الشارقة - وام
اختتمت اليوم أعمال البرنامج التدريبي حماية الطفل من العنف " الاكتشاف والتدخل" الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لمدة يومين في غرفة تجارة وصناعة الشارقة بحضور 120 من الاختصاصيين من داخل الدولة وخارجها في مجال الإعاقة والطفولة.
وأكد البروفيسور جيمس جاربارينو أستاذ علم النفس الإنساني بجامعة لويولا بالولايات المتحدة الأمريكية الذي قدم البرنامج أهمية الاطلاع على المفاهيم الأساسية لموضوع حماية الطفل وضرورة تطوير أساليب الحماية انطلاقا من حقوق الأطفال مستعرضا الدليل التدريبي "هيا بنا نتحدث عن الحياة في عالم فيه عنف" الذي تولت المدينة إصدار النسخة العربية منه حيث تناول حق الطفل في الحماية واكتشاف آثار العنف والصدمات المؤلمة على نفسية وشخصية الطفل.
واستعرض البروفيسور جاربارينو خلال البرنامج أهمية الاطلاع على المفاهيم الأساسية لموضوع حماية الطفل ومعرفة بعض الأساليب الوقائية لحمايته من الإساءة .. مؤكدا ضرورة تطوير هذه الأساليب انطلاقا من حقوق الإنسان الخاصة بالأطفال .
وذكر عددا من البرامج التي تم اعتمادها في سبيل حماية الطفل من التعرض للعنف وكيف نجح بعضها بينما البعض الآخر فشل مركزا على ضرورة معرفة السبب الرئيسي دائما قبل عملية اتباع أسلوب معين في البرنامج فعلى سبيل المثال نجح برنامج "زيارة الأسرة" قبل موعد الولادة وتوعيتها من قبل ممرضين متخصصين في هذا المجال إلى حد كبير في تناقص نسبة العنف التي تعرض لها الأطفال ضمن تلك الأسر التي خضعت للبرنامج بينما فشل برنامج "التخويف والتصويب" الذي اعتمد على إخافة الأطفال والمراهقين من عواقب القيام بأعمال مخلة لأن من خاف هم الأطفال المسالمون بطبيعتهم أما أولئك الذين كان لديهم استعداد للعنف فلم يتأثروا به.
وأكد البروفسور أن النظرية الجيدة هي الأساس فهي التي تسمح بتطبيق عملي جيد ولذلك دور هام ومؤثر في حماية الطفل من التعرض للعنف وتأسيس برنامج مبني على فهم واضح وعميق للمسألة .. مشيرا إلى ما أسماه "التشكيل المعرفي" لتغيير السلوك العنفي لدى الأطفال والمراهقين من خلال إعادة تشكيل المعرفة والمعلومات لديهم واتباع التدريب السلوكي على ممارسات محمودة ونابذة للعنف.
كما أكد ضرورة أن يعي الجميع أنه كما يوجد عنف جسدي هناك عنف لفظي "شفهي" وكلاهما يؤثر في الطفل لا بل إنه في بعض الأحيان يكون للعنف اللفظي أثر أكبر من ذاك المادي داعيا الجميع إلى تجنب العدوان اللفظي و الجسدي على حد سواء.
و تناول خلال البرنامج التدريب أنواع الإساءة للطفل والتعريفات الخاصة بها مع ذكر بعض الجوانب القانونية الخاصة بهذه التعريفات وتطور التعريف والنظرة للإساءة ومن هذه التعريفات "الإساءة الجسدية والإساءة النفسية والإساءة الجنسية " شارحا بعض السبل لكيفية اكتشاف ما إذا تعرض الطفل للإساءة وطبيعة الأسلوب المناسب للتدخل ومعالجة ما ترتب عن ذلك من آثار.
من جانبها أكدت منى عبد الكريم نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حرص المدينة على تنظيم هذا البرنامج انطلاقا من الميثاق الأخلاقي للمدينة الذي يعتبر العنصر البشري أهم عنصر في الحياة فهو وسيلتها وغايتها المنشودة وتقيدا ببنود الميثاق باعتبار الأطفال هم القيمة الأسمى والمبرر الأوحد للبقاء والاستمرار حيث أنه لا بد من تقبلهم تقبلا غير مشروط والمحافظة على حقوقهم وصيانتها وتقديم كل مساعدة ممكنة لهم.
و أوضحت أهمية الكشف عن أي حالات اعتداء على الأطفال مع توعية المجتمع بمختلف شرائحه بذلك والحرص على التدخل والوقاية قدر الإمكان مشيرة الى ان المدينة منذ عامين تأخذ على عاتقها حماية الطفل من العنف خاصة بعد الحملة التي أطلقها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة .
وشددت على اهتمام المدينة بحقوق الأطفال من ذوي الإعاقة وسلامتهم الجسدية والنفسية علما أن هناك أطفالا من ذوي الإعاقات الشديدة غير قادرين على التعبير عن الأذى الذي قد يتعرضون له .. وهنا يأتي دور المدينة في تدريب العاملين في مجال التربية الخاصة للوقاية من اي اعتداءات على الأطفال والكشف والتدخل مباشرة ولكل هذه الأسباب وغيرها.
أرسل تعليقك