تركز الدورة الثانية من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، على مواضيع الطبيعة والبيئة، ترسيخاً لأهمية الصورة في رصد الظواهر الحياتية، وإلهام الناس للتحرك والتفاعل الإيجابي مع قضايا بيئية شغلت العالم، ودفعت كثيراً من المصورين المحترفين إلى خوض المغامرة وتحمل المخاطرة لرصدها ووضعها أمام عيون صانعي القرار والجمهور العادي على حد سواء.
وتحظى حماية البيئة والحياة الطبيعية بأهمية كبرى في هذه الدورة من المهرجان، المقرر انعقادها خلال الفترة ما بين 22-25 من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في مركز إكسبو الشارقة، ذلك أن الاحتباس الحراري، وتلوث البحار، وانتشار التصحر، والزحف العمراني، إضافة إلى الظواهر الكونية مثل الزلازل والأعاصير والبراكين، لطالما شغلت اهتمام المصورين، المحترفين والهواة، في مناطق مختلفة من العالم، نظراً لتأثير بعضها المباشر على الإنسان، وتهديدها لاستدامة الكائنات الحية على كوكب الأرض.
وضمن هذا المجال، يشارك في "اكسبوجر 2017"، نخبة من أشهر المعارض الخارجية ومصوري البيئة والطبيعة في العالم، منهم المخرج والمصور الكندي بول نيكلن، والذي يعمل مع مجلة "ناشيونال جيوغرافيك"، والحائز على أكثر من 30 جائزة تعتبر من أهم الجوائز الممنوحة لأي مصور في مجاله، ومنها جائزة "بي بي سي" للمصور الفوتوغرافي للحياة البرية للعام، وجائزة صور الصحافة العالمية المرموقة للصور الصحافية.
ومن خلال طابعه المميز في التصوير الفوتوغرافي الوثائقي، يعمل نيكلن على تقديم وإيجاد تواصل عاطفي مع قضايا الحياة البرية في الظروف الطبيعية القاسية، بما في ذلك عالم ما تحت الماء، وما يتضمنه من سحر ودهشة وإعجاز، إضافة إلى عمله عن قرب مع العلماء والمستكشفين لتصوير أفلام والتقاط صور فوتوغرافية قادرة على زيادة الوعي وتحريك الإلهام للعمل تجاه قضايا بيئية عالمية مثل تغيّر المناخ.
وخلال مشاركته في المهرجان، سيقوم بول نيكلن بعرض أعماله للبيع، حيث ستذهب جميع العوائد المالية لصالح دعم مؤسسة "سيليغاسي"، المؤسسة العالمية الرائدة في مجال التثقيف والترويج للمحافظة على المحيطات وحماية الحياة البحرية، من خلال العمل مع خبراء إعلاميين ومصورين ومخرجي أفلام وثائقية من مختلف أنحاء العالم، تعمل المؤسسة على توثيق علاقة الكائنات البحرية مع بعضها ومع محيطها البيئي في مختلف أنحاء العالم.
أما المصورة الفوتوغرافية المكسيكية كريستينا ميتماير، فقد كرست حياتها وموهبتها في التقاط الصور التي تدفع العالم إلى فهم السبب الكامن وراء تضافر الجهود لحماية الأماكن البرية، وأهمية العلاقات بين الثقافات البشرية، وخصوصاً السكان الأصليين، والتنوع البيولوجي الضروري للحياة، وذلك من خلال جولات التصوير التي قامت بها في أكثر من 100 دولة، ونشرت معظم إبداعاتها في مجلة "ناشيونال جيوغرافيك".
وقد وصفت مجلة "أوتدور" الأميركية، ميتماير، بأنها واحدة من أفضل 40 مصوراً فوتوغرافياً مختصاً بتصوير المناطق الخارجية حول العالم، وهو ما أسهم في حصولها على جائزة أفضل مصور فوتوغرافي في مجال الحفاظ على البيئة، وعلى جائزة مؤسسة سميثسونيان لعام 2011، فضلاً عن جائزة بعثة جمعية أمريكا الشمالية لمصوري الطبيعة لعام 2010، والعديد من الجوائز المرموقة الأخرى.
وألهمت الحياة الطبيعية الساحرة في موطنه، جنوب أفريقيا، المصور برينت ستيرتون، ليكون واحداً من أشهر مصوري هذا المجال في العالم، مركزاً على قضايا البيئة، والصحة، والاستدامة، حيث حاز على جائزة مصور مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" لعام 2016، كما قام بإخراج فيلم وثائقي حول "حديقة فيرونجا الوطنية"، ونال لقب "المصور الصحفي للحياة البرية" على مدار ثلاثة أعوام متتالية من متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة.
وتشارك في المهرجان أيضاً كاثي موران، أول محررة أولى لمجلة "ناشيونال جيوغرافيك" عن مشاريع التاريخ الطبيعي، والتي قامت بإنتاج مشاريع حول الأنظمة البيئية الأرضية وتحت الماء للمجلة منذ عام 1990. وحررت موران عملان عن التصوير الفوتوغرافي للحياة البرية، "أفضل 100 صورة عن الحياة البرية"، و "أفضل صورة من الحياة البرية"، وحازت على جائزة "محررة الصور للعام" عن ملفها الفني الفائز في مسابقة صور عام 2006 ومسابقة أفضل صورة لعام 2011.
أما ماركوس بليسدل فهو مصور وثائقي يعتمد على عمله للضغط على صانعي السياسات في جميع أنحاء العالم، وركز على الحملات الموجهة ضد انتهاكات حقوق الإنسان على مدى الأعوام الثماني عشرة الماضية التي قضاها في توثيق أكثر الحروب وحشية في العالم، ونشر ثلاثة كتب أحدها بعنوان "مئة عام من الظلام" (2002) ويوثق الحياة على طول نهر الكونغو بعد الإطاحة بمبوتو، وكتاب "اغتصاب الأمة" (2009) الذي وثق استغلال الموارد الطبيعية في شرق الكونغو، وكتاب "الكشف"(2015) الذي يوثق النزاع الوحشي في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وتتخصص جودي كوب المصورة السابقة في "ناشيونال جيوغرافيك"، في القصص المصورة ذات الطبيعة الإنسانية، والتي استوحتها من رحلاتها إلى أكثر من 50 دولة، خاصة في الشرق الأوسط وآسيا، من بينها الصين، وفيتنام، والسعودية، واليابان، وهي تعد من أكثر المصورين شهرة في المعارض التي تقام حول العالم، وقد فازت بالعديد من الجوائز، بما في ذلك الجوائز الوطنية للمصورين الصحفيين، عدة مرات، وجائزة صورة العام، وجائزة وورد برس.
ويبتعد المصور البريطاني ديفيد آنطوني هول عن التركيز على قضايا بيئية بعينها، من خلال التخصص في تصوير المشاهد البانورامية للطبيعة، ولاسيما الغابات وتلك اللحظات التي تعانق فيها قامات الأشجار العالية أشعة الشمس المشرقة، بما في ذلك الغابات في لحظات الصباح الباكر وفي ساعات السماء التي يضيئها القمر، وقد شارك هول في أكثر من 40 معرضاً فنياً عالمياً وتُعرض أعماله في مقتنيات خاصة في أكثر من 14 بلداً.
ويستقطب المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" في دورته الثانية نخبة من كبار المصورين والمتحدثين العالميين والمحليين لمشاركة تجاربهم وعرض خبراتهم، ويشتمل المهرجان على 26 معرضاً داخلياً وخارجياً تقام في الشارقة ودبي لـ 31 مصوراً عالميًا، إلى جانب 15 ورشة عمل، و25 ندوة ومحاضرة، تكشف جميعها عن القدرة المذهلة للصورة في تجاوز اللغات والحدود.
للتعرف على جدول الفعاليات، والندوات، والورش، والعروض المصاحبة، من خلال زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي للمهرجان www.xposure.ae، وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام الهاشتاغ (الوسم) #xposurexpf.
أرسل تعليقك