أبوظبي – صوت الإمارات
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن الدور الرائد لدولة الإمارات في رعاية الإبداع والدعم المستمر للفنون الإسلامية وتنظيمها مثل هذه الملتقيات واستضافتها الدائمة للفعاليات والمبادرات التي تختص بخدمة الإسلام والقرآن الكريم، يأتي من منطلق الوفاء بمسؤوليتها تجاه ديننا الحنيف، وجهودها المتواصلة في خدمة الإسلام لاعتزازه غاية الاعتزاز، وإيمان قيادتها الرشيدة الراسخ بأن الإسلام هو صاحب الدور الرئيس في تشكيل حاضرها ومستقبلها، كما نحن ولله الحمد، دولة حريصة كل الحرص، على تأكيد هويتها الإسلامية، وخدمة الدين ونشر تعاليمه ومبادئه السمحة، ودولة لها جهد ملموس في حفظ كتاب الله المبين، والذكر الحكيم.
وجاء ذلك خلال افتتاح معاليه الدورة التاسعة من ملتقى خط القرآن الكريم، الذي تنظمه وزارة الثقافة وتنمية المعرفة سنوياً، لاستشفاف الاستثمار الأمثل لآليات تنامي الخطوط العربية، من خلال منصة تفاعلية يشارك فيها 30 خطاطاً، من مختلف دول العالم، لنسخ 30 جزءاً من القرآن خلال 3 أيام، باستدلالات روحية تتبنى خط الثلث، منهجاً رئيساً في محور الكتابة الخطية القرآنية، إيماناً بالقائمين على الملتقى، بأهمية تطوير "خط الثلث"، في التنامي البصري لمشروع الخطاطين في البنية الجمالية للخط العربي. حض الافتتاح معالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، ومعالي حميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة بدبي وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وعفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والكاتب عبد الغفار حسين، وعدد من القيادات الثقافية والتنفيذية بالدولة والمهتمين بالخط العربي.
ورفع معالي الشيخ نهيان باسم الحضور، خالص التهاني، وأصدق التبريكات، بمناسبة شهر رمضان المعظم، إلى الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى أخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخوانهم الشيوخ، أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وفقهم الله دائماً، إلى كل ما فيه خير الإمارات، وخير المنطقة، وخير العالم كله، كما تقدم معاليه بالتهنئة والتبريكات إلى شعب الإمارات العزيز، وإلى شعوب الأمة الإسلامية كلها.
وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى أن شهر رمضان في الإمارات هو مناسبة لنشاط مكثف في خدمة الدين الحنيف يشهد به العالم على جميع الصعد من حفظ وتلاوة وخط القرآن الكريم، لما لهذا الشهر من أجواء روحانية لا يجاريها سوى تلك الحروف النورانية التي تكتب من خلال 30 خطاطاً من مختلف أنحاء العالم، الذين يجتمعون على أرضنا الطيبة، ليظهروا براعتهم ومواهبهم، في كتابة نسخة جديدة وفريدة، للقرآن الكريم مكتوبة هذا العام، بخط الثلث بتفنن واحتراف تزيده بهاء معاني ألفاظِ وجملِ النصوص الشريفة من قرآنٍ.
وذكر معاليه "إنني أرحب اليوم بالجميع في فعاليات هذه الدورة السنوية المتجددة لخط القرآن الكريم، فإنما يحضرني دائماً الحديث النبوي الشريف: (إن الله جميل يحب الجمال) أستحضر ذلك، لارتباطه القريب بالخط العربي عبر كل الأزمنة والعصور، هذا الخط، الذي كان وما يزال تجسيداً رائعاً لهذا الحديث الشريف. لقد أصبح الخط العربي، بلا جدال أو مبالغة، وهو أبو الفنون الإسلامية، عنصرا مهما في الحضارة الإسلامية الخالدة، له مكانة مرموقة بين فنون العالم أجمع، ويحظى بإعجاب وتقدير كبار الفنانين في العالم، لقد اكتسب هذا الفن الجميل، من ارتباطه الوثيق بالقرآن الكريم بعداً روحياً رائعاً، حتى قيل إن الخطاط البارع لا بد أن يتمتع بنقاء الروح، وصفاء الفكر، وطهارة السريرة".
وأضاف معاليه: "إننا نعلم أن المسلمين، على مدار تاريخهم المجيد قد بذلوا الجهد المخلص، والعمل الصالح والنافع في سبيل تأصيل الخطوط العربية، ما بين الخط الكوفي، وخط الثلث، وخط النسخ، وخط التعليق، والخط الديواني، وخط الرقعة - وقد ارتبطت هذه الخطوط جميعها بكتابة القرآن الكريم، وكلها تلفت النظر وتجذب الاهتمام، حتى أنه ورد عن الخليفة المأمون أنه قال: (إننا نفاخر الأمم بما لنا من أنواع الخطوط العربية تقرأ، في كل مكان، وتترجم بكل لسان، وتوجد في كل زمان)".
وأوضح قائلاً: "إذا كان لكل خط من هذه الخطوط العربية مزاياه الخاصة، فإنما يظل خط الثلث متميزاً تماماً على جميع أقرانه، باعتباره أجمل وأبهى الخطوط العربية الأصيلة، فخط الثلث يتم اختياره عادة لتزيين المساجد والقباب والواجهات والبوابات. ويجمع بين الرصانة والبساطة ويزيده التشكيل أنواعاً عبقرية ومتجددة من الحسن والروعة والبهاء".
وأشار معاليه إلى أنه يتطلع بأمل كبير إلى رؤية نسخة القرآن الكريم، التي تتم كتابتها في هذه الدورة بخط الثلث، الذي أرى أنه يحتاج إلى صبر شديد، وذوق فني رفيع، وقدرة هندسية دقيقة، ومهارة يدوية متميزة، بالإضافة إلى طاقة روحية ودينية: أصيلة وعميقة.
أرسل تعليقك