ناقشت جلسة "الارتباط بالمجتمع والتفاعل معه" أهمية خلق شراكات من أجل التأثير، مركّزة على فكرة إعادة اكتشاف المكتبات العامة كمركز ثقافي مجتمعي، ضمن جلسات مؤتمر المكتبات الذي يعقد للمرة الأولى في معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وأوضحت الجلسة أهمية وضرورة وكيفية العمل على إعادة هذا الدور الحيوي للمكتبات العامة، وتحدثت فيها المدير الفني للمكتبات، في الجمعية المصرية للثقافة والتطوير، هبة محمد إسماعيل، ومدير إدارة تقنية المعلومات، في الجمعية المصرية للثقافة والتطوير، رشا حسين توفيق، وعرضتا تجارب بعض المكتبات المصرية في هذا الصدد.
وفي التفاصيل، عرضت إسماعيل تجربة شراكة المكتبة العامة مع المجتمع المحلي، مشيرة إلى أنَّ محتوى هذه الفكرة هو الشراكة والتعاون مع المجتمع المحلي والخارجي كالجمعيات والمكتبات، وتقديم برامج وورش عمل وأنشطة داخل المكتبات العامة، وبالنتيجة الوصول إلى المجتمع.
وأوضحت أنَّ الشراكة عبارة عن اتفاق تعاون بين المكتبة العامة المعينة، وبين مؤسسة ما، في مشروع أو برنامج، ليكون نواة للعمل الدائم والمستمر بينهما، ويتضح فيه المهمات والحقوق والواجبات.
ولفتت إلى أنَّ هناك مسألة أخرى مهمة تتعلق بكيفية اختيار شركاء المكتبة العامة كي تكون فاعلة في المجتمع، حيث لا بد من حزمة معايير في عملية الاختيار، تنسجم مع القيم والمبادئ والأهداف الخاصة بالمكتبة.
وأشارت إلى أنَّ أهم الشركاء عادة هم المؤسسات والوزرات الحكومية، والمنظمات الغير الربحيّة والغير الحكومية، والمؤسسات التعليمية، والمؤسسات الثقافية، والجمعيات.
وأوضحت إسماعيل أنَّ لمثل هذه الشراكة فوائد عدة بالنسبة للمكتبة العامة وأهدافها ومهماتها؛ من بينها توفير مصادر معلومات، وتأمين خدمات، ومصادر تمويل، وخبرات وبرامج تدريبية، ودعاية مجانية وبالنتيجة تحقيق الهدف الأهم وهو الوصول إلى المجتمع.
وأكدت إسماعيل أنَّ مهمة الوصول إلى المجتمع يتطلب برنامجًا لأجل تحقيقه، كما أنَّ الأمر لا يخلو من ضرورة التخطيط للشراكة، وكيفية اختيار الشركاء، من خلال اتفاقية عملية قابلة للتطبيق وموثقة من خلال التوقيعات.
وأشارت إسماعيل إلى أهمّ الاتفاقات والشراكات التي نفذتها المكتبة العامة، ومن بينها السفارة الأميركية؛ حيث تم العمل على إنشاء الركن الأميركي في المكتبة العامة، بهدف تعزيز التعاون والتفاهم بين الثقافية الأميركية والمصرية، والمساهمة في الدخول في حوارات مفتوحة، كما أنَّ مثل هذا الركن يوفر مصدرًا هائلاً للمعلومات التي يحتاجها الشاب المصري، وقاعدة بيانات تكون في المتناول للباحثين والقراء.
وتابعت: "لدينا أيضًا في المكتبة الركن الصيني، الذي تمّ إنجازه من خلال التعاون والتنسيق والاتفاق مع المركز الثقافي الصيني في القاهرة، ليوفر العديد من المعلومات والبيانات والمشروعات الثقافية، وهناك الركن الأخضر، الذي تم تنفيذه مع وزارة الدولة لشؤون البيئة، بهدف الاهتمام بالبيئة ونشر التوعية البيئية بين الشباب، ونفذنا أيضًا مشاريع وأنشطة من أجل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين ذهنيًا وحركيًا، بالتعاون مع دار نشر نهضة مصر، وذلك كمساهمة من أجل دمج هؤلاء الأطفال مع المجتمع من خلال مشاريع القراءة".
وذكرت: "هناك حزمة متنوعة من المشاريع المرتبطة بالمكتبة العامة وكيفية المساهمة في إعادتها كمركز ثقافي مجتمعي، مثل "لست وحدك"، ومشروع لايف البيئي"، و"تعليم اللغة الإنكليزية"، وبرنامج آفاق بلا حدود لمحو الأمية الرقمية، وغيرها، لكن مثل هذه الخطوة لا يمكن أنَّ تنجح وتحقق الهدف، من دون الشراكات الحيوية والفاعلة والمهمة.
وبدورها، ذكرت رشا حسين توفيق، إنَّ هناك أهمية كبرى وفوائد عدة ترتبط بتنفيذ برامج وأنشطة داخل المكتبات العامة، ولذلك هي مهمة وضرورية، لاسيما أنها تساهم مساهمة حيوية في إعادة دور ومكانة المكتبة كمركز ثقافي مجتمعي، مشيرة إلى أنهم نفّذوا عدة مشاريع وبرامج بهذا الخصوص؛ من بينها تعليم الأطفال الكمبيوتر واستخداماته المتنوعة التي تدخل ضمن إطار القراءة والتأليف ونشر الوعي المجتمعي بينهم، وتعليمهم الإعلام التفاعلي ودوره وأهميته، وتصميم المجلات الكتب، بل والمساهمة في إعادة صياغة بعضها، كي يتعلم الطفل كيفية استخدام التكنولوجيا، وكيفية التأليف ولو بصورة أولية بسيطة، مشيرة إلى أنَّ الشباب والأطفال الآن يميلون إلى استخدام التكنولوجيا، فلماذا لا يتم العمل على تنمية ذلك وتوظيفه واستخدامه في مجالات أخرى تتعلق بالقراءة والتأليف والتصميم.
وأضافت توفيق أننا نعمل على تعليمهم النشر الإلكتروني بصور أولية سهلة وميسرة، وتحويل الكتاب إلى عمل إلكتروني، ما يعني أنَّ الفكرة من استخدام التكنولوجيا لا تقتصر على تعلمها فقط، بل توظيفها في مجالات اكتشاف المعرفة، وكل هذا وغيره من المشاريع، يهدف إلى المساهمة في إعادة اكتشاف المكتبة العامة كمركز ثقافي مجتمعي.
أرسل تعليقك