الشارقة - صوت الإمارات
نظم النادي الثقافي العربي مساء أمس الأول، ندوة عن كتاب "معارج الفنون، تجربة الفنان محمد فداء حسين من الهند" الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، تأليف محمد أشرف وترجمة سمر الشيشكلي، وذلك ضمن الجلسات النقاشية التي تنظمها الدائرة عن إصداراتها، وتحدث في الأمسية الدكتور عبد الكريم السيد ومؤلف الكتاب محمد أشرف والمترجم الهندي عبدو حسن، وأدارها عبد الفتاح صبري .
في تقديمه قال عبد الفتاح صبري إن ترجمة كتاب عن فنان تشكيلي هندي كبير إلى اللغة العربية هو محاولة من الدائرة لمد جسور التواصل بين ثقافتين متجاورتين لم تنقطع بينهما تلك الجسور على مر العصور، وكان التأثير بينهما متبادلا، مما أثر في الفنون والآداب والعلوم في الوطن العربي والهند على حد سواء .
عبدو حسن تحدث عن مؤلف الكتاب محمد أشرف قائلا إنه مؤلف وصحفي هندي مشهور كتب السيرة الذاتية لكتاب وفنانين هنود كبار وعمل في محطات تلفزيونية كبيرة، وهو يقيم في الإمارات، ويعمل على إقامة تواصل ثقافي مثمر بين الهند والإمارات، من خلال برامج وإصدارات عدة .
أما محمد أشرف فتحدث عن دواعي تأليفه للكتاب ولخصها في كونه يقدم صورة إنسانية وفنية عن أحد الرسامين الهنود الكبار الذين تجاوزت سمعتهم الهند ووصلت إلى العالمية، وهو محمد فداء حسين الذي تعرض رسومه في لندن ونيويورك وتباع بملايين الدولارات، فهذا الفنان الهندي المسلم يستحق منا التكريم والإشادة بعطائه الذي رفع به اسم بلاده وثقافته وحضارته .
الدكتور عبد الكريم السيد قدم قراءة تحليلية في الكتاب، فتوقف عند سرد المؤلف لحياة الفنان الذي ولد عام 1915 في الهند وتوفي عام 2010 في الشارقة، وعاش بين الهند وبريطانيا وقطر والإمارات، وكانت له أعمال فنية في كل هذه الدول، وأطلق عليه لقب "بيكاسو الهند" عندما كرم مع الأسطورة العالمي بابلو بيكاسو في بينالي ساوباولو سنة 1971 .
وقال السيد إن الكتاب في مجمله حوار مطول أجراه المؤلف مع الفنان، كشف فيه عن سلسلة الأحداث المهمة التي مر بها في حياته وأثرت في فنه، وعن أسلوبه الفني في الرسم . "استطاع فداء حسين أن يعكس بفنه التنوع الثقافي والبيئي في الهند ويصنع من عوالمه المختلفة توليفة فنية جميلة، فنجد لديه انعكاسا للمشاهد الطبيعية في القارة الهندية ذات الطبيعة الخلابة، واستطاع أن يعبر عن التقاليد الدينية لمختلف المذاهب والأديان في بلاده، مما أعطى للوحاته غنى مشهديا، وجعلها تحفا يحتفي بها العالم" .
وأشار عبد الكريم السيد إلى أنه لم يتعمق كثيراً في تحليل الأساليب الفنية لفداء حسين، وصرف أكثر اهتمامه لمراحل حياته والمشكلات التي عانى منها في بلاده وفي المنفى، ومع ذلك فالكتاب يقدم صورة إنسانية لحياة فنان مبدع، وكفاحه المستميت من أجل فنه، وكيف يمكن للظروف أن تؤثر بعمق في تجربته الفنية .
أرسل تعليقك