أبوظبي - وام
احتفل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بتكريم الأديب محمد سلماوي بمناسبة انتهاء عمله أمينا عاما للاتحاد العام بالإضافة إلى تكريم عدد من الأدباء والكتاب والشعراء العرب .
وقام حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بتكريم سلماوي مساء أمس خلال حفل أقيم في فندق أبوظبي روتانا بيتش بمناسبة اختتام أعمال المؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد التي عقدت خلال الفترة من 24 إلى 29 ديسمبر الحالي.
وأعرب الصايغ عن فخره بقرار الاتحاد أن يتم تعيين محمد سلماوي مستشارا للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب .
من جهته كرم اتحاد مصر كلا من الأمين السابق والحالي للاتحاد وكرم اتحاد لبنان سعادة حبيب الصايغ حيث قدم له محبرة أثرية وصفحة تاريخية من القرآن الكريم .
وكان المؤتمر العام السادس والعشرون للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب قد عقد برعاية من دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة باتحاد كتاب وأدباء الإمارات بمشاركة الوفود الأعضاء في الاتحاد العام ممثلين باتحادات وروابط وأسر وجمعيات الأدباء والكتاب وهي اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورابطة الكتاب الأردنيين وأسرة أدباء وكتاب البحرين واتحاد الكتاب التونسيين واتحاد الكتاب الجزائريين والاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين واتحاد الكتاب العرب في سورية والاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين والجمعية العمانية للكتاب والأدباء والاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين ورابطة الأدباء الكويتيين واتحاد الكتاب اللبنانيين واتحاد كتاب مصر واتحاد كتاب المغرب والاتحاد العام للأدباء والكتاب الموريتانيين واتحاد أدباء وكتاب اليمن .
وناقش المؤتمر على مدى أربعة أيام عددا من القضايا والمشكلات التي تؤرق الأدباء والكتاب العرب في مجالين مركزيين: ما يعصف بالوطن العربي من تهديدات تستهدف تفتيته إلى كيانات سياسية متناهية في الصغر لاسيما الإرهاب والفكر الظلامي الذي اجتاح غير جزء من الجغرافية العربية وما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب العربي الفلسطيني وانتفاضته ومن تدنيس للمقدسات الدينية وما يعني الاتحاد العام على مستوى بنائه الهيكلي بمختلف مكوناته الإدارية والثقافية .
وشدد المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر على دعم الشعب العربي الفلسطيني في انتفاضته المباركة ومواجهته مختلف أشكال الإلغاء والنفي والإبادة التي يتعرض لها من سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتأكيد حقه في مقاومة الاحتلال وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة والتأكيد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية ودعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة الجزر المحتلة من إيران وتعزيز ثقافة المقاومة بوصفها الطريق الوحيدة لاسترجاع الحقوق العربية المغتصبة من غير سلطة احتلال ومن ذلك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وللجولان السوري ولمزارع شبعا اللبنانية والاحتلال التركي للواء اسكندرون السوري وإدانة الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره الذي أمعن ولما يزل في إراقة الدماء في غير جزء من الجغرافيا العربية وفي تدمير الإرث الحضاري للأمة العربية ولكل الحضارات العالمية وإدانة مختلف أشكال القمع التي تمارسها بعض الأنظمة السياسية العربية بحق المبدعين والكتاب ورفض مختلف أشكال التدخل الأجنبي في شؤون الدول العربية ومختلف أشكال الوصاية ودعم الشعوب العربية في تقرير خياراتها بنفسها ورفض مختلف أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بالإضافة إلى رفض مختلف أشكال المحاكمات بحق الأدباء والكتاب العرب وإشاعة ثقافة التنوير واستثمار مختلف الإمكانات لمواجهة الفكر الظلامي والإقصائي وفضح وتعرية الممارسات التي تستهدف تقييد إرادة الشعوب العربية وحرمانها من حقها في العيش بأمن وحرية وكرامة وعدل ومساواة وفي المصادر الطبيعية لهذا العيش وممارسة حقها في الديمقراطية .
بارك المؤتمر الجهود الرامية لإحلال السلام والوفاق في بعض الأقطار العربية ونزع فتيل الاحتراب بين أبناء الشعب الواحد مؤكدا تصعيد وتعظيم دور المثقفين في فضح كل المؤامرات التي تستهدف الأمة والوطن من قوى خارجية طامعة وأخرى ظلامية وثالثة إرهابية وحشد كل الطاقات لمواجهة هذه الأخطار الجسيمة التي تستهدف تمزيق الوطن وتدميره والنيل من وحدته وسلامة أرضه .
ورحب المؤتمر برسالة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورسالة التهنئة الواردة من الدكتورة أمين عام المجلس الأعلى للثقافة في مصر وما جاء فيهما من تهنئة صادقة وإشادة بدور الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب واختيار الشاعر الكبير حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أمينا عاما للاتحاد العام في دورته الجديدة .
أما البيان الثقافي للمؤتمر فقد نبه إلى أن الصراع صراع ثقافة وهوية ورؤى وليس مواجهة عسكرية فحسب وأن ما تسفر عنه هذه المواجهة ضد العرب أجمعين سيترتب عليه فناء لغتهم وذوبان هويتهم .. مشيرين إلى أنه ليس من المنطق أن يبقى المثقفون على منأى من هذا المشهد بل هم يتمترسون في طليعته توضيحا لغوامض الرؤى وكشفا لدوافع الأعداء وإزالة لستر الشعارات البراقة التي أطلقوها من أجل التفتيت والتمزيق والتحارب الداخلي ابتداء من سياسات العولمة والشركات العابرة للقارات ووسيلتهم في هذا جميعا- قبل الطائرات والدبابات- تشويه اللغة والوعي واليقين بالحقوق العربية في أن يحيا العرب شرفاء أعزاء أحرارا في أوطانهم .
وأكد البيان أن نزعات التطرف الديني تتناقض مع الجذور الثقافية العربية بل وتطعن في أسسها فما شهدته الحضارة العربية من نهوض في عصورها المزدهرة كان دافعه ومؤشره الحرية في الفكر والإبداع والبحث العلمي وموجات التطرف هذه ليست مستوطنة في أجزاء من الوطن فقط بل هي داء مستشر وينبغي أن تكون مواجهته عربية شاملة كذلك وإعادة القراءة والفهم للمقدسات الدينية في ضوء العقل والواقع وضرورات العصر الحديث والتواصل مع الآخر من مثقفي الغرب والشرق لإطلاعه على حقائق الاعتدال والوسطية في المقدسات هذه .
وأضاف البيان أن تراث العرب يحمل كثيرا من الثمين- في عصور الازدهار- وبعضا من الغث- في عصور الانحسار- مؤكدا ضرورة الالتفات إليه بشكل منهجي موضوعي وذلك عبر مؤسسات قومية كبرى مطالبا في هذا الصدد بإنشاء مؤسسة للتراث العربي بتمويل من سائر الأقطار وبجهود كل العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين في هذا الشأن تتناول التراث العربي كشفا وتحقيقا ونشرا وانتقاء ليصل إلى كل قارئ عربي ومهتم أجنبي بالطريقة التي يريدها العرب ولا يريدها لهم الآخرون .
ودعا إلى الانفتاح الثقافي على كل ما يتناسب مع الأصالة ومواجهة موجات التكفير عبر نشر مفاهيم الديمقراطية والحريات والتفاعل مع الآخر من موقع الثقة بالنفس لا الاستلاب وضرورة قيام وسائل الإعلام والصحافة بدورها القومي المنطلق من المصالح العربية ومفاهيمهم الحضارية بعيدا عن التبعية والاحتواء وضمان حريات النشر والإبداع والتأليف مع الحفاظ على اللغة الفصحى بما لا ينفي جهود الإبداع المحكي من اللهجات العامية العربية وإقامة مشروع عربي مشترك في مجال الترجمة يعنى بتقديم الأدب العربي إلى العالم كما ينقل ما يصب في نهضة عربية علمية وعقلية وتنظيم مؤتمر دوري للترجمة وقضايا الفكر بصفة عامة كل عامين يبدأ دورته الأولى بالإمارات وتأكيد الاتحادات العربية دعم المجتمع المدني- بصفتها جزءا منها- ونشر الحريات وحقوق الإنسان والعدالة بين سائر أبناء الشعب العربي وصولا إلى تحقيق الديمقراطية المناسبة للمجتمع العربي .
كما دعا البيان الى التنسيق بين سائر الاتحادات الإقليمية العربية في ممارسة الأنشطة الثقافية من نشر للكتاب وتوزيعه عبورا لكل الحدود المصطنعة وتجاوزا للحواجز وخاصة الرسوم الجمركية التي تفرض على تداول الكتاب من دولة عربية لأخرى .
ونوه بضرورة الالتفات إلى بناء الإنسان العربي منذ الطفولة وتغذية الحس النقدي لديه وغرس جذور الانتماء القومي في هذه النفوس الغضة منذ بدايتها عبر تعلم اللغة العربية- قبل اللغات الأجنبية- ودرس التاريخ والحضارة وسائر مرتكزات هويتهم مع ربط النظرية بالتطبيق بفتح الحدود لكل طفل عربي ليلم بمعالم كل أقطار العرب من خلال السياحة والتنقل إضافة إلى برامج الإعلام المختلفة .
وأقر المؤتمر العام السادس والعشرون تقرير النشاط الذي عرضه الأمين العام محمد سلماوي عن الدورات الثلاث الماضية 2006- 2015 ووافق على التقرير المالي والقوائم المحاسبية عن العام 2015 ودعا إلى الالتزام بالاشتراكات السنوية المتأخرة كافة مع إعطاء مهلة مناسبة لسدادها .
وتم اختيار سعادة حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أمينا عاما للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب والدكتور عبدالرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب نائبا أول للأمين العام ومراد السوداني الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين نائبا ثانيا للأمين العام .
وقرر المؤتمر العام أن يكون مساعدو الأمين العام هم مساعد الأمين العام للمشرق العربي ويتولاه اتحاد الكتاب العرب في سوريا ومساعد الأمين العام للخليج العربي والجزيرة العربية وتتولاه رابطة الكتاب الكويتيين ومساعد الأمين العام لأفريقيا ويتولاه الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين ومساعد الأمين العام للبلدان المغاربية ويتولاه اتحاد الكتاب التونسيين .
كما قرر المؤتمر العام أن تتوزع المكاتب النوعية على مكتب الإعلام والنشر: الإمارات ومكتب الشؤون التنظيمية: الإمارات ومكتب تنمية الموارد: الإمارات ومكتب العلاقات الخارجية: الأردن ومكتب الترجمة: تونس ومكتب ثقافة الطفل: سلطنة عمان ومكتب الحريات: السودان ومكتب الشؤون الثقافية: العراق ومكتب الملكية الفكرية والشئون المهنية: الكويت ومكتب مكافحة التطبيع: فلسطين ومكتب المرأة الكاتبة: موريتانيا ومكتب البحوث والدراسات: اليمن .
ووافق المؤتمر العام على تشكيل لجنة برئاسة رئيس اتحاد كتاب مصر وعضوية رؤساء اتحادات الأردن ولبنان والإمارات وفلسطين والسودان والجزائر لاقتراح تعديل النظام الأساس وبحث التعديلات اللازمة للائحة التنفيذية على أن تعرض هذه التعديلات على مؤتمر عام استثنائي لمناقشتها قبل إقرارها . وسيكون نهاية شهر فبراير 2016 هو آخر موعد لتلقي أية اقتراحات من الاتحادات العربية في هذا الشأن .
وقرر المؤتمر منح جائزة القدس لاثنين كل عام أحدهما عربي غير فلسطيني وذلك لتشجيع الكتابة عن القدس في أعمال إبداعية وفكرية من كتاب عرب وأجانب .
ووافق المؤتمر على إنشاء جائزة سنوية قيمتها 10 آلاف دولار تخصص لعرب فلسطين 1948 وخمسة آلاف دولار لمصاريف الجائزة ومكافآت لجنة التحكيم مع تعديل لائحة جائزة القدس ووضع لائحة جديدة للجائزة الثانية وعرض هذه اللوائح مع التعديلات المنتظرة على النظام الأساس واللائحة التنفيذية في انعقاد استثنائي للمؤتمر العام .
وترفع توصيات هذا المؤتمر إلى وزراء الثقافة العرب والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" ويقام المؤتمر بالتنسيق مع الأليكسو والإسيسكو وتفويض رئيس اتحاد كتاب المغرب بالاتصال بالمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "إيسسكو" لاعتماد تبرع سنوي لصندوق جائزة القدس وإضافة نائب ثالث للأمين العام يختص بمتابعة أوضاع الحريات في أرجاء الوطن العربي وقضايا التحرر الوطني واختيار محمد سلماوي الأمين العام السابق للاتحاد العام مستشارا لدى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب .
وشدد تقرير حال الحريات في الوطن العربي الصادر عن المؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رفض الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب التعرض لأي كاتب أو مدون أو أديب تحت أي ظرف ومن أي جهة سلطوية كانت أو مجموعة متطرفة تكفيرية أو قوة احتلال وسيطرة ودعا إلى مقارعة الكلمة بالكلمة والحجة بالحجة حيث إعلاء كرامة الإنسان واحترام حقوقه وأولها حرية الفكر والمعتقد كما دعا إلى إطلاق سراح الأدباء والمفكرين والكتاب إذا كان احتجازهم ناتجا فقط عن نتاج أدبي أو فكري قدموه أو رأي أبدوه .
كما دعا إلى إعادة النظر في الإجراءات التعسفية بحق مؤسسات إعلامية فالإعلام والتربية صنوان في بناء الإنسان ومراقبة الحكومات وشحذ الأفكار وتأصيل الإبداع وإدانة ما تقوم به الجماعات المسلحة المتمثلة في داعش والقاعدة والحوثيين لما تمثله أفعالهم من إسقاط لقيمة الإنسان وجراءة على دمه .
وطالب الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بتنسيق الجهود مع اتحاد المحامين العرب لتوفير أفضل الضمانات للحريات العامة وللدفاع عن المعتقلين .
وأكد المشاركون بالمؤتمر تمسكهم بمواقفهم المبدئية والثابتة للدفاع عن حرية الأدباء والكتاب حيثما وجدوا وأنه لا شرط على الحرية إلا المزيد منها .
أرسل تعليقك