دبي- صوت الإمارات
استضافت مؤسسة سلطان بن علي العويس، مساء الأربعاء الماضي، في دبي واحدة من ندوات ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، التي ينظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات.
وجاءت الندوة تحت عنوان "المسرح أداة التمكين"، وشارك فيها كل من زهراء المنصوري، ود. نرمين الحوطي، وحسين أبوبكر، ود. راشد عيسى، وعائشة عبدالله، وبزة الباطني، وأدارها الكاتب عبدالإله عبدالقادر.
واستهلت الندوة ورقة بحثية قدمتها الباحثة زهراء المنصوري، توقفت فيها عند مكونات المسرح الموجَّه للطفل، والقواعد التي يجب مراعاتها عند استهداف الأطفال في أعمال مسرحية، مستعيدة تاريخ التجارب المسرحية للأطفال في العالم العربي.
وذكرت المنصوري: "الحركة المسرحية لا تولي عناية بمسرح الطفل كما الحال بالنسبة لمسرح الكبار، والكثير من المسرحيين لا يراعون الجوانب الفنية المتعلقة بالتوجُّه إلى الطفل من حيث ضرورة أنَّ تكون لغة العمل واضحة، وتجنب الشخصيات المتعددة كي لا يتشتت الطفل، والاعتماد على الفكاهة الجاذبة وغيرها من المسائل التي يجب مراعاتها".
وقدم الباحث حسين أبوبكر مداخلة كشف فيها تجربته في التوجُّه للأطفال عبر الأعمال الإبداعية والثقافية، من خلال مشاركته في جائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة، مؤكدًا أنَّ المحور الرئيس الذي ركزت عليه الجائزة وتوقفت طويلاً عند أثره الكبير هو الإعلام، وأضاف: "لا يمكن التعامل مع الأطفال من دون الوعي بأنَّ الإعلام هو سيف العصر، والحلقة الأقوى التي باتت اليوم يمكنها أنَّ تدخل إلى غرف نومنا ونحن سعيدين".
وبيّن أنهم عملوا في الجائزة على تنظيم عددٍ من الدورات التدريبية، وتوجهوا إلى المؤسسات الإعلامية، وتوعية العائلات للالتفات لما يقدمه الإعلام، وعملوا على إصدار كتب، ونفذوا برامج إذاعية وتلفزيونية.
وفي ورقة بعنوان "فن الكتابة لمسرح الطفل"، بيّنت د. نرمين الحوطي أهداف مسرح الطفل بقولها: "يعمل المسرح على تخليص الطفل من انشغاله بنفسه، وبذلك يتحرر من الكبت والضغوط، وتثير المسرحية الجيدة عواطف كثيرة لدى الأطفال، كالإعجاب والخوف والشفقة، وهذا يعد صحيًا وإيجابيًا، ويقدم المسرح وجهات نظر جديدة في الأشياء والأشخاص والمواقف، وهذا من شأنه أنَّ يحمل إلى الأطفال أفكارًا حرة ومرنة".
وجاءت أوراق بقية المشاركين أشبه بشهادات حول تجاربهم في الكتابة بصورة عامة، والموجهة للأطفال بصورة خاصة، فقرأ الشاعر د. راشد عيسى نصًا نثريًا يروي فيه مشهديات من طفولته، ويكشف البيئة التي أنتجت لغته ورؤيته تجاه الكتابة، وذكر: "اعترف بأنَّ ذلك الطفل الوحيد الذي كان ينام أحيانًا على سرير بناه في شجرة توت، وإذا جاع أكل نجمتين، وشرب كوبًا من حليب الشمس، تعود أنَّ يلسع عقارب الزمن ويخرج عن طاعة المكان، ويستعذب لذة الألم، ويرى نفسه حصانًا صغيرًا نافرًا يتعلم تسلق الأشجار العالية ليقطف تفاحة الحرية، لا ليأكلها، بل ليقسمها بين رفاقه الجائعين".
وأكدت بزة الباطني: "تجربتي في مجال الكتابة للطفل ثرية، ومتنوعة وعميقة رغم أنها ليست غزيرة ومتدفقة، لم أنشر مئات الكتب للأطفال، لكن أتمنى أنَّ يكون ما تمكنت من تقديمه في هذا المجال وفي مجالات كتاباتي الأخرى في الأدب والتراث الشعبي والشعر وغيرها كمطبوعات وكبرامج تلفزيونية وإذاعية، وبعدة لغات دعامة قوية وراقية في الكتابة والثقافة بوجه عام في دول الخليج العربية والوطن العربي والعالم".
وفي مداخلتها قرأت الكاتبة عائشة عبدالله نصًا يوجز مشوارها مع الكتابة للطفل فأكدت: "عندما بدأت اكتب للطفل، تخوفت كثيرًا من عرض هذه الكتابات، ووجدتها مغامرة صعبة علي أنَّ أجتازها ولغز ربما أسمعه للمرة الأولى، من عالم آخر غير عالمنا، لم أفهم كلماته ولم أع أي حرف من حروفه، فكرت بالعودة للقراءة مرة أخرى في كتب العلوم والرياضيات، ولجأت إلى المحطات الثقافية والجلوس مع كِبار السن استمع إلى قصصهم وحكاياتهم".
أرسل تعليقك