الفن التشكيلي يغادر القاعات ليصافح بصر الجمهور
آخر تحديث 16:24:03 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الفن التشكيلي يغادر القاعات ليصافح بصر الجمهور

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الفن التشكيلي يغادر القاعات ليصافح بصر الجمهور

الفن التشكيلي
دبي – صوت الإمارات

صنعت الجماهير فنونها، نابعة من إيمانها بالحياة، وما بعد الحياة، ومن احتياجها الروحي والجمالي ما يجعل منها ضرورة، تسعى إليها في سعيها إلى إشباع ضروراتها المادية والمعرفية، فكيف اختفى من حياتنا في العقود الأخيرة الإحساس بهذه الضرورة؟ وكيف نستعيدها؟ وكيف نترك للأجيال القادمة زاداً جمالياً، يصافح عيونهم في رحلة الحياة؟

هذه الأسئلة وغيرها تجيب عنها د. مها فاروق في كتابها "الفنان سامي الرافعي والفن الجماهيري"، متتبعة أصول وتاريخ الفن الجماهيري متخذة من الفنان الكبير سامي رافعي مثالاً حياً على نجاحه في إقامة جسر بين فنه وبين الجماهير في مصر المعاصرة، مرتبطاً مرة برمز للنصر والكرامة، عبر إقامته النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر، تخليداً لشهداء حرب أكتوبر 1973، ومرة عبر إقامته مسلة مصرية بمفهوم معاصر في مدخل مطار القاهرة، لتكون أول ما يشاهد المسافر من مصر لتبقى في ذاكرته رمزاً للتماهي مع الكون واجتياز الزمن، ومرات عدّة عبر جدارياته الخزفية الضخمة في 19 محطة لمترو الأنفاق بالقاهرة الكبرى، لتكون كل منها علامة دالة على المنطقة التي توجد بها المحطة، وصحبة جميلة لملايين الركاب في انتظار مجيء قطاراتهم فتكون خير أنيس لهم، يجلو حواسهم، ويذهب سأمهم، ويرتقي بمشاعرهم، ويذكرهم بتراثهم الحضاري أو بجماليات بيئتهم.

ويتسع مفهوم الفن الجماهيري عند المؤلفة، فيشمل ما قام سامي رافع بتنفيذه من ديكورات لعدد من عروض الأوبرا والمسرح في مصر والخارج، ولعدد من الأماكن العامة مثل مطار الأقصر، ومن التصميمات للعمارة الداخلية والملصقات السياحية والطوابع البريدية التذكارية والعملات المعدنية، وأغلفة الكتب و الأسطوانات، باختصار كل ما يصافح أبصار الجماهير في حركتها وفي حياتها اليومية، وما تتعامل معه من وسائل الثقافة والاتصال، ذلك لأن الفن ليس مجرد لوحة وتمثال، بل هو كل ما يضفي على الوجود لمسة جمالية، ومعنى اسمى من الوظيفة النفعية المحدودة، وهذا لا يحتاج من المواطن أن يذهب لزيارة المتحف أو قاعة العرض، بل يجعل الفن رسولاً يذهب إليه أينما وجد، وأياً كان مستوى ثقافته وميوله الفنية، وذلك هو التوجه الذي ذهبت إليه جميع الدول المتقدمة، وحقيقته في الحدائق والمباني والميادين والشوارع وفوق الجدران في الأماكن العامة، وفي الأدوات الاستعمالية في الحياة اليومية، فكان ذلك كله بمثابة مدرسة لتربية الذوق الجمالي للجماهير.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن التشكيلي يغادر القاعات ليصافح بصر الجمهور الفن التشكيلي يغادر القاعات ليصافح بصر الجمهور



GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates