القاهرة ـ أ.ش.أ
أكد الشاعر والمترجم رفعت سلام أن مظاهرات 30 يونيو الهائلة أعادت الأمور إلى نصابها، بعد عام عصيب في تاريخ مصر الحديثة، مشيرا إلى أن النصف الثاني من العام كان عبارة عن ستة شهور أولى من الكآبة التي حطت على وجوه المصريين، مع تنفيذ "الإخوان" لسياستهم في "التمكين" من مفاصل الدولة المصرية.
وأضاف أن التنظيم الذي ظل ثمانين عاما خارج الاعتراف والأطر الشرعية الدستورية والقانونية أمسك بالدولة المصرية التي تتمتع بعمق حضاري يزيد عمره عن سبعة آلاف عام، وفى ظل هذا التمكين، سالت دماء المصريين في بورسعيد، أمام قصر الاتحادية، أمام مقر الجماعة بالمقطم.. بلا رادع سياسي أو أخلاقي، وأُقصيت التيارات الأخرى، التي شاركت في صعود "الإخوان" إلى سدة الحكم، بلا استثناء حتى للسلفيين، وجرت محاولات متفاوتة لاختراق أعمدة الدولة: القضاء، والشرطة، والجيش، والمخابرات (بعد النجاح في فرض كوادرهم على المؤسسات الصحفية الحكومية).
وأكد الشاعر رفعت سلام أن الشهور الستة الأولى من عام 2013 كانت نصف عام من الصراع الأقصى الذي خاضته جماعة الإخوان لاستكمال هيمنتهم على مؤسسات الدولة الكبرى، ونصف عام من انهيار الحياة السياسية ومقومات الحياة العادية: اختفاء البنزين، وانقطاع الكهرباء (بما يعني انقطاع الماء، وتوقف جميع الأجهزة بالمنازل والمستشفيات وغيرها).
وأضاف أنه حين وصلت سياسة التمكين إلى وزارة الثقافة، جاءوا لنا بوزير مجهول، يمكن أن يعيد تشكيل أجهزة الدولة الثقافية على نحو متسق مع "مكتب الإرشاد".. قرار بالغ الحمق، وشخصية أقرب إلى المرض النفسي تعيث فسادا في الأوبرا وهيئة الكتاب ودار الكتب والمجلس الأعلى للثقافة، إلخ، وهكذا قضينا ستة شهور كاملة في انتظار مرير لما يغير المعادلة والوضع بكامله.
أما على الصعيد الشخصي - يقول رفعت سلام- فقد كان عاما طيبا؛ حيث صدر في منتصفه الجزء الأول من أعمالي الشعرية، عن هيئة الكتاب، وقبل أن ينقضي العام، صدرت ترجمتي لأشعار الشاعرة البلغارية اكسينيا ميهايلوفا عن مجلة الثقافة الجديدة، وهي حصيلة طيبة في عام عصيب، بالفعل.
أرسل تعليقك