيرا إلى أن هذه الجهود ستكون حاسمة في وضع جدول أعمال سياسات عالمي يسهم بشكل أفضل في الجهود المستقبلية للتوعية بدور المرأة في تحقيق السلام والأمن معربا عن سروره لتقديم ايرلندا مساهمة مالية إلى الدراسة".
وقالت فومزيلي ملامبو - نجوكا المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة " إنه في أحيان كثيرة تصبح المكاسب في مجال السياسة العامة وتأثيرها الحقيقي ليس مؤشرنا للنجاح وهذا يجب أن يتغير.. لافتة إلى أنه يجب علينا تقييم خططنا والتأكد من أنها خطط عملية وممولة بشكل كاف.. ببساطة نحن بحاجة إلى تحقيق المزيد من النتائج للنساء والفتيات ".
وأوضحت راديكا كومارسوامي القائمة على الدراسة الممثلة الخاصة السابقة للأمين العام لشؤون الأطفال والصراعات المسلحة والمقررة الخاصة السابقة للعنف ضد المرأة - أن الدراسة ستركز على تأثير أوقات النزاع والسلم على النساء والفتيات مؤكدة أنها ستتواصل بشكل مباشر مع النساء المتضررات من النزاع لنقل تجاربهن وأفكارهن كجزء من التوصيات المتعلقة بالسياسات التي ستصدر عن الدراسة.. مشيرة إلى أن دولا أخرى عديدة تعهدت خلال حلقة المناقشة بتقديم مساهمات مالية.
وتتزامن الحلقات النقاشية التي ستنظمها دولة الامارات والتقرير النهائي الذي سيصدر عنها بصورة مناسبة مع عمليات استعراض السياسات الرئيسية والنقاشات الآخرى التي ستجري العام المقبل كمناقشات جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015 واستعراض العشرين عاما لإعلان ومنهاج العمل بيجين.
أرسل تعليقك