أبو ظبي - صوت الإمارات
افتتح أحمد اليافعي مدير مجمع أبوظبي للفنون، مساء أمس الأول الأربعاء ، في مقر المجمع في منطقة المصفح في أبوظبي، المعرض الفني الخاص ببرنامج الفنان المقيم الذي استضاف طوال شهر سبتمبر/أيلول الماضي أربعة فنانين من إفريقيا جنوب الصحراء وهم: كولينز أبينورو (نيجيريا)، ماري أوكمبو (كينيا)، فيملا ديندويال (موريشس)، نانسي متكي (زيمبابوي) . حضر حفل الافتتاح عدد من الشخصيات الدبلوماسية والفنية .
استهل اليافعي كلمته بالترحيب بالحضور مشيرًا إلى أهمية المعرض في التقريب بين الثقافات، ورؤية الفن من زوايا مختلفة وصور متنوعة تثري المشهد الفني الإماراتي، وقال: "لقد خصصنا هذا الشهر من برنامج الفنان المقيم لفن دول إفريقيا جنوب الصحراء، وبخاصة أربع دول هي: نيجيريا، زيمبابوي، موريشس، كينيا، ذلك أن الفن الإفريقي يمتاز بألوانه القوية وقدرته الفائقة على تمثّل الآخر وتجسيده والتواصل معه فنيًا، وقد قمنا باختيار فنانين من ذوي التجارب المتميزة في الساحة الفنية في دولهم، وذلك من أجل خلق أنماط فنية مختلفة تستخدم تقنيات متنوعة، ولها قدرة على استلهام الفن والتراث الإماراتي واستحضاره في أعمالها والتأثر بالشخصية الإماراتية .
وأضاف: "إننا نهدف من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق هدفين رئيسيين، يتمثل الأول منهما في انجاز أعمال فنية إماراتية متنوعة، ورؤية الفن الإماراتي بعيون الآخر المختلف فنياً عن هذه البيئة، وهذا ما يجعلنا نقوم باستقطاب فنانين من مختلف المشارب الثقافية والاتجاهات الفنية، يتعايشون مع البيئة والمجتمع الإماراتي ويطلعون على تراثه عن قرب، ويستلهمونه في أعمالهم الفنية التي يعرضونها في آخر أيام إقامتهم الفنية . وهذا ما نشاهده اليوم، فثمة أعمال تمثل الحياة البدوية الإماراتية، لكنها ممزوجة بالروح الإفريقية .
وأشار اليافعي إلى أن الهدف الثاني يتمثل في تأصيل الثقافة والتراث الإماراتيين، وتكوين إرث ثقافي فني إماراتي بتقنيات عالمية، فالفن هو تاج الحضارة، وقد أدركت الحكومة الإماراتية هذه الحقيقة وبذلت جهوداً كبيرة في سبيل احتضان أهم المتاحف وأبرز الأعمال الفنية والأثرية في العالم .
وأوضح اليافعي أن المجمع يقوم بتنظيم دورة لكل الفنانين المقيمين تشمل: زيارة الأرشيف الوطني والقرية التراثية وقصر الحصن ومنارة السعديات، ومتحف الشارقة الإسلامي، والأماكن العامة في دبي، إضافة إلى المعالم التاريخية والأثرية في الدولة . كما قمنا باستضافتهم في فرع المجمع في ليوا الذي يمثل البيئة الصحراوية .
امتازت أعمال الفنانين المقيمين بالتنوع وتعدد التقنيات الفنية التي اعتمد عليها كل واحد منهم، واستلهمت البيئة الثقافية الإماراتية واستحضرت رموزها التاريخية والتراثية والطبيعية، حيث وظفت الفنانة ماري أوكمبو بعض عناصر من البيئة التراثية الإماراتية مثل النخلة، الجمل، البرقع، مبنى تراثي، مستخدمة تقنية اكريلك على كانافاس بوصفه أكثر ملاءمة للوحاتها، مبرزة ملامح الشبه والاختلاف بين المرأة في الإمارات وفي كينيا . وعلى المنوال نفسه سار الفنان كولينز أبينورو في أعماله حيث استحضر ملامح من البيئة الدينية في كينيا والإمارات من خلال استخدامه الفحم على القماش، واكريلك على كانافاس، والفحم على الباستيل في رسم لوحاته التي تركز على الوجوه والرموز، حيث رسم في إحداها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهو يحمل صقراً على كتفه، ورجلاً عربياً يمتطي جملاً، ولوحات أخرى ترتبط بالبيئة الثقافية الكينية .
وتمزج الفنانة فيملا ديندويال في لوحاتها بين البيئة التراثية والبحرية مستخدمة تقنية اكريلك على كانافاس في بعضها، ورسمت "العقال، والغطرة"، ومسجد الشيخ زايد، وتظهر أعمال ديندويال ميلها إلى المزج بين الألوان الفاتحة والغامقة، وتوظيف الفضاء المفتوح . أما الفنانة نانسي متكي فتجمع لوحاتها بين التصوير الفوتوغرافي واستخدام تقنية اكريلك على كانافاس، مركزة على بيئتها الأصلية في زيمبابوي .
أرسل تعليقك