نظمت ندوة الثقافة والعلوم مؤتمرها السنوي الخامس اليوم بمقرها بدبي تحت عنوان المناهج الدراسية ...جسرنا إلى المستقبل .
وتقدم حسين الحمادي وزير التربية و التعليم في كلمة له بالشكر الجزيل إلى مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم والقائمين عليها لتخصيص المؤتمر السنوي الخامس للندوة لمناقشة الشأن التعليمي .
وعبر عن شكره للمنظمين على اختيارهم الصائب لعنوان المؤتمر الذي يتناول واحدة من أهم القضايا التربوية والتعليمية وهي المناهج الدراسية والمستقبل .. وتأتي الأهمية من عنوان المؤتمر ومحاوره وأهدافه ونخبة الحضور من الخبرات الوطنية المميزة التي لها بصمتها في حياتنا ومجتمعنا ولها عطاؤها في مختلف الميادين .
وأعرب عن تطلعه لأن يؤتي المؤتمر ثماره وقال : " سيصل بنا إلى رؤية مشتركة داعمة لتوجهات وزارة التربية والتعليم وأهدافه " .
وأكد وزير التربية والتعليم أن نظامنا التعليمي يواجه تحديات كبيرة متنامية في مقدمتها المكانة المرموقة لدولتنا على الساحة العالمية ومجموعة الإنجازات الاستثنائية التي تحققت في وقت قياسي والسرعة التي تتجه بها مسيرة التنمية المستدامة في دولتنا نحو استحقاقاتنا في المراكز الأولى دوليا برعاية كريمة وتوجيهات سديدة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " وأخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة واخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات .
وأضاف أن هذه الرعاية والاهتمام البالغ بالتعليم على وجه التحديد وفي ضوء طموحاتنا التي لا حدود لها نحو التنافسية وإلى الأفضل كشفت عن الحاجة إلى تطوير مخرجات التعليم والوصول إلى جيل لديه القدرة على الإسهام في التنمية الشاملة وازدهار الدولة والحفاظ على مكانتها ولن يكون ذلك إلا بتوفير منظومة تعليمية متكاملة قائمة على سياسات الحوكمة بما يدعم العملية التعليمية ويعزز توجهاتنا نحو التنمية المستدامة في التعليم.
و أكد أنه في الوقت نفسه لا يتحقق ما نصبو إليه إلا بتنفيذ برامج متقدمة للتنمية المهنية تصل بنا إلى معلم من ذوي الكفاءات المميزة..
معلم يتمتع بمهارات وإمكانيات تساعده في تطبيق أفضل الممارسات التربوية إلى جانب قيادة مدرسية متميزة تقوم على بيئة تعليمية جاذبة تحتضن إبداعات أبنائنا وتثري مواهبهم وتنمي قدراتهم العلمية والشخصية وتكسبهم مهارات القرن ال21 ومقومات مجتمع اقتصاد المعرفة وتمكنهم كذلك من العلوم الحديثة والمعارف التي تتوافق وطموحاتنا وتطلعاتنا نحو تكوين نواة من علماء المستقبل والنابغين في مختلف التخصصات ومنها الفضاء والهندسة والطب والتكنولوجيا وما يستجد من التي تمثل تأثيرا مباشرا في ازدهار بلدان العالم وتقدمها.
وقال الحمادي : " إننا نؤمن بأن تحقيق التطوير الشامل يكمن في تحديث البنية التحتية والتنمية المهنية والاستثمار في الموارد البشرية وتطوير الكفاءات المؤسسية والتركيز على التميز والابتكار في أداء قطاعات الوزارة كافة إضافة إلى تطوير وسائل التعليم وطرائق التدريس ونظم التقويم والامتحانات و المناهج الدراسية التي نعدها الأساس للانطلاق استنادا إلى أهميتها وطبيعتها الجوهرية في المنظومة التعليمية حيث أنها تشكل وعاء العلم والمعرفة والقيم والهوية الوطنية لأبنائنا مستعرضا ملامح الأهداف التي تقوم الوزارة على تنفيذها وفق خطة تطوير التعليم 2015 / 2021 " و التي تضمنت أولا اعتمدت الخطة تطوير المناهج الدراسية لكافة المراحل خلال ثلاث سنوات على أن يتم في كل سنة تطوير المناهج لأربعة صفوف دراسية.
وأضاف أن الخطة ركزت على تعزيز ومعايير التعليم الوطنية وإدخال برامج تفاعلية لخدمة المناهج المطورة وتطوير مناهج رياض الأطفال والتركيز على مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لتحقيق التكامل المعرفي للطلبة وقبل ذلك التركيز على تطوير مناهج التربية الإسلامية والتربية الوطنية واللغة العربية.
وقال : " ثانيا نحن ماضون نحو رفع مستوى مخرجات التعليم العام لتتناسب ومتطلبات اقتصاد المعرفة من خلال إلغاء التشعيب المعروف بالمسارين العلمي والأدبي واستبدالهما بمسارين هما المتقدم والعام بما يتيح للطلاب الانتقال السلس من المرحلة الثانوية إلى الجامعة دون الحاجة للسنة التحضيرية مع إعفاء الطلاب المتفوقين والمتميزين من بعض الساعات الدراسية المعتمدة في السنة الدراسية الأولى في الجامعات والكليات مستهدفين من هذه الخطوة المهمة توفير أفضل الفرص أمام أبنائنا للالتحاق بأعرق الجامعات سواء داخل الدولة أو خارجها وبأفضل التخصصات لاسيما علوم الفضاء والطب والهندسة والعلوم الطبيعية والتخصصات القانونية والعلوم الإدارية والإنسانية وأية تخصصات مستحدثة تخدم توجهات دولتنا وتلبي طموحاتها.
وأضاف " ثالثا سيتم الالتزام بتعزيز اللغة العربية وتنمية مهارات الطلبة في مجالاتها المتنوعة وحرصنا على ترسيخ مفاهيم ديننا الإسلامي الحنيف في نفوس أبنائنا وتضمين مادة التربية الوطنية في مادة الدراسات الاجتماعية إنما هدفه الأساس هو دعم هويتنا الوطنية ومنظومة القيم التي تميزنا في نفوس الطلبة ممن نستهدفهم أيضا بمواد مستحدثة منها مادة العلوم الصحية للطالبات ومادة المهارات الحياتية للطلاب بالإضافة إلى المواد الاختيارية المرتبطة بالمسارات المهنية والتخصصات الهندسية والطبية .. و رابعا إننا نعول كثيرا على تطوير نظم التقويم والامتحانات من أجل تحقيق الاستثمار الأفضل للمهارات والقدرات الطلابية وذلك من خلال مؤشرات علمية واضحة لنواتج التعلم متصلة في الوقت نفسه بامتحانات معيارية موحدة لمتابعة أداء الطلاب .. وتعكف الوزارة حاليا على إعداد منظومة اختبارات وطنية شاملة تخدم الرؤية التعليمية للدولة بمقاييس عالمية لقياس الأداء في المواد الأساسية بالإضافة إلى مجموعة من الامتحانات الدولية المعتمدة " .
وأوضح أنه أما خامسا فسيمتد التركيز أيضا على رفع مستوى الطلبة في اللغة الإنجليزية وتوظيف تقنيات العصر ليكونوا أكثر جاهزية لمرحلة التعليم العالي ومن بعدها سوق العمل ومختلف المواقع التي تشهد فيها دولتنا طفرات متلاحقة ذلك إلى جانب تنمية قدراتهم في علم الرياضيات وتكنولوجيا المعلومات ومجموعة المواد الاختيارية المتصلة في مجملها بالتخصصات المهنية والمسارات الهندسية والطبية .
وأكد ضرورة استنفار الجهود والهمم ومقصده تمكين الطلبة والشباب من أدوات المستقبل وصولا إلى أجيال لديها القدرة على التحديث والتطوير والتواصل ودعم مجتمع اقتصاد المعرفة.. أجيال مثقفة لديها من العلم والوعي والكفاءات الشخصية ما يساعدها في تجاوز التحديات وتحمل المسؤوليات وهذا بالتحديد ما تستهدفه الأنشطة اللاصفية التي تشتمل على حزمة من برامج الإرشاد الأكاديمي والمهني بجانب منهجية علمية لاكتشاف الموهبين والمبدعين والمتفوقين من خلال تأسيس الأندية العلمية وأندية الروبوت إضافة إلى تنفيذ مجموعة من الأنشطة الإثرائية التي تصقل شخصية الطلبة وتدعم الاتجاهات الإيجابية في أوساطهم وتعزز هويتهم الوطنية إلى جانب برامج التغذية المدرسية واللياقة البدنية التي تستهدف بناء أبطال متميزين في الألعاب الأولمبية الدولية.
وأوضح معاليه أن خطة تطوير التعليم 2015/ 2021 استلهمناها من فكر ورؤى قيادتنا الرشيدة مستندين في ذلك إلى الهدف الاستراتيجي الذي أقرته رؤية الإمارات 2021 والأجندة الوطنية وهو الوصول إلى نظام تعليمي من الطراز الأول .. ولهذا نؤكد أن خطة التطوير لا تخص وزارة التربية والتعليم وحدها وإنما هي خطة الجميع وهي مسؤولية المعلم ومدير المدرسة وولي الأمر وأطراف العملية التعليمية ومؤسسات المجتمع وأفراده والمهتمين بالشأن التعليمي ولكل دوره وإسهاماته التي نتطلع إليها ونعمل من أجلها على توثيق شراكتنا القائمة مع المعنيين والمختصين كافة إلى جانب بناء شراكات جديدة تعزز أهداف دولتنا وتوقعاتها من منظومة التعليم ومسيرته التي تحظى بالدعم الكبير من قيادتنا الرشيدة .
و وصف معاليه الإنسان بأنه الثروة الحقيقية للمجتمع وقال : " هذا ما أخذناه وتعلمناه من الأقوال المأثورة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه .. وفي ضوء ذلك لا خيار أمامنا سوى العمل وبذل المزيد من الجهد والعطاء تحقيقا للكلمة التاريخية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " التي أكد فيها : " أن العمل هو المعيار الحقيقي للمواطنة وهو دليل الإخلاص والولاء وبه يتمايز الناس فبالإرادة القوية والقدرة العالية والإنجاز الفائق نتشارك جميعا مسؤولية بناء هذا الوطن تعزيزا لسيادته وصونا لمكتسباته وبناء لمستقبله ".
من ناحيته أكد سعادة سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم أن هذا المؤتمر ركز على التعليم باعتباره جزءا أساسيا من التنمية الشاملة التي تنتهجها دولة الإمارات لتحقيق التوازن والاستدامة وكما أراد مؤسسو الدولة وفي طليعتهم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي أكد ذلك في مقولته "لقد تعلمنا من هذا الازدهار أن نبني دولتنا من خلال التعليم والمعرفة وأن نرعى أجيالا من الرجال والنساء المتعلمين".. وعلى النهج نفسه تمسك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بالثوابت وشدد على وجوب "التزود بالعلوم الحديثة والمعارف الواسعة والإقبال عليها بروح عالية ورغبة صادقة على طرق كافة مجالات العمل حتى تتمكن دولة الإمارات خلال الألفية الثالثة من تحقيق نقلة حضارية واسعة".
وأشاد السويدي بنهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي منذ إطلاقه استراتيجية الحكومة الاتحادية في عام 2007 القائم على أن إمارات المستقبل بها أرقى درجات العلم والمعرفة.. موضحا أن سموه اعتمد خطة وزارة التربية والتعليم 2015 2021 التي تتخذ من الابتكار محورا رئيسيا للتعليم.
وقال السويدي إن كل هذا السعي والفعل والحرص على التعلم والابتكار من جانب القادة والمؤسسين يستدعي بذل المزيد من الجهود بدءا بالمجتمع الذي يعتبر أساس المنظومة المتكاملة لأمة متحضرة وصولا إلى المعلم الذي لابد أن يستشعر أهمية الحاجة لمنهج مطور لا يتسم بالتعقيد وتتوافر فيه جميع مقومات العلم والمعرفة والنجاح.
وأضاف : " لذا جاء مؤتمرنا هذا العام بعنوان "المناهج الدراسية ..
جسرنا إلى المستقبل" لما للمناهج من دور أساسي في بناء جيل قادر على صناعة المستقبل خاصة في زمن العولمة التي أصبح فيها العالم فضاء معرفيا واسعا يتبادل فيه الأفكار والقيم والمعلومات" .
وأوضح أن لقاء اليوم يهدف إلى تداول رؤى ومشكلات المناهج الدراسية للنأى عن المناهج الكمية التي تعتمد على الحفظ وبحث سبل إعداد مناهج تمنح الطالب القدرة على الفهم والتحاور وقال : " لدينا من الباحثين والموجهين ومعدي المناهج من نستطيع الاعتماد عليه لإخراج نظام تكاملي في المعرفة والمهارات" .
و أكد أن تطوير وتجديد المناهج قائم ومستمر إلا أننا نسعى إلى التميز بما يتناسب مع متطلبات دولتنا الفتية في الطموح والريادة وتأهيل أجيال تعي قيمة العلم والتعلم معتزة بثوابتها وهويتها العربية والإنسانية.
أرسل تعليقك