الجليلـة لثقافـة الطفـل فضـاءات تشبـه الفرجـان
آخر تحديث 13:42:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"الجليلـة لثقافـة الطفـل" فضـاءات تشبـه "الفرجـان"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الجليلـة لثقافـة الطفـل" فضـاءات تشبـه "الفرجـان"

"الجليلـة لثقافـة الطفـل
دبي – صوت الإمارات

ابْدأ بكرسي الانتظار ولاحظ تصميمه، وبعدها تأمل ألوان اللوحات الجدارية، وتلمس بيديك بروز أشكال المراجيح والشمس والعشب الأخضر، ولا تنس أن توجه التحية لموظفة الاستقبال، وتستشعر صدق الترحاب. كل شيء يوحي لك كزائر لـ "مركز الجليلة لثقافة الطفل"، بأنك تقرأ قصيدة شعرية للأطفال. يكفي أن تحضر ورشة عائلية لصناعة الخزف ترافقها أنغام موسيقية بالعود والبيانو والجيتار، وتشاهد الأمهات والآباء وهم يعزفون بانسيابية تامة مع أبنائهم، وتتساءل: من علم الطفل والأم بأنهما شكلا، دون توجيه، سيمفونية كونية، وأسسا لمشهد الحياة المديدة، وفسرا لنا في قمة تكاملهما معنى الأبدية.

"الجليلة لثقافة الطفل"، أقرب إلى الترفيه المعرفي، وأعمق في عملية التعليم وتنفيذ المشروع الإبداعي، باعتباره بيئة أقرب إلى معنى الحارة أو "الفرجان" الجديدة للطفل في الإمارات، فيها حرية مسؤولة، ومتعة مدروسة، وثقافة طفل تتفشى في لغة المشرفين، والقائمين على مختلف الورش الفنية، إلى جانب فنتازيا التفاعل اليومي بين المؤسسات التعليمية والبرامج التحفيزية والحوارات المجتمعية والمناقشات الثقافية.

لا يمكن المرور على جدران المركز الفسيحة، المليئة بإبداعات الأطفال، ولا يتم قراءتها على أنها منجز إبداعي، ومشروعات لفنانين يمتلكون موهبة. ويؤمن القائمون على المركز بأهمية أن يستشعر الطفل أثر تلك الفنون على روحه، حتى لو لم يكن يتقنها كموهبة، ولكن أن يدرك قيمتها في الحس الإنساني العام. وما يحدث في ورش المركز يختزل جمالية دوره في تعزيز مفاهيم الذكاء والطبيعة والحب في الطفل.

الجميع يجلسون على الأرض، ويبدأ كمال الزعبي المشرف على قسم الخزف في المركز، بتوزيع الفخار الطيني، بين الحضور من أولياء الأمور وأبنائهم، ليقوم بعدها أساتذة الموسيقا: أستاذ العود أيهم أبو عمار، وأستاذ الجيتار فراس رضى، وأستاذة البيانو تالا توتنجي، بعزف الإيقاعات الساحرة. لم يوجه أساتذة الموسيقا الجمهور العائلي، إلى كيفية مرافقة الموسيقا بالضرب على الفخار، وإنما جاء ذلك منهم بشكل عفوي يوازي المعزوفات بشكل مذهل، لتتشكل هالة فريدة في استوديو الخزف، الذي يتربع فيه الطين بأشكال متعددة صنعها الأطفال، تتيح للمتلقي الاستمتاع بالإحساس المرتبط بين الموسيقا وآلات صناعة الخزف، ليتساءل مجدداً: بين الموسيقا التي تتحدث صوتاً والطين الذي يخلق صمتاً، كيف تولد اللغة الفنية للإنسان؟

تالا توتنجي، التي صورت الموسيقا كأنقى وأصفى غذاء للروح، تقول بأن الطفل يكتشف نفسه عبر المقطوعات الموسيقية. فيما يعيش أستاذ الموسيقا، بحسب تعبيرها، إلهاماً مستمراً لأن لكل طفل تجربة متفردة وتأثير مختلف، تبعاً لشخصيته وحضوره، واللافت - كما ترى توتنجي - هو مبادرات الأطفال نحو تأليف موسيقاهم الخاصة، وهنا تكمن الرحلة الوجودية والبحث عن العمق فيها، وبالذات عندما يتشارك أحد الوالدين في تعلم الموسيقا مع أبنائهم، حيث تظهر الدهشة، في اللغة الجديدة التي تكتشفها الأم، وطبيعة حوارها السرمدي مع ابنها، بل ويتشكل تزامن طبيعي بين عزف الأم وعزف الابن، دون توجيه أو تدخل من أستاذ الموسيقا نفسه، الذي يعيش تلك اللحظات مغموراً بمدى أثر الموسيقا العالي في الإنسان وعلاقته بالكون والحياة.

استلهم كمال الزعبي، أستاذ الخزف، فكرة الدمج بين الموسيقا والخزف من المنظومة الإبداعية القائمة على تتويج "الحس" في الحرفة، فأصابع صانع الخزف تلتقي بخفة ومرونة عبر الإحساس بأصابع عازف العود، يقول: "أدرك تماماً أن الطفل في البداية، لا يعي عملية التشكيل الأساسي للطين، ولكن يكفينا مبدئياً أن يستشعر اكتشافه للطين"، وبالنسبة لكمال فهو لا "يُعلم"، وإنما "يلعب" مع الأطفال، أما مركز جليلة لثقافة الطفل فهو مشروع "الحارة" أو ما يسمى محلياً بـ "الفريج"، حيث يجد الطفل نفسه، حراً في كيفية توجيه شكل الطين، بعد أن يتقن أساسيات بناء البعد الثالث للشكل. ويوضح الزعبي بأن الطفل عادة ما يرى الأشياء ثنائية الأبعاد، وما يعمل عليه هو دفع الطفل لعدم الخوف من حجم القطعة أو من طبيعة شكلها أو من التجربة نفسها.

ربط الطين بإنسانيتنا، يمثل منهج الزعبي، في استوديو الخزف، موضحاً أن طرح المسألة التاريخية والتراثية للطين عبر الأزل، موضوع غني من المهم التعريف به لإثراء مخيلة الطفل. لا سيما وأن الخزف كتطبيق حاضر في حياتنا، وما نعمد إليه في المركز، هو إفرازه فنياً، خاصة أن إرث منطقة الخليج زاخر بالخزف، الذي يعد من بين أهم الاكتشافات الحضارية، وبالأخص في حضارة دلمون وما اكتشف أخيراً عن علاقتها التاريخية بمنطقة ساروق الحديد في مدينة دبي عبر المكتشفات الفخارية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجليلـة لثقافـة الطفـل فضـاءات تشبـه الفرجـان الجليلـة لثقافـة الطفـل فضـاءات تشبـه الفرجـان



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates