دبي ـ صوت الإمارات
أكد متخصصون في شؤون المسرح الإماراتي أنه عنى بشكل لافت في التعبير عن هموم وقضايا وآمال الإنسان العربي، وكانت له قدرة بارزة في دعم التمسك بالهوية، والحث على التطلع لمستقبل محلي وعربي أفضل وحياة أجمل، وذلك في ضوء ما يمتلكه المسرحي الإماراتي من براعة في نسج النصوص، وقدرة في إبراز الدلالة، وحرفية عالية في تحقيق الهدف.
جاء ذلك خلال الندوة الثقافية (دراسات أكاديمية) التي عنيت باستعراض (سيميائية المسرح الإماراتي) وألقتها الأكاديمية المسرحية الإماراتية د. ميثاء ماجد السويدي، وذلك ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأدارها الكاتب والأديب محمد السيد أحمد.
استهلت الدكتورة ميثاء الشامسي حديثها بتعريف المسرح كونه ظاهرة ثقافية لأنه يشكل أداة للتواصل باعتبار أن بنيته الإشارية تتضمن وجود (الممثل) أو المرسِل، و(المتفرج) أو المرسَل إليه، وتكون بنيته خاضعة لنسق يتلازم في دلالاته ومدلولاته، وله حوافزه ومبرراته التي تقع ضمن سياق العمل المسرحي، ومن هنا جاء علم (سيمياء المسرح) ليتخصص بدراسة هذا النسق، وتحليله، وبيان كيفية قدرته على استنطاق شعرية النص، أو العرض المسرحي.
وأشارت الدكتورة ميثاء الشامسي إلى العلامات الثلاثة التي أنتجتها نصوص الكتاب الإماراتيين، وهي: العلامة الفلسفية، والعلامة التاريخية، والعلامة الإجتماعية، وضربت مثلاً لكل علامة بنصوص عدة لكتاب إماراتين، فعلى صعيد العلامة الفلسفية استعرضت مسرحية (حكاية رأس وجسد) للكاتب الإماراتي المرحوم سالم الحناوي، و(صهيل الطين) للكاتب الإماراتي أسماعيل عبد الله.
وعلى صعيد العلامة التاريحية استعرضت الشامسي دور حاكم الشارقة الذي كان من أوائل المسرحيين الإماراتيين الذين كتبوا في التاريخ، وتعامل معه ضمن رموز دلالية تومئ لأحداث وأشخاص معاصرين، وتسلط الضوء على قضايا معاصرة بالغة الأهمية.
واختتمت حديثها بالإشارة إلى العلامة الاجتماعية التي رأت أنها علامة كبرى تفرعت إلى علامات متعددة كعلامة الهوية الوطنية، والارتباط بالتراث الإماراتي العريق الذي يتميز بالخصوبة والثراء وتنوع الموارد، حيث وظف المسرحي الإماراتي ذلك في الحكايات الشعبية، والأمثال، والأهازيج، والمعتقدات، ومن المسرحيات المكتوبة في هذا الشأن (النوخذة) للكاتبة باسمة يونس، و(صمت القبور) للكاتب سالم الحناوي، ومسرحية (خبز خبزتوه) للكاتب إسماعيل عبد الله.
أرسل تعليقك