تطوان ـ صوت الإمارات
أجمع أكاديميون مغاربة أن وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة، لن تُلغي الكتاب الورقي، ولم تأت لتقضي عليه، أو لتؤثر على تلقي الشعر، بقدر ما جاءت لتحيي علاقتنا بالشعر والكتاب.
جاء ذلك، خلال ندوة علمية بعنوان «القراءة ووسائل التواصل الجديدة»، نظمتها دار الشعر في تطوان، أمس الأول، وتحدث فيها: عالم السرديات سعيد يقطين، وفطمة كدو، صاحبة كتاب «الأدب. com»، ورئيسة شبكة القراءة بالمغرب، رشيدة رقي.
وافتتح عالم السرديات المغربي يقطين الندوة، منطلقاً من أن «الوسيط الجديد، شأنه شأن أي وسيط، لا يأتي لكي يلغي الوسيط السابق، بل إنه يأخذ منجزاته الهامة ويطورها».
وفي هذا السياق، أوضح يقطين أن المجتمعات الإنسانية قد مرت بأربع مراحل في تلقي الشعر والأدب، والمعارف بشكل عام، من المرحلة الشفاهية إلى المرحلة الكتابية، ومن مرحلة الطباعة إلى مرحلة الرقامة، أو ما يعرف بالزمن الرقمي. فالشاعر في سوق عكاظ كان يتفاعل معه الناس بصيغ وأشكال تتناسب مع الوسيط الشفاهي ومقوماته، من إنشاد وحفظ وتصفيق وإعادة واستعادة. أما وسيط الكتاب فقد سمح بتلقي الأدب بشكل مباشر، بينما أتاحت لنا الطباعة فرصة قراءة آثار الكتاب والمبدعين في غيابهم. واليوم، في هذا الزمن الرقمي، فقد أصبح القارئ يتفاعل مع وسيط جديد يتضمن كل هذه الأشياء، من شفاهية وكتابية وطباعة ونصوص وصور بصرية متحركة ومترابطة، تندرج ضمن ما اصطلح عليه المتدخل في كتاباته إبداعاً تفاعلياً.
ويرى سعيد يقطين أن عملية القراءة إنما هي نشاط ولعب، وكل لعب لا بد له من قواعد. ويتساءل: كيف جهزنا أطفالنا للقراءة؟ وماذا عن فضاءات القراءة بخصوص الأجيال الجديدة؟ وكيف صارت تتشكل لدى الطفل ذاكرة بصرية للتعامل مع الثقافة، عبر وسائط التواصل الجديدة؟ وكيف صار الطفل ينصرف إلى التعامل مع ألعاب الفيديو، مثلا، دون غيرها؟
المتدخلة الثانية، كدو، اعتبرت أن القراءة، من خلال الوسائط الجديدة، «مرحلة جديدة في العالم الرقمي، تتيح أمام المتلقي آفاقاً جديدة في عالم القراءة». ومن هذا المنطلق حاولت المتدخلة مقاربة هذا الجانب القرائي من خلال محورين، قدمت في الأول فرشا أوليا تحدثت فيه عن الفضاء الذي تتم فيه هذه القراءات، حيث اقترحت التمييز بين العالم الافتراضي الذي يعتمد على تقنيات وآليات معينة في مقدمتها نظارات العالم الافتراضي التي تمكن المستعمل من ولوج عوالم افتراضية بانوراما لمدن سياحية أو عالم البحار وغير ذلك وحددت تواريخ زمنية لظهور هذا العالم الافتراضي و حددت أعلامه بدءا من 1935 إلى يومنا هذا.
واستعرضت رشيدة رقي، في معرض حديثها، مجموعة من الدراسات حول وضع القراءة في المغرب، ومن ذلك دراسة مؤسسة حكومية هي الوكالة المغربية لتقنين الاتصالات.
أرسل تعليقك