اختتمت " أكاديمية الإمارات الدبلوماسية " فعاليات برنامج " لعبة السلام لدبلوماسيي المستقبل " الذي تنظمه مرتين سنويا للرواد العالميين في مجالات السياسة الأمنية الوطنية و الشؤون الدولية والأكاديمية والأعمال التجارية ووسائل الإعلام لعقد جلسات نقاشية تتمحور حول تحقيق السلام فضلا عن مناقشة أبرز التحديات الدبلوماسية والوصول إلى نتائج سلمية مبتكرة.
و يسعى البرنامج إلى إعادة تعريف الأفكار والطرق المتبعة لإيجاد حلول للصراعات وبحث إمكانية تحقيق السلام.
و للمرة الأولى تم إشراك الأجيال الجديدة من قادة السياسة الخارجية في برنامج لعبة السلام لدبلوماسيي المستقبل الذي نظمته الأكاديمية بالتعاون مع مجموعة فورين بوليسي ومركز بيلفر للعلوم و الشؤون الدولية في جامعة هارفارد وبرعاية من وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
جمع البرنامج الذي تم تنظيمه على مدار يومي الأول والثاني من نوفمبر الجاري في أبوظبي نخبة من الطلاب من الأكاديميات الدبلوماسية الرائدة من 21 بلدا و5 قارات.
وبحث المشاركون في البرنامج تحديات السياسة الخارجية المتصاعدة مع التركيز بشكل خاص على التهديدات السيبرانية.
وخصص اليوم الأول من البرنامج للتدريب مع بعض الخبراء الرواد في مجال الأمن السيبراني والدفاع والدبلوماسية.. وركزت جلساته على القضايا الحساسة في الأمن السيبراني الذي يتطور باستمرار وبسرعة كبيرة لاسيما كيفية التعامل مع التحديات التي تفرضها السياسة الخارجية على نطاق أوسع.
وفي اليوم الثاني اطلع دبلوماسيو المستقبل على دور المعنيين وأصحاب المصالح العالميين الرئيسيين وتعرفوا على سلسلة من الأحداث السيبرانية المحاكاة والتي قد يتم تصعيدها لتتحول إلى صراعات تتطلب منهم البحث في طرق متقدمة للوصول إلى مصالح وأولويات دولهم وتحقيق نتيجة سلمية في الوقت نفسه.
ترأس المناقشات وأشرف عليها فريق عمل يمتلك خبرة عقود في الأمن السيبراني والدبلوماسية على أعلى مستوى وقدم الفريق وجهات نظره وتعليقاته للمشاركين من واقع خبراتهم الواسعة.
كان سعادة محمد عيسى بوشهاب السويدي سفير الدولة لدى مملكة بلجيكا عضو مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية قد أكد في كلمة له في افتتاح البرنامج أنه من خلال تحدي المفاهيم والمواقف المتخذة سابقا ومع بعض التفكير والتحليل المبدع واتخاذ المواقف السليمة يمكن التوصل إلى حلول بديلة".
وأوضح أن اختيار مسألة حديثة نسبيا مثل الأمن السيبراني للمناقشة تعد فرصة مميزة وفريدة من نوعها لأنها تواكب العصر الحديث وتخلو من الفكر والمفاهيم القديمة الجامدة التي تسود الأماكن الأخرى.
وفي هذه النسخة من البرنامج حظي دبلوماسيو المستقبل بفرصة التفاعل والاستفادة من نخبة من الخبراء في مجال السياسة الخارجية ومنهم رادوسلو سيكورسكي وزير الخارجية البولندي الأسبق ونبيل فهمي وزير الخارجية المصري الأسبق والبارونة كاثرين أشتون الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي السابقة وسعادة جان ديفيد ليفيت المندوب الدائم لفرنسا في الأمم المتحدة سابقا وسفيرها السابق في الولايات المتحدة الأمريكية.
و قال سعادة برناردينو ليون مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية إن برنامج لعبة السلام لدبلوماسيي المستقبل يعد أداة قوية عززت من فهم الدبلوماسيين المتدربين لإمكانات الدبلوماسية ودورها في الحفاظ على السلام و شكل منصة مثالية أتاحت للمشاركين من أنحاء العالم فرصة التعارف وبناء روابط دائمة مع بعضهم البعض.
من ناحيته قال رئيس تحرير فورين بوليسي جوناثان تيبرمان إن هذا الفصل الجديد من برنامج لعبة السلام ساهم في توسعة نطاق شراكتنا للاستثمار في القادة الشباب الذين سيساهمون في تشكيل مستقبلنا".
وقال محمد الظاهري أحد المشاركين في برنامج لعبة السلام: " لقد ألهمتني المشاركة في هذا البرنامج وساعدتني على مواجهة تحديات التعامل مع أشخاص يحملون وجهات نظر مختلفة.. وعلمني ذلك أن فهم وجهات النظر العالمية المتعددة أمر في غاية الأهمية ويساعدنا على إيجاد نقاط مشتركة لنتعاون ونتوصل إلى حلول تتوافق مع أولوياتنا ومتطلباتنا جميعا ".
أرسل تعليقك