نهاية فيروس كورونا ماذا يخبرنا الأدب عن المستقبل
آخر تحديث 20:55:31 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

نهاية فيروس كورونا: ماذا يخبرنا الأدب عن المستقبل؟

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نهاية فيروس كورونا: ماذا يخبرنا الأدب عن المستقبل؟

الادب
دبى ـ صوت الامارات

نعثر على زاد لا ينضب من المعارف تخص حاضرنا ومستقبلنا في روائع الأدب العالمي، بدءاً من المؤرخ الإغريقي ثوسيديديس إلى رواية الأديب الفرنسي إلبير كامو، هناك في الكتابات الأدبية عن الأوبئة ما يذكرنا باستمرار بأن لا شيء غير مألوف في الحجر المنزلي الذي نعيشه، وأن مصير الجائحة أن تنتهي في النهاية.

أما الدرس الرئيسي الذي يمكن استخلاصه، وفقاً للكاتب والروائي البريطاني مارسيل ثيروكس، فهو النمط المتسق للسلوك البشري خلال الأوبئة على مدى ألوف السنين والذي يتمثل بـ: الاكتناز والذعر والخوف واللوم والخرافة والأنانية والبطولة المفاجئة والتركيز من اعداد الموتى والملل داخل الحجر الصحي.

ويلتقط دانييل ديفو في كتابه "مجلة سنة الطاعون"، والصادر عام 1722، نبض الحياة المعطلة في لندن عام 1655، سواء في وصفه لأكوام الجليد الذائب، أو المتسوقين المتوترين بعرباتهم ذات الحمولة الزائدة، وقد كتب: "مع التوقعات بقدوم الوباء، فإن العديد من العائلات جمعت مخزونا من المستلزمات كافية للعائلة بأسرها، واغلقت على نفسها بالكامل بحيث لا تتم رويتها أو سماعها حتى تتوقف العدوى تماماً".

وكان دافع ديفة لتأليف الكتاب تفشي الطاعون الدبلي في مارسيليا عام 1720، فضم في كتابه احصائيات ونميمة وحكايات وتفاصيل مخيفة لم يشهد تفاصيلها عن صرخات الموت.

وعلى الرغم من ذلك، يبقى كتابه مهماً في وصف حالة عدم الاستعداد والمراوغة التي جعلت تأثير الطاعون أكثر حدة، وما ضمنه من تفاصيل عن أوراق وفيات وشخصيات ثانوية تمثل التعصب الديني، وشخصية لحلاق مرتاح لتراجع الوباء يعود الى الحياة الطبيعية في وقت مبكر جدا ويدفع عقوبة.

يشير ثيروكس الى ان الكثير من سلوك أسلافنا في القرن ال17 يبدو مألوفاً.فبعد 700 عام تقريباً، يبقى هناك شيء مؤثر للغاية في وصف ديفو لانتشار الموت الاسود في مسقط رأسه بفلورنسا، لا سيما عندما كتب: "ما كان ضاراً بشكل خاص بشأن هذا الطاعون هو انه كان يقفز من المرضى الى الاصحاء عندما يكونون معاً، مثلما تمسك النيران المواد الجافة او الزيتية التي تقترب منها.

وهذا ليس كل شيء، فالحديث مع المرضى وقضاء الوقت معهم لم يؤد إلى إصابة الاصحاء أو قتلهم، بل أن لمس ملابس المرضى او التعامل مع أي شيء يلمسونه يبدو انه كان ينقل العدوى".

أما الهروب من الكارثة فلخصها الشاعر الإيطالي بوكاسيو في كتابه "ديكاميرون"، الذي بعد وصفه السريع والمرعب للطاعون الفلورنسي، يرسل مجموعة من الشباب الى الحجر الصحي، حيث يقضون باقي الكتاب في تبادل قصص مضحكة، ولا يظهر الطاعون مرة أخرى.

ويبدو هذان الكتابين السابقين أكثر اهتماماً بالأوبئة من الروايتين المشهورتين للأديبين الألماني توماس مان والفرنسي البير كامو، اللذين يستخدمان الوباء لتسجيل نقاط وجودية.

ومع ذلك، يرى ثروكس في رواية "الطاعون" التي غالبا ما تقرأ على أنها رمز للتجربة الفرنسية تحت الاحتلال، خروجاً عن الرمزية، حيث يظهر بطلها الطبيب ريو بصورة عامل صحة في الخطوط الامامية مجبر على اتخاذ قرارات مستحيلة، فيما يصف كامو حالة الشراء بدافع الذعر للنعناع الذي يعتقد الناس أنه "الواقي" من الوباء، كما ارتفاع معدل الوفيات في السجن البلدي، وأوضاع عمال الرعاية الصحية المنهكين، والرتابة الرهيبة للحجر الصحي.

وفي النهاية، سينتهي الطاعون في كل تلك الروايات، ونعلم ان المؤرخ ثوسيديديس تعافى من الوباء الذي اجتاح أثينا في القرن الخامس وكتب منذ 2500 عاماً: "كانت هناك مستويات عالية في معدل الوفيات بين الأطباء بسبب انكشافهم".

وهذا يظهر أنه مع كل الكلام عن أزمة غير مسبوقة، يبدو أننا نعيش في وباء بسوابق كثيرة، وعندما تبدأ معدلات الوفيات في التراجع، فإن ديفو يخبرنا في كتابه، بأن المواطنين فتحوا نوافذهم وصرخوا لبعضهم بعضاً لتبادل الأخبار.

قد يهمك ايضا:

"الهالة الثقافي" يطلق جائزة لأدب الناشئة واليافعين

المركز الثقافي الروسي يحتفي بالمرأة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية فيروس كورونا ماذا يخبرنا الأدب عن المستقبل نهاية فيروس كورونا ماذا يخبرنا الأدب عن المستقبل



GMT 02:36 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 صوت الإمارات - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 02:18 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح
 صوت الإمارات - الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح

GMT 00:59 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 صوت الإمارات - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 09:15 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 19:12 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 20:20 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 11:21 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 10:58 2012 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"البرلمان الأوروبي" يمنع قطع زعانف سمك القرش في البحر

GMT 13:54 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن راشد يهنئ المواطنين هاتفيًا بـ"اليوم الوطني"

GMT 15:55 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

منزل غريب في نيوزيلندا يصلح للشخصيات الخيالية

GMT 19:23 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

خالد باوزير يعود إلى تدريبات الوحدة

GMT 12:20 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

التليفزيون المصرى يعرض أول مسلسل صيني في الشرق الأوسط

GMT 21:50 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد للطيران تعلق رحلات أبوظبي " دالاس فورت وورث " في 2018

GMT 07:01 2017 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

شركة يابانية تكشف عن أسرع سيارة في العالم

GMT 22:12 2021 الأحد ,10 تشرين الأول / أكتوبر

وضعيات "يوغا" تقلل من تساقط الشعر

GMT 08:44 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

فساتين راقية بلمسات شرقية لها سحرها الخاص
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates