أبوظبي – صوت الإمارات
أكد وزير الثقافة وتنمية المعرفة، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "خيانة وطن" يرجع إلى ما حمله العمل من حس وطني وولاء للوطن، ورغبة صادقة في الحفاظ على سلامة أوطاننا وحماية الأجيال المقبلة ومستقبلها، من خلال إظهار الوجه القبيح لبعض الممارسات الدخيلة على الوطن، وفداحة ما تمثله من خطر على الجميع. مشدداً على أن الحفاظ على المكتسبات التي حققها الوطن في السنوات الماضية مسؤولية الجميع "فهي مكتسبات لم تأت من فراغ، بل جاءت بفضل جهد قادة بذلوا الغالي والنفيس من أجل إسعاد شعبهم".
واعتبر الشيخ نهيان أن للفنون دوراً محورياً في تشكيل الثقافة المجتمعية، وإثراء التفاعل المجتمعي، والذي بدوره يعزز قيم الحق والجمال والانتماء، ورفع درجات الوعي الثقافي والمعرفي والوطني لدى كل فئات المجتمع.
وأشاد الشيخ نهيان بالتلاحم الواضح بين كل فئات المجتمع في الإمارات، وكذلك في الدول الشقيقة، والإصرار على نبذ كل ما يعكر الصفو ويسيء للدين الإسلامي الحنيف. مشيراً إلى أن دولة الإمارات وشعبها مثال للتلاحم والتكاتف، سواء في الداخل أو في الخارج، وهو ما ظهر من خلال دورها المشرف في "عاصفة الحزم"، التي تتصدى لمحاولات التعدي على المجتمع اليمني وترويعه.
وجاء ذلك خلال تكريم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، لفريق مسلسل "خيانة وطن"، وممثلي تلفزيون أبوظبي و"أبوظبي للإعلام" المنتجة للعمل الفني، والذي عرضته على جميع قنواتها الفضائية في شهر رمضان الماضي، في قصره أول من أمس، بحضور وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، عفراء الصابري، وعدد من القيادات الثقافية، وفريق عمل المسلسل، من بينهم الدكتور حمد الحمادي، كاتب رواية "ريتاج" المقتبس عنها المسلسل، والمخرج أحمد المقلة، وكاتب السيناريو والحوار الفنان إسماعيل عبدالله، إضافة إلى الدكتور حبيب غلوم العطار، المنتج المنفذ وأحد أبطال العمل، والفنانة هيفاء حسين، والفنان جاسم النبهان، والفنان صالح زعل، والفنان فايز السعيد، والفنانات فاطمة الحوسني وبدرية أحمد وهدى حمدان وعائشة عبدالرحمن، والفنان أحمد إيراج، والفنان مرعي الحليان، إلى جانب عدد من أبرز وأهم أبطال وفريق العمل الدرامي "خيانة وطن".
وأضاف وزير الثقافة وتنمية المعرفة خلال اللقاء: "ابتلينا بفئات ضالة، مفرغة من كل قيم نبيلة، ومن كل مشاعر إنسانية، ومن كل حق، لترتكب أفظع الجرائم، كما شاهدنا في مدينة نيس الفرنسية، ومن قبلها ما حدث قبل عيد الفطر بيوم عندما أقدمت على التفجير في المدينة المنورة، وفي حرم خاتم الرسل والأنبياء، الذي حمل رسالة الإسلام والعدل والخير والتسامح وقبول الآخر".
وأشاد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، بدور الفنون المحوري في تشكيل الثقافة المجتمعية، وإثراء التفاعل المجتمعي، والذي بدوره يعزز قيم الحق والجمال والانتماء، ورفع درجات الوعي الثقافي والمعرفي والوطني لدى كل فئات المجتمع، فالفنون بكامل طيفها إنما هي وسيلة راقية تنقل الرؤية الإبداعية بصورة جذابة، تستطيع الوصول بشكل مباشر إلى عقل ووجدان المشاهد، كما تعلب دوراً بالغ الأهمية في توعية المجتمع وتعريفه بقيمه وتراثه وحضارته وثقافته، وإعلاء القيمة الحضارية والتقاليد الأصيلة لوطنه، وهذا هو الفن الهادف الذي يقدره الجميع. معرباً عن تقديره الكبير للجهود التي قام بها فريق العمل، بداية من التأليف والإنتاج ومروراً بالإخراج والتمثيل، لكي يخرج العمل بالصورة التي خرج بها، لينال الثناء والتقدير من الجمهور الذي تفاعل بشكل كبير مع رسالة المسلسل، وأظهر أن المجتمع الواعي والمؤمن بوطنه يستطيع التغلب على كل التحديات والمؤامرات التي تحاك له، وهي الرسالة التي وصلت بسرعة بالغة ومنذ الحلقات الأولى للعمل إلى كل فئات المجتمع، وصارت حديث المجالس والشباب والكبار على السواء، وقدمت أثراً إيجابياً واضحاً، يؤكد على قيمة الفن بكل مجالاته، كما رصد الإمكانات الضخمة للدراما المحلية والفنان الإماراتي في تعزيز قيم الولاء والانتماء، وترسيخ معالم الهوية الوطنية.
وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك أن للثقافة والفنون أثرهما الصادق في مسيرة الشعوب، فهما المحرك الحيوي في توجيه أفكار المجتمع في الاتجاه السليم، ونمو وازدهار المجتمعات، وبناء أجيال تدرك ما يدور حولها من أحداث وتحديات، منبهاً إلى أن الفنون تبحث دائماً عن الطرق الصحيحة لبناء القيم المشتركة لكل فئات المجتمع، متمنياً النجاح والتوفيق للحركة الفنية، وأن تثريها الأجيال المختلفة بأفكار جديدة، تسهم في تنشيط وتطوير الحركة الفنية بشكل عام، مشيداً بالقدرات الفنية المتميزة لكل أفراد العمل في المسلسل، وما جسدوه من إبداع، وابتكار، سيسهم بلا شك في تطوير الدراما الإماراتية.
أرسل تعليقك