اختتم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية اليوم أعمال مؤتمره المتخصص "الجيل الرابع من الحروب" الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
وأعرب سعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز في كلمة ختامية عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعمه المتواصل للمركز وأنشطته البحثية والفكرية في المجالات كافة على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية .
وتوجه بالشكر والتقدير للباحثين والخبراء الذين شاركوا في المؤتمر لما بذلوه من جهد علمي مشهود على مدار أربع جلسات ثرية بالنقاش والتفاعل والمشاركة أسهمت بلا شك في بلورة الكثير من الرؤى الاستراتيجية والأفكار الاستشرافية السديدة من خلال أوراق وبحوث علمية نوعية سلطت الضوء على موضوع "الجيل الرابع من الحروب".
وأشاد السويدي بالأوراق العميقة التي قدمت أمام هذا المؤتمر والنقاشات الثرية التي تضمنتها جلساته على مدار يومين.. وقال إنها استطاعت أن تقدم رؤية موضوعية متكاملة عن الجيل الرابع من الحروب ستؤطر لهذا المفهوم وستمثل إضافة نوعية إلى الدراسات التي تتناوله ولا شك في أن هذا سيسهم في تعزيز الوعي لدى شعوبنا بالتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل .
وأضاف أن التوصيات التي تم التوصل إليها في هذا المؤتمر تنطوي على قدر كبير من الأهمية وسنعمل على أن تجد طريقها إلى صانعي القرار والجهات المعنية للاستفادة منها في كيفية التعامل مع الخطر الناجم عن "الجيل الرابع من الحروب" وتعزيز الأمن الوطني الشامل لمجتمعاتنا خاصة أن هذه التوصيات هي محصلة نقاشات ورؤى ثرية لمجموعة من الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين بعضهم لا يزال في مواقع المسؤولية ويدركون جيدا طبيعة التحديات المرتبطة بالجيل الرابع من الحروب بأبعادها المختلفة.
وقال سعادة الدكتور جمال سند السويدي إنه في ظل التحديات التي تواجه دولا عربية كثيرة في هذه المرحلة أصبح من الضروري أن تقوم مراكز البحوث والدراسات بدورها في مساعدة صانعي القرار على مواجهة هذه التحديات وتوعية الشعوب العربية في الوقت نفسه بطبيعة المخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي وإذا كنا في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية قد خصصنا هذا المؤتمر لموضوع "الجيل الرابع من الحروب" فإننا على استعداد للتعاون مع مراكز البحوث الخليجية والعربية في تنظيم مؤتمرات وورش عمل تخصص لتناول التحديات الأمنية الجديدة التي تواجه دولنا ومجتمعاتنا.
وكانت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر المتخصص "الجيل الرابع من الحروب" قد بدأت بالكلمة الرئيسية للواء أركان حرب محمد عبدالعزيز محمد موسى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة بجمهورية مصر العربية الذي عبر في بداية كلمته عن شكر جمهورية مصر العربية لدولة الإمارات العربية المتحدة على ما قدمته من مساعدات مكنتها من تجاوز التحديات ..وقال "أنقل إليكم تحية من أرض الكنانة أرض مصر التي لها مكانة في قلوب الأشقاء فالعلاقات المصرية - الإماراتية أزلية أبدية وقد ثبت ذلك بالبراهين ..دعم اقتصادي ودبلوماسي جزيل في عطائه وعبقري في توقيته".
ثم تحدث اللواء محمد موسى عن دور مراكز الدراسات كمؤسسات وسيطة بين الأكاديميين وصناع القرار وتعرض للمرحلة البالغة الصعوبة التي تمر بها المنطقة العربية.. حيث تعاني أزمات حادة تعوق جهود التنمية الأمر الذي يتطلب مزيدا من التعاون والتنسيق..وبعد ذلك استعرض أهم العوامل التي أدت إلى ظهور الجيل الرابع من الحروب وذكر منها بروز النظام العالمي الجديد والقطبية الأحادية والفوضى الخلاقة وتنامي الثورة في تكنولوجيا المعلومات.
وقال إن الهدف الرئيسي لهذه الحروب يتمثل في إرباك مؤسسات الدولة وإحداث انهيار اجتماعي وأمني.. وصولا إلى الدولة الفاشلة التي تسهل السيطرة عليها وذلك في سبيل تحقيق الهدف الأشمل المتمثل في إعادة تقسيم الشرق الأوسط الكبير.
وأضاف أن مجابهة هذه الحروب تتم عبر اتخاذ حزمة من الإجراءات الفاعلة التي تمكن من التصدي لخصائص الحروب وأشكالها ومن بينها تحقيق العدالة الاجتماعية والأمن الاجتماعي وتعزيز الهوية والعمل على تحسين معيشة المواطن ورفع مستويات الدخول وتعزيز القيم الأخلاقية وسماحة ديني الإسلام والمسيحية كقوى ناعمة ودعم القوى العسكرية بما يتناسب مع متطلبات هذه المرحلة.
وأكد اللواء محمد موسى في ختام كلمته ضرورة تحقيق تنسيق أفضل بين أجهزة الدولة ومؤسساتها والقوات المسلحة في أي مواجهات مستقبلية ممكنة وأهمية تكاتف القيادتين العسكرية والسياسية معا للنجاح في مجابهة الحروب ويتطلب ذلك تأهيل وسائل الإعلاموتعزيز دور منظمات المجتمع المدني والتصدي للنفوذ الخارجي وإعداد القوات المسلحة إعدادا جيدا.
وبعد ذلك انطلقت أعمال الجلسة الثالثة التي حملت عنوان "التهديدات المحتملة لحروب الجيل الرابع" ورأسها اللواء الركن بحري سهيل شاهين المرر قائد القوات البحرية الإماراتية سابقا .
وناقشت هذه الجلسة العديد من المحاور المهمة فقدم السيد رياض قهوجي المدير العام التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري في دولة الإمارات ورقة بعنوان "الأزمات الدولية والإقليمية وتطبيقات الجيل الرابع من الحروب" تحدث فيها عن استخدام إيران استراتيجية الحرب الهجينة لشن حروب الجيل الرابع والاستراتيجيات العربية المضادة بعد الأزمة اليمنية .
أرسل تعليقك