أكد المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب تأييده للخطوات التي اتخذتها وتتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على أمنها وضمان استقرارها واستمرار نهضتها وتنميتها وبخاصة ما اتخذته من إجراءات لمواجهة الإرهاب ومن يدعمونه.
جاء ذلك في البيان الختامي لاجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب التى افتتح اعمالها فى ابوظبي معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع يوم 20 يناير الجاري واستمرت 3 ايام برئاسة محمد سلماوي الأمين العام للاتحاد ومشاركة يوسف شقرة النائب الثاني للأمين العام والوفود الممثلة لاتحادات وروابط وجمعيات الأدباء والكتاب العرب في مصر السودان تونس الجزائر المغرب فلسطين الأردن سوريا العراق الإمارات العربية المتحدة الكويت البحرين سلطنة عمان واليمن.
كما اكد البيان تأييده لموقف الامارات العربية المتحدة والتأكيد على حقها الثابت في استرداد أراضيها بكل السبل وإدانة الاستمرار في احتلال جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى باعتبارها جزءا عزيزا من دولة الإمارات العربية المتحدة وإدانه ما تقوم به إيران من تغيير لهويتها العربية.
واعرب المجتمعون عن شكرهم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وقيادة دولة الامارات لدعمهم واحتضانهم لهذا الاجتماع ولاتحاد كتاب الإمارات ومجلس إدارته وللشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس الإدارة على استضافة هذا الاجتماع بعد تعذر انعقاده بالكويت المضيف الأصلي والبحرين المضيف الاحتياطي.
ودعا المجتمعون الى ضرورة احترام علاقات حسن الجوار بين الدول وشجب التدخل السافر لإيران في الشأن الداخلي لمملكة البحرين مما يعرض منطقة الخليج لخطر التدخل الخارجي المرفوض شكلا وموضوعا في شؤون الدول العربية.
ووافق الاجتماع على اقتراح اتحاد كتاب المغرب واتحاد كتاب وأدباء الإمارات على تكريم المترجم العربي الفلسطيني صالح علماني أثناء اجتماع المكتب الدائم في طنجة بالمغرب مايو المقبل وفي المؤتمر العام السادس والعشرين في أبوظبي نهاية هذا العام وعلى مقترح وفد الإمارات بتخصيص العام 2015 عاما للمفكر والناقد المصري لويس عوض وتخصيص العام 2016 عاما للغة العربية واختيار يوم الحادي عشر من ديسمبر من كل عام يوما للكاتب العربي .
واعلن اتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ان اتحاد كتاب المغرب سيستضيف الاجتماع القادم للمكتب الدائم في نهاية مايو القادم بمدينة طنجة المغربية مع تنظيم ندوة فكرية مصاحبة للاجتماع تحت عنوان "الدين والسياسة: نحو تجديد الخطاب الديني" فيما سيستضيف اتحاد كتاب مصر في نهاية أبريل المقبل تخصيص جائزة القدس للعام 2015 في مجال السرد القصصي والروائي حيث وافقت "الألكسو" على المساهمة في قيمة الجائزة بمبلغ 10 آلاف دولار سنويا .
كما اقترح المجتمعون تسمية الاجتماع الدوري للمكتب الدائم والندوة المصاحبة له باسم شخصية من القطر الذي يعقد فيه وتكون هذه الشخصية إبداعية أو فكرية.
وطالب المشاركون في المكتب الدائم بتضمين التشريعات الخاصة بحرية التعبير بالدساتير وتجريم انتهاكها والإفراج عن الأدباء والكتاب الذين تمت محاكمتهم أو تتم محاكمتهم الآن في بلدانهم في قضايا رأي .
ودعا الاجتماع قطر والسعودية الى إنشاء الأطر التمثيلية لتمكينهم من المشاركة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب خصوصا وأن الأجواء مهيأة في البلدين لقيام هذه الأطر.
وأكد المشاركون تمسكهم بموقفهم الثابت والمبدئي بالدفاع عن حرية الكتاب والأدباء في كل أنحاء الوطن العربي والوقوف بجانبهم في مطالبهم العادلة لنيل كل حقوقهم في ظل الحرية والديمقراطية مؤكدين أنه لا شرط على الحرية إلا المزيد منها.
وقد أصدر أعضاء أمانة المكتب الدائم لاتحاد الأدباء والكتاب العرب عقب اجتماعهم في أبوظبي "إعلان أبوظبي" اكدوا فيه على جملة من النقاط المهمة التي توصلوا إليها من خلال مناقشتهم واقع الأمة العربية وأوضاعها الراهنة وهي: أولا: دعوة الأدباء والمفكرين والمثقفين والفنانين إلى الاضطلاع بالمسؤولية والقيام بالدور المنوط بهم وبما يليق بالثقافة العربية في مواجهة سياسات الإلغاء والإرهاب والتكفير تأكيدا على الحريات وإن الحرية الفردية ليست بديلا عن حرية الدولة.
ثانيا: استنهاض مقومات الثقافة العربية المشتركة ومكوناتها وبخاصة التأليف والترجمة تعريفا بأمتنا العربية وتقديم صورتها للغرب بما يليق بإرثها المعرفي والحضاري.
ثالثا: دعوة الاتحادات القطرية إلى تفعيل المشاركات الخارجية في مجالات الثقافة والآداب والفنون للوقوف على ما لدى الآخرين من رؤى واستراتيجيات وإدماج ما يصلح منها في ثقافتنا العربية.
رابعا: دعوة المؤسسات الثقافية إلى بذل المزيد من العناية بالمثقفين والمفكرين والأدباء والكتاب والفنانين بما يضمن حريتهم وكرامتهم ويحمي إنتاجهم من السطو والاستغلال والاستلاب.
خامسا: دعوة المثقفين والمفكرين والكتاب والأدباء إلى تقبل النقد الموضوعي وتطبيق القيم التي يدعون إليها تطبيقا عمليا باعتبارهم قدوة لغيرهم.
سادسا: تعظيم دور الثقافة الشاملة في عملية التنمية المستدامة وإبراز الروابط المشتركة والعضوية ما بين الثقافة والتنمية.
سابعا: التأكيد على دور الأدباء والفنانين والمثقفين في تكوين العقل المنفتح على الآخر والقادر على الفرز والتمحيص بين مايقدم إليه والتصدى لمحاولات التجهيل والتغريب المتعمدة ونشر قيم المحبة والتسامح والسلام والاعتدال والانفتاح على الآخر.
وادان البيان الختامي كل أشكال الإرهاب أيا كان مصدره وإدانه الهجمة الشرسة التي تشنها دول في الغرب ضد العرب والمسلمين تستهدف عقيدتهم تحت ستار زائف هو "حرية الرأي".
وأكد الأدباء والكتاب العرب المجتمعون في أبوظبي في بيانهم الثقافي على ضرورة توحيد جهود اتحادات الكتاب العربي في مواجهة ثقافة التكفير والعودة إلى عصور الظلام وتعزيز البحث العلمي في الوطن العربي عامة وفي تراثنا غير المادي خاصة وإبراز ما فيه من قيم التسامح والانفتاح على الآخر وتوظيف اللغة العربية كلغة أولى في مراحل التعليم الأساسي في الوطن العربي مع ضرورة إتقان اللغات الاجنبية في التعليم العالي- ولا سيما اللغة الإنجليزية-.
كما اكدوا على الاهتمام بتطوير اللغة العربية لكي تواكب التقدم العلمي كركيزة أساسية للهوية العربية والتنسيق بين اتحادات الكتاب العرب بخصوص النشر والتوزيع المشترك تعزيز استقلالية الثقافة والمثقفين عن التبعية للسلطة لكي يقوموا بأدوارهم الطليعية وينخرطوا في ثقافة العصر بما يخدم قيم الحداثة والتنوير ورد الاعتبار وتكريم المفكرين التنويريين الذين عانوا من عسف واضطهاد فقهاء الظلام والانظمة الاستبدادية والجماعات التكفيرية والطائفية.
من جانبها اوصت ندوة الملكية الفكرية التى صاحبت اجتماعات المكتب تحت عنوان "قصور التشريع وأثره على حماية الإبداع" بتفعيل حماية الملكية الفكرية من خلال برامج الاتحادات في الدول العربية والعمل على التنسيق مع وزارات الثقافة في كل بلد مع تشكيل لجان سواء كانت في الاتحادات أو وزارات الثقافة وكذلك العمل باتجاه التوعية المجتمعية بغرض تبديد الأوهام وتصحيح الأغلاط و تكريس المفاهيم الإيجابية نحو قضية الملكية الفكرية بدءا من أبسط مستوياتها اضافة الى تنظيم ملتقى سنوي يجمع ذوي العلاقة ذات صلة من كتاب وناشرين وإعلامين بتدارس المستجدات ومتابعتها والبحث في إمكانية ظهور مجلة شهرية أو فصلية تعنى بالموضوع فضلا عن التواصل مع المؤسسات التربوية بغرض إدراج قضايا الملكية الفكرية ضمن المناهج التعليمية منذ مستوياتها الأولى وذلك بطرق غير مباشره من شأنها أن ترسخ في أذهان المتعلمين وتصبح جزءا من سلوكهم الطبيعي ووعيهم وممارساتهم.
وكان اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب قد ناقش ما يدورعلى الساحة العربية جميعا: إيجابا وسلبا مؤكدين على المواقف السابقة بشأن القضايا التي مازالت تشكل تحديا يستلزم مزيدا من التركيز عليها والتنبيه إلى خطورتها لأنها تشكل خطرا يهدد الوجود العربي والهوية الوطنية العربية التي تتعرض لمحاولات المحو والتجزئة واستثارة الطائفية والمذهبية وفي مقدمة القضايا القضية الفلسطينية وما يتعرض له شعبنا العربي وأرضنا العربية في فلسطين من عزل وإقصاء وتهويد وحصار وانتهاب لتراثه ثم المأساة الإنسانية التي تتعرض لها سوريا وما يعانيه شعبنا العربي في سوريا الذي ما يزال يدافع عن وحدته وتاكيد هويتة العربية ويقف صامدا في وجه المؤامرات التي تستهدف وحدته ووجوده ذاته وكذلك ما يتعرض له العراق واليمن وليبيا وهو لا يبعد كثيرا عما يراد لسوريا وما تحفل به الساحة العربية من استخدام الدين خاصة فيما يناقض المبادئ السامية التي أرستها الأديان ودعت إليها وأكدتها.
كما ناقش المجتمعون ما ورد في كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في اللقاء الذي استضافه سموه في دارته بالشارقة وأكد فيها على ضرورة ترجمة الإبداع العربي ونشره بكل صوره في العالم ذلك أن هذا هو السيبل الوحيد لتعميق معرفة الآخر بجوهر ثقافتنا وتأكيد مبادئ الحوار البناء والتسامح والسلام وأنه على استعداد لدعم أي جهود تبذل في هذا المجال.
وناقش المجتمعون ايضا ما ورد في كلمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع من تاكيد على علاقة الثقافة بالتنمية وأنها البعد الأساسي في استحداث التمنية المستدامة ودور الأدباء والكتاب في تأكيد هذا الأمر والعمل على نشره هذا بالاضافة إلى دور ثقافة التنمية في تاكيد الهوية ومواجهة الفقر.
وأكد المجتمعون أن قضية فلسطين هي رأس القضايا العربية داعين الى دعم الثقافة الفلسطينية لمواجهة أدوات الاحتلال التي تريد إلغاء الهوية الفلسطينية ومحوها.
كما اشادوا بالتجربة التونسية وتصحيح مسار الثورة بشكل حضاري انتهى بانتخاب مؤسساتها الدستورية دون الوقوع في فخ العنف والصراع محيين مصر لما أنجزته من استحقاقات ديمقراطية ينبغي دعمها وحمايتها من أجل تحقيق الاستقرار وبناء دولة الحرية والعدل.
ونبه المجتمعون الى ان ليبيا تتعرض إلى أخطر المؤامرات من قبل قوى الهيمنة الغربية باستهدافها واستهداف ثرواتها الطبيعية وجعلها قاعدة لتمرير مشروع تقسيم الأقطار العربية ومصادرة المواقف الوطنية فيها.
وفى الشان السوري اعربوا عن تشجيعهم ودعمهم للحوار السياسي السوري- السوري للوصول إلى حل يجنب خراب سورية ويوقف التدمير والقتل فيها داعين الى ضرورة الحفاظ على تراث سوريا وإدانة كل أشكال التكفير الإرهابي التي تطال وحدة الأرض والشعب.
وفيما يخص الشان العراقي اكدوا ضرورة مواجهة ما يحدث في العراق والتصدي للهجمات الإرهابية الشرسة المنظمة التي تستهدف العقل العراقي ومنجزه الحضاري وتفتيت الدولة الوطنية ومحو ملامح حضارتها وتراثها العربي وكذلك عمليات التفجير اليومية التي تستهدف المواطنين العزل من السلاح.
كما ادان ما يحدث في اليمن من استهانة بالأرواح والدماء ومن تدهور وشلل في أمن البلاد محملين الفرقاء السياسيين كافة المسؤولية عما يحدث للبلاد من انزلاق للفوضى العامة وانهيار للدولة مناشدينهم الانتصار لليمن أولا ولقيم الحوار والتسامح والتعايش حتى لا تجر البلاد إلى هوة الفتنة المذهبية وما يترتب عليها من دمار.
واعربوا عن تقديرهم لجهود السودان لإثراء الحوار الوطني داعين كافة الفرقاء للجلوس حول مائدة المفاوضات لوضع حل وطني وسلمي لقضية دارفور.
الى ذلك أثارت الندوتان اللتان عقدتا حول "الملكية الفكرية" و"التنمية" أهمية نشر ثقافة الملكية الفكرية وضرورة إصدار القوانين الخاصة بها حفاظا على حق المبدعين في الاستفادة من إبداعهم بما يكفل الحياة الكريمة لهم ويسهم في تحقيق التنمية ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا.
كما أكدت ندوة الثقافة والتنمية- دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجا على المعاني التي وردت في كلمة سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان من العلاقة بين الثقافة والتنمية المستدامة وهو ما عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على تحقيقه ليكون نموذجا يمكن الاستفادة منه على الصعيد العربي عامة.
من جهة اخرى رصد تقرير الحريات في الوطن العربي الصادر عن اجتماع المكتب الدائم للاتحاد للأدباء والكتاب العرب مجموعة من الانتهاكات التي ما تزال تمارس على حريات الفكر والتعبير بالرغم من بعض الإيجابيات التي حدثت في بعض البلدان العربية خلال الفترة الماضية مشيرا الى وجود إخفاقات وانتهاكات لحرية المبدع خلال الفترة نفسها في بلدان أخرى.
واضاف ان حرية الكاتب مازالت تنتهك وحقوقه تسلب إلى أن وصل الأمر إلى الاعتداء على بعض مقرات الاتحادات العربية وانفراط عقد الأمن والأمان مما يهدد العمل الثقافي برمته في ظل ما يحدث الآن من انهيار وتفكك في كثير من البلدان العربية. وتحدث التقرير عن جملة من الانتهاكات بحسب التقارير الواردة إليه من الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات ومنها : - توقف العمل بالقوانين المنظمة للحريات العامة والحقوق المدنية والمعايير الواردة في الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.
- الفتاوى التكفيرية التي تصدرها قوى الظلام للمبدعين في أنحاء كثيرة في الوطن العربي وتهديدهم عند نشر مؤلفاتهم وتعرضهم وأسرهم لمضايقات تصل إلى أقصى الحدود بعد نشر تلك المؤلفات.
- نشر البيانات الظلامية من التنظيمات التكفيرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوصفهم بعض الشعراء والكتاب بالزندقة والفسوق ومطالبتهم بالعودة من ردتهم والدخول في الدين الإسلامي من جديد.
- تغلغل الطائفية السياسية في كل مفاصل الثقافة مما يهدد وحدة الكتاب والأدباء وتفريق شملهم وتحويلهم إلى خنادق صراع بدل أن يكونوا وسائط معرفة واستقرار وتوحيد.
- إدانة الأعمال التي يقوم بها العدو الصهيوني بحق الكتاب والأدباء والصحفيين الفلسطينيين من اعتداءات متكررة وإغلاق للمؤسسات الثقافية سعيا لطمس الهوية العربية ومصادرة حق المثقف في الدفاع عن قضية الأمة العربية.
- الاستمرار في حبس الكتاب والأدباء دون محاكمات وعدم توفر الرعاية الصحية لهم وعدم الإسراع في محاكمتهم كأحد أركان الحق في المحاكمة العادلة.
- استمرار حبس الكتاب والصحفيين احتياطيا على ذمة قضايا يواجهون فيها تهما بنشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة وكذا بالتظاهر والتجمهر وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة.
- الانتهاكات والاعتداءات البدنية والجنسية والشروع في القتل ومصادرة الحريات والمتعلقات الشخصية ومداهمة مقار السكن.
- توقف العمل بالقوانين المنظمة للحريات العامة والحقوق المدنية والمعايير الواردة في الاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان.
أرسل تعليقك