عمان ـ بترا
أكد اكاديميون أن الأفكار التي يحملها التنظيم الإرهابي (داعش) لا تنطلي إلا على فئات معينة من المجتمع ليس لديهم معرفة عميقة بالدين الإسلامي، ويلتحقون بالتنظيم تحت ستار الدين الذي يخفي خلفه اعمالا وحشية.
وشدد هؤلاء الاكاديميون في أحاديث لوكالة الانباء الاردنية (بترا) على ضرورة التركيز على الجانب التوعوي الثقافي، وتسليح فئات المجتمع بالمعرفة الدينية، ومقاصد الدين الحنيف، البعيد عن التعصب، لوقاية الناس من الاختراق بسبب غياب المعرفة.
وقال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور خالد عيسى العدوان، إن الوقوع في فخ التنظيمات الإرهابية سببه الإنغلاق الفكري والسماح للآخرين التلاعب بالعقول، مؤكدا أن المواجهة مع التنظيمات الإرهابية لا تقتصر على الجانب العسكري، مع أهميته، وإنما تتعداها إلى الفكري، بحيث لا نسمح بأي تغلغل في هياكل البناء الاجتماعي من هذا الفكر المتطرف، لأن الخوف ليس من هذه التنظيمات وإنما من الفكر الذي تحمله.
ودعا المجتمع الأردني إلى ترسيخ منظومة قيمية تعلي من تكريس المعرفة بالدين الإسلامي الصحيح، كما دعا منظمات المجتمع المدني، كمنابر للتنوير والتثقيف، لبيان حقيقة الدين الاسلامي الحنيف.
ويؤكد أستاذ السياسة في جامعة اليرموك الدكتور احمد سعيد نوفل، ضرورة خلق توجه إعلامي يركز على صورة التيار الإسلامي المعتدل ويعطيه مزيدا من الحرية، ويوازي بين الموالاة والمعارضة حتى يستطيع السيطرة على أفراده من الانضمام للتنظيمات الإرهابية وضمان عدم حدوث تشوهات داخل المجتمع.
ودعا إلى التركيز على الوحدة الوطنية والتخفيف من حدة الاحتقانات داخل المجتمع بوضع كل المطالب والاختلافات في الرأي جانبا ليكون الجميع في خندق الوطن ضد التهديدات الإرهابية، ومراجعة كافة القوانين المتعلقة بتنظيم الحياة المعيشية والاجتماعية وتعديلها باتجاه النزاهة والعدالة والمساواة بين المواطنين، وتعديل قانون الانتخابات النيابية، واعتماد نظام يتيح فرصاً لفئات الشعب وقواه المختلفة للمشاركة في الحياة السياسية من خلال مجلس نيابي تمثيلي واسع.
وأشار إلى ضرورة عقد ندوات ومؤتمرات للتعريف بالدين الإسلامي الصحيح والتحذير من الانخراط بالتنظيمات الإرهابية التي تشوه صورة الإسلام وتضر بالمصالح الوطنية والقومية، وتتيح الفرصة للدول العظمى لاستعمار الأراضي العربية.
الأستاذ المساعد في قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور خير سالم ذيابات، اكد أن المطلوب من منظمات المجتمع المدني والأحزاب الفاعلة القيام بواجبها تجاه المجتمع وتعريفه بحجم التهديد الذي يمثله تنظيم (داعش) الإرهابي من خلال عقد الندوات والمؤتمرات بمشاركة متخصصين في الشؤون الإسلامية والسياسية والاقتصادية والأمنية والفكرية.
ودعا منظمات المجتمع المدني والأحزاب الموالية والمعارضة إلى التلاحم والتضامن مع السياسة الأردنية العامة وعدم التشكيك في موقفها تجاه تنظيم (داعش)، لأن ما تقوم به الدولة الأردنية هدفه سلامة وأمن الوطن والمواطن.
وأكد أن تهديد تنظيم (داعش) الإرهابي يستلزم توحيد الصف الأردني من مؤسسات حكومية وخاصة وأفراد لأنه الطريق الوحيد لمواجهة هذا التهديد المشترك، مطالبا المواطن بأن يعي طبيعة التهديد القائم الذي يمثله هذا التنظيم وأن لا يكون ضحية شعارات يطلقها بعض المناصرين للتنظيمات الإرهابية.
أرسل تعليقك