الشارقة ـ صوت الإمارات
اختتمت مساء أمس الأول بمعهد الشارقة للتراث فعاليات النسخة الـ17 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي أقيم هذا العام تحت شعار «السير والملاحم» وتضمن العديد من البرامج التخصصية والأنشطة التفاعلية والندوات العلمية والأداء الفلكلوري، وسط طيف واسع من الأشكال الفنية والمداولات الفكرية، والورش التطبيقية، وفضاءات الموسيقا الشعبية المجسدة للملاحم والسير والقصص الأسطورية في أكثر من 25 دولة.
وعقب عرض فيلم تسجيلي يوثق للأنشطة التي أقيمت على مدار ايام الملتقى الثلاثة، ألقى الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث ورئيس اللجنة المنظمة العليا للملتقى، كلمة عبّر خلالها عن امتنانه بدور الضيوف المشاركين في إثراء فعاليات الحدث،
وقال: «كان الملتقى شارقياً ودولياً بامتياز، بحضور عربي وعالمي كبير، وتآلف ودّي مميز»، واصفاً ضيوف الملتقى بـ «نجوماً أضاءت لنا سماء التراث الثقافي»، مضيفاً: «لقد كانت الأنشطة والفعاليات في هذا العام منوعة بشكل ملحوظ مما أثرى الملتقى وأغنى برامجه»، مشيراً إلى أن الحضور العربي في هذه الدورة كان مميزاً، مشيداً بالحضور الأوروبي الذي وصفه بالنوعي والزاهي.
واختتم المسلم بالقول إن ملتقى الراوي طبع بصمة إنسانية وثقافية عميقة في قلوب كل من شارك وتفاعل مع ندواته وعروضه البصرية والسمعية المتنوعة.
بدورها قرأت عائشة الحصان الشامسي المنسق العام للملتقى التوصيات التي خرج بها الملتقى، ومن أهمها: التركيز على أهمية السير الشعبية والملاحم العالمية في توثيق وحفظ التراث الإنساني، ضرورة إحياء تراث السير الشعبية العربية من خلال تكوين فرق بحثية لإعادة جمع كل تلك السير جمعاً جديداً وصحيحاً يتوافق مع المعايير العلمية المعاصرة، الإفادة مما حوته النصوص الملحمية العالمية من مخزون ثقافي وتراثي يوثق لسير وتواريخ موغلة في القدم، وضرورة انتباه المراكز البحثية والمؤسسات الأكاديمية إلى التراث الملحمي الإنساني وترجمته للقارئ العربي دون تشويه وتحريف، وإعادة الاعتبار للسير الشعبية العربية، ونفض الغبار عن أجزائها المهملة أو المنسية أو حتى تلك التي تم تقديمها بصور تفتقر للدقة والتمحيص، وإعادة نشر أمهات السير والملاحم العالمية التي لم تعد نصوصها موجودة أو متاحة للقراء على نطاق واسع.
أرسل تعليقك